اقتصاد

البواري متفائلا: الموسم الفلاحي مُتغيِّر ونتوقع تحقيق نمو عند 5.1%

البواري متفائلا: الموسم الفلاحي مُتغيِّر ونتوقع تحقيق نمو عند 5.1%

بلغةٍ لم تخل من التفاؤل، اعتبر وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، أحمد بواري، أن المغرب اليوم يعيش موسما فلاحيا “متغيرا” عن ما سبقه من مواسم بفضل مستوى التساقطات المطرية المرتفع خلال هذه السنة، مبرزا أن هذه الدينامية ستنعكس على نسبة نمو القطاع الفلاحي التي من المتوقع أن يبلغ 5.1 في المئة مقابل 4.8 في المئة في السنة الماضية.

واعتبر المسؤول الحكومي ذاته، في جسلة الأسئلة الشفوية بمجلس النواب، اليوم الإثنين، “أننا نعيش موسما فلاحيا متغيرا بحكم التساقطات المطرية التي شهدتها بلادنا خلال الفترة الأخيرة شملت جل المناطق المغربية”، مستدركا أن “هذه التساقطات تلتها فترة عجز مطري امتدت من شهر نونبر إلى فبراير مع تباين واضح بين المناطق”.

وأورد البواري أن “هذه الوضعية تسببت في انحسار المساحات المزروعة من الحبوب الخريفية والتي لم تتجاوز 3.2 ملايين هكتاراً”، مشيرا إلى أن “الوضعية المطرية تحسنت في شهر مارس بفضل التساقطات الهامة والثلوج التي كان لها وقع إيجابي على الوضع الفلاحي في مختلف مناطق المملكة”.

وبلغة الأرقام، أورد الوزير ذاته أن “التساقطات المطرية بلغت إلى حدود 29 أبريل 2025 حوالي 295 ميليمتر أي بانخفاض قدره 20 في المئة مقارنة مع سنة عادية بمعدل 30 سنة وبارتفاع 15 في المئة مقارنة مع الموسم الفلاحي الفارط”، مسجلا أن “حقينة السدود الموجهة للأغراض الملاحية بلغت 5,31 ملايير متر مكعب مقابل 4.38 ملايير متر مكعب  خلال الموسم الماضي”.

واعتبر الوصي على قطاع الفلاحة أن هذه الأرقام شكلت بوادر خير للفلاحين أنعشت آمالهم بالعودة إلى دروة جديدة من الأعوام الماطرة والخروج من دوامة سنوات الجفاف، مؤكدا أنه تم خلال هذا الموسم تسجيل تحسن في الغطاء النباتي بشكل كبير مما ساهم في الرفع من مردودية أهم الزراعات الخريفية وإعطائها دفعة قوية وخصوصا القطاني والحبوب الزيتية. 

وتابع البواري أن كثافة الغطاء النباتي ستساهم في تحسين وضعية القطيع الوطني وإغاثة الماشية المتضررة من توالي سنوات الجفاف، مشيراً إلى أنه تم اتخاذ مجموعة من الإجراءات في إطار الموسم الفلاحي الحالي من خلال بيع أكثر من 740 ألف قنطار من البذور المختارة للحبوب الخريفية أي بزيادة 10 في المئة مقارنة بالموسم الفائت. 

وأوضح المصدر ذاته أن تم دعم 1.3 مليون قنطاراً من الأسمدة الأزوتية وبيعها بأثمنة منخفضة لصالح 78 ألف مستفيد، مشيرا إلى أن المساحة المؤمنة من الحبوب والقطاني والزراعات الزيتية حوالي 661 ألف هكتار من أصل مليون هكتاراً المبرمجة. 

وسجل البواري أن نجاعة هذه التدابير، وبفضل التساقطات، تمكنا من تسجيل بوادر موسم فلاحي إيجابي مقارنة بالسنوات السابقة، حيث من المتوقع أن يصل محصول الحبوب الرئيسية إلى 44 مليون قنطاراً بزيادة قدرها 41 في المئة مقارنة بالموسم السابق.

وتابع الوزير ذاته أن “هذه التوقعات ترجم صلابة ومناعة القطاع الفلاحي ومثابرة الفلاحين ومختلف المتدخلين في هذا القطاع”، مؤكدا أن الوزارة ستستمر في دعم تأمين الأمن الغدائي لبلادنا. 

ولفت البواري إلى أن مساحة الزراعات الخريفية الكبرى بلغت 3.11 ملايين هكتاراً منها 10 في المئة مسقية، مسجلا أن المساحات المزروعة من الزراعات الربيعية بلغت 158 ألف هكتاراً منها الحمص 35 في المئة والذرة 47 في المئة ونوار الشمس 13 في المئة والفاصولياء الجافة 5 في المئة. 

وبالنظر للوضعية المائية، أوضح الوزير ذاته، أن الزراعات السكرية حققت قفزة نوعية ببلوغ المساحة المزروعة من الشمندر السكري أزيد من 35 ألف هكتاراً أي 75 في المئة من المساحة المبرمجة و1155 هكتاراً من القصب السكري. 

وبالنسبة للخضراوات، أورد البواري أنه تم إنجاز 91 في المئة من البرنامج المسطر للخضراوات الخريفية أي حوالي 97 ألف هكتاراً، لافتاً إلى أن المساحات المنجزة من الخضراوات الشتوية بلغت 65 ألف هكتاراً. 

وبالنسبة للخضراوات الربيعية، سجل الوزير ذاته أن الظروف المناخية ساعدت في تسريع البرنامج الخاص بها والذي أنجز منه قرابة 45 في المئة، مؤكداً أن تنفيذ هذا البرنامج مكَّن من إنتاج كميات كافية من مختلف الخضروات لتغطية الاستهلاك الداخلي. 

وبخصوص الإنتاج الحيواني، وبالنظر إلى سنوات الجفاف المتتالية التي عرفتها بلادنا والتي كانت لها تأثيرات كبيرة على القطيع الوطني بمختلف أنواعه، سجل البواري أن “الوزارة وضعت برنامجاً استعجالياً طموحاً مبنيا على عدة محاور متكاملة وشاملة من أجل ضمان استمرار تزويد الأسواق مع إعادة هيكلة الأسواق لتغطية الحاجيات الوطنية من اللحوم”. 

وشدد البواري على أن قرار تعليق ذبح الأضحية من طرف الملك كان له أثر كبير على استقرار أسواق الماشية واللحوم، مبرزاً أن هذا ما سيسمح بتخفيف الضغط على القطيع الوطني في أفق إعادة هيكلته في السنوات المقبلة. 

وسجل الوزير عينه أن “الأداء الجيد لمختلف سلاسل الإنتاج وارتفاع إنتاج الحبوب وتحسن المراعي سينعكس بتحقيق نسبة نمو إيجابي من المتوقع أن يبلغ 5.1 في المئة مقابل 4.8 في المئة في السنة الماضية”، مشيرا إلى أن ذهه الظروف تبشر باستعادة دينامية التشغيل بالقطاع الفلاحي المتأثرة بسنوات الجفاف.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News