أوجار: نمارس السياسة بدون شعبوية ودبلوماسية الملك تقربنا من طي ملف الصحراء

أكد محمد أوجار، عضو المكتب السياسي للتجمع الوطني للأحرار، أن الجهود الدبلوماسية للملك أوصلت المغرب والقضية الوطنية إلى مرحلة جديدة حبلى بمستقبل واعد لحل سريع وسلمي وفق ما تطمح إليه بلادنا، مشددا على أن الحزب التزم قبل انتخابات سنة 2021 بممارسة السياسة بـ”أسلوب جديد ونبيل ونظيف، بعيدا عن الشعبوية، ويقوم على سياسة القرب ومكاشفة ومصارحة المواطنين”.
وقال أوجار، في تصريح عقب اجتماع المكتب السياسي لحزب التجمع الوطني للأحرار، يوم أمس الجمعة، إن هناك اليوم؛ على صعيد مجلس الأمن والاتحاد الأوروبي والقارة الإفريقية وفي كل أنحاء العالم، تفهما إيجابيا وقويا للموقف المغربي باعتبار أن الحل الواقعي والحل الوحيد بملف الصحراء المغربية هو مقترح المملكة ومبادرة الحكم الذاتي في إطار السيادة الوطنية.
ويرى وزير العدل السابق أن كل المؤشرات تؤكد “أننا اليوم في وضع جديد، وهناك اتجاه دولي لتحفيز دينامية الحل ولجعل الأشهر المقبلة أشهرا حاسمة”، سيما في ظل التطورات الأخيرة على رأسها وصول رئيس جديد (دونالد ترامب) إلى الحكم في الولايات المتحدة الأمريكية، ومساندة دولتين (أمريكا وفرنسا) داخل مجلس الأمن بوضوح وبمسؤولية وبشفافية مغربية الصحراء، زيادة على الموقف التاريخي لإسبانيا وتأييد 22 دولة داخل الاتحاد الأوروبي لمبادرة الحكم الذاتي.
وأكد المتحدث أن التجمع الوطني للأحرار يثمن الأدوار التاريخية للملك محمد السادس في تحقيق هذه الإنجازات، داعيا إلى “التعبئة الوطنية وإلى تقوية هذه التعبئة والجبهة الداخلية، وإلى التفاف الشعب المغربي، كما فعل دائما، وراء الملك، لإفشال المناوشات الأخيرة والفاشلة لخصوم وحدتنا الترابية ولمواصلة الترافع الجدي المسؤول عن مشروعية حقوقنا”.
وعن دلالات إطلاق الحملة التواصلية للحزب من “لؤلؤة الجنوب”، أوضح محمد أوجار أن يحمل عددا من الرسائل “أولها الأهمية الكبيرة التي يوليها التجمع الوطني للأحرار للقضية الوطنية ولتطورات القضية الوطنية وتعبئته الدائمة للدفاع عن هذه القضية المقدسة، وثانيا للاحتفاء ولتثمين النجاحات الدبلوماسية التاريخية التي حققتها المملكة المغربية في مجال الدفاع عن قضيتنا الوطنية نتيجة التبصر والشجاعة السياسية وحكمة الملك، قائدا لهذه هذه الانتصارات الدبلوماسية الكبيرة”.
وذكّر في هذا السياق بالموقف الحازم الذي عبر عنه الملك بجعل قضية الصحراء المغربية المنظار الذي ننظر به إلى علاقاتنا مع كل الشركاء في العالم، مشددا على أن “هذا الحزم أدى إلى تغييرات جوهرية في مواقف كثير من الدول”.
وأضاف أن الاجتماع بمدينة الداخلة يحمل أيضا رسالة الجهود التنموية الكبيرة التي تباشرها الحكومة برئاسة عزيز أخنوش في كل القطاعات لتحفيز وتيرة التنمية في الأقاليم والجهات في الصحراء المغربية، وللتجاوب مع تطلعات المواطنات والمواطنين في الحرية والكرامة والتنمية الشاملة.
وشدد على أن “الجهد التنموي الكبير والتاريخي جعل مدينة مثل الداخلة ورشا مفتوحا للإنجازات، ولكي يقتنع العالم بأن المملكة المغربية تبذل في هذه الأقاليم المباركة مجهودات جبارة متواصلة لتكون هذه الأقاليم في مستوى ما يأمله لها المغاربة جميعا من تقدم وتطور”.
وفي ما يرتبط بالحصيلة الحكومية، أكد أوجار أن الحكومة التي يقودها حزب “الحمامة” لا تختبئ وراء خطابات منمقة أو وعود انتخابية، بل بحصيلة ملموسة تسعى لعرضها أمام المواطنين في مختلف الجماعات والأقاليم والجهات، في إطار الجولة التواصلية التي أطلقها الحزب من مدينة الداخلة بحضور وزرائه وبرلمانييه ومسؤوليه في كل القطاعات.
وأشار المتحدث إلى أن الحزب “قبل دخول الحكومة قام بسلسلة من الاتصالات ومن اللقاءات ومن جلسات الاستماع العمومي في بلادنا، أسفرت عن بلورة مشروع تقدمنا به في الانتخابات، واليوم بعد أربع سنوات من مسار الثقة وأربع سنوات من الإنجازات الحكومية، نعود احتراما للرأي العام واحتراما للمواطنين للتواصل المباشر معهم في الجماعات والأقاليم وفي الجهات لاستعراض حصيلة ما تم إنجازه في مختلف القطاعات، في التعليم والفلاحة والصيد البحري والتربية الوطنية، بحوارات صريحة وشفافة مع الناس، وبتواصل جدي لا شعبوية فيه، لذلك سميناه مسار الإنجازات؛ من مسار الثقة إلى مسار الإنجازات”.
وأبرز أن المواطنين سيعاينون، خلال الجولة التواصلية، “مصداقية وجدية وحقيقة ما أنجزته الحكومة، وسيقوم الوزراء والبرلمانيون والمنتخبون بجلسات استماع جديدة للمنتخبين وللمناضلين وأيضا للمواطنين ولمؤسسات المجتمع المدني، حتى تتمكن الحكومة من الاستماع إلى التقييم الموضوعي للناس ومن تسجيل الملاحظات ومن إصلاح ما لم يتم التوصل إليه بعد”.
وأضاف أيضا أنه من خلال هذا التواصل “سنستخلص مقترحات الناس ومن تجربتنا في هذ الأربع سنوات ما يؤهلنا وما يسمح لنا بأن نستشرف رؤية تنموية جديدة في أفق 2030، ليظل هذا الأمل وتتواصل الإنجازات، ولنجعل من بلدنا فضاء للتنمية وللكرامة وللتجاوب مع تطلعات المواطنين والمواطنات”.
وفي موضوع ذي صلة، أشاد المكتب السياسي لحزب التجمع الوطني للأحرار بالدينامية التواصلية التي انخرط فيها الحزب، الذي يطلق “مسار الإنجازات”، في إطار جولة تواصلية وطنية واسعة، ستهم 12 جهة وأزيد من 70 جماعة، بحضور وزراء الحزب وأعضاء مكتبه السياسي، تزامنا مع مرور نصف الولاية الانتدابية للجماعات الترابية.
وتأتي هذه المبادرة، وفق بلاغ توصلت جريدة “مدار21” بنسخة منه صادر عقب اجتماع المكتب السياسي أمس الجمعة بالداخلة، استمرارا للدينامية التواصلية التي ينهجها الحزب منذ مؤتمره الوطني السادس، عبر مجموعة من المسارات والمبادرات التواصلية المبتكرة، بداية بــ “مسار الثقة”، مرورا بــ “مسار المدن”، و “مسار التنمية”، وصولا إلى “مسار الإنجازات”، والتي ستكون مناسبة لمناقشة الحصيلة المحلية والوطنية، إضافة إلى الإنصات لانشغالات المواطنات والمواطنين، يضيف المصدر عينه.
وأوضح البلاغ أن هذه الجولة التواصلية، التي تنطلق من جهة الداخلة وادي الذهب، لتشمل باقي جهات وأقاليم المملكة، ستشكل فرصة لتكريس سياسة الحزب المتمثلة في القرب من المواطنين والتفاعل مع انتظاراهم، وكذا التعاطي الإيجابي مع مختلف الرهانات المطروحة على مستوى التنمية والعمل الترابي، علاوة على المساهمة في إغناء النقاش العمومي البناء والمنتج للحلول في إطار لقاءات “نقاش الأحرار”، التي ستنظم على مدار هذه الجولة التواصلية، والتي ستشكل كذلك مناسبة للوقوف على الإنجازات التي حققها حزب “التجمع الوطني للأحرار” على مستوى التدبير المحلي.