الريفي: تعبئة الشباب القروي لم يعد خياراً بل شرطاً للتنمية المستدامة

أكد المدير العام لوكالة التنمية الفلاحية، مهدي الريفي، أن تعبئة الشباب القروي لم تعد خيارًا ثانويًا، بل أصبحت اليوم شرطًا أساسيًا لنجاح أي سياسة للتنمية المستدامة، معتبرًا أن هذا الشباب المتجذر في مناطقه، والغني بطاقاته ومبادراته، يجسد دينامية تجديد من واجب الجميع دعمها وتأطيرها.
جاء ذلك خلال ندوة صحفية، اليوم الأربعاء، بالمعرض الدولي للفلاحة، بمكناس، أعلن فيه عن الإطلاق الرسمي لطلب إبداء الاهتمام المتعلق بريادة الأعمال في مجال الخدمات المرتبطة بالفلاحة، والذي تم تمويله في إطار منحة مقدمة من الاتحاد الأوروبي والوكالة الفرنسية للتنمية.
وأوضح الريفي أن هذا المؤتمر يمثل خطوة استراتيجية جديدة في تنفيذ البرنامج الفلاحي المشترك، مبرزًا أن البرنامج يعتبر مبادرة بناءة وهيكلية تنسجم بشكل تام مع تفعيل أولويات التنمية الزراعية الوطنية، والإدماج الاقتصادي، وتثمين رأس المال البشري، في ظل التحولات الاقتصادية والاجتماعية والمناخية العميقة التي تعرفها مختلف المناطق القروية.
وأشار إلى أن هذا الطلب، الذي تطلقه الوزارة ووكالة التنمية الفلاحية بشراكة مع الاتحاد الأوروبي والوكالة الفرنسية للتنمية، يهدف إلى تحديد وتعزيز ومواكبة الهياكل القادرة على تقديم التأطير القريب والدعم التقني وربط الشباب حاملي المشاريع بشبكات فعالة، لتحويل مبادراتهم الفردية إلى مشاريع اقتصادية حقيقية، منظمة وقابلة للاستمرار. ويبلغ حجم التمويل المخصص لهذا الطلب ستة ملايين يورو.

وأضاف المسؤول أن هذا الاستثمار موجه لتحقيق ثلاثة أهداف استراتيجية تتمثل في بروز نسيج قوي ومتين من ريادة الأعمال القروية التنافسية والمستدامة، وهيكلة منظومة دعم ترابية متكاملة ومكملة للآليات الموجودة مثل المراكز الجهوية لريادة الأعمال الفلاحية (SERGA) ومنصة “شباب فلاح” (ChaabAgri) التي تمثل اليوم نظام معلومات لريادة الأعمال في الفلاحة والخدمات المرتبطة بها، إلى جانب خلق فرص اقتصادية محلية تستجيب لخصوصيات المناطق وتثمن الموارد الذاتية لكل منطقة.
وأكد أن هذه المبادرة تجدد التزام وزارة الفلاحة ووكالة التنمية الفلاحية بلعب دور المحفّز الرئيسي لحلول تنموية مندمجة وشاملة، ومنسجمة مع توجهات استراتيجية “الجيل الأخضر 2020–2030″، التي تجعل من ريادة الأعمال لدى الشباب أولوية قصوى، وتضع تنمية رأس المال البشري في قلب جهود تحديث الفلاحة الوطنية.
وأعرب الريفي عن شكره للشركاء الأوروبيين والفرنسيين، مشيدًا بمواكبتهم المستمرة، والتي تعكس رؤية مشتركة من أجل عالم قروي حي وديناميكي، قائم على قيم مشتركة. واعتبر أن هذا الطلب يمثل فرصة ثمينة لهياكل الدعم، سواء كانت جمعوية أو تعاونية أو مهنية، لتعزيز دورها كوسيط ومحفز للإدماج الاقتصادي وتثمين الكفاءات المحلية.
وفي ختام كلمته، جدد المدير العام لوكالة التنمية الفلاحية التأكيد على التزام الوزارة والوكالة بمواصلة العمل إلى جانب الشركاء الوطنيين والدوليين، من أجل عالم قروي مندمج، شامل، وحامل لمستقبل واعد.