تعادل بطعم الخسارة للوداد أمام الرجاء في ديربي مثير بلا حماس

واصل الوداد الرياضي نزيف نقاطه في الأمتار الأخيرة من الموسم الكروي، وأجبره غريمه الرجاء الرياضي على اقتسام نقاط الديربي رقم 138، الذي جمعهما مساء اليوم السبت، لحساب الجولة الـ26 من منافسات الدوري الاحترافي.
وانتهى ديربي “كازابلانكا”، الذي افتُتِح به ملعب محمد الخامس بعد عام من الإغلاق، بلا غالب ولا مغلوب (1-1)، أمام حضور جماهيري محتشم بعدما قررت “أولتراس” الفريقين مقاطعة المواجهة، لتُكرَّر نتيجة ديربي الذهاب، الذي انتهى أيضا بهدف في كل شبكة.
ولم ينجح مدرب الوداد، رولاني موكوينا، في طرد نحس التعادلات الذي لازمه في الجولات الأربع الفارط، وسجل تعادله الخامس تواليا، والـ11 هذا الموسم، ليعقد حسابات المنافسة على المركز الثاني المؤهل للمشاركة في دوري أبطال إفريقيا الموسم المقبل.
وفشل الوداد في تحقيق فوزه الأول في الديربي منذ آخر فوز في ذهاب الموسم الرياضي 2022-2023، عندما تفوق بنتيجة (2-1) في أكتوبر 2022، بينما حسم التعادل مباراة العودة (2-2)، في حين حسم “النسور” الديربي ذهابا (2-0) وإيابا (1-0) الموسم الماضي.
ولم ينجح مدربا الفريقين، رولاني موكوينا ولسعد الشابي، في تحقيق أول انتصار في مباراة الديربي، إذ اكتفى مدرب الوداد بتعادله الثاني، بينما قاد الشابي الرجاء في أربعة ديربيات مني فيها بهزيمتين وأدرك تعادلين.
وانطلق الديربي وفيا لطقوس الحيطة والحذر في الدقائق العشر الأولى، التي مرت رتيبة، وتمركزت فيها الكرة وسط الملعب بلا حلول هجومية، مع أفضلية طفيفة للوداد، الذي بدا أكثر رغبة في بلوغ المرمى.
ولم يحسن كرستوفر لورش استغلال فرصة للأحمر في الدقيقة الـ13، عندما تباطأ وسدّد كرة قوية قطع طريقها نحو المرمى المدافع مهدي لمشخشخ.
وواصل الوداد ضغطه على المرمى الرجاوي مستغلا سرعة لاعبيه، سيّما محمد رايحي وأسامة الزمراوي، لتثمر مساعيه ضربة جزاء، انبرى لها رايحي بنجاح (1-0) في الدقيقة الـ19، رافعا رصيده إلى 10 أهداف في صدارة هدافين الدوري إلى جانب يوسف الفحلي، مهاجم الجيش الملكي.
ولم يتأخر رد فعل الرجاء، الذي ضغط على المرمى الأحمر، وكاد يبلغ مراده في الدقيقة الـ25، عندما مرر حارس الوداد مهدي بنعبيد الكرة بالخطأ، لكن آدام النفاتي تعامل مع الكرة برعونة، قبل أن يرفع الحكم راية التسلل.
وأنقذت العارضة مرمى الرجاء من هدف ثانٍ بعد تسديدة قوية من لورش في الدقيقة الـ27، ليشُنّ “النسور” هجمة مرتدة باغتت الدفاع الأحمر، ونجح من خلالها الحسين رحيمي في تعديل الكفة (1-1) مستفيدا من تمريرة فوق طبق من ذهب من صابر بوغرين.
ومنح التعادل نفسا جديدا للمواجهة، وبلغت التنافسية ذروتها بنسق سريع وهجمات متبادلة بين الفريقين، ما أشعل حماسة الجماهير القليلة التي أثثت جنبات الملعب.
وحاول صابر بوغرين مباغتة حارس الوداد، فسدّد الكرة بالكعب قريبا من المرمى، بيد أن مهدي بنعبيد كان في المكان المناسب وأمسك الكرة بسهولة في الدقيقة الـ38.
وعاد بنعبيد للتألق بإنقاذ مرماه من هدف محقق في الدقيقة الـ43، بإبعاد كرة متجهة إلى الشباك عقب انفراد من الحسين رحيمي.
واستهل الوداد الجولة الثانية بضغط هجومي متوقع من مدرب الرجاء لسعد الشابي، الذي رصّ جدارا أخضر أمام مرمى مهدي لحرار، مع الاعتماد على المرتدات في أول ربع ساعة من النصف الثاني للمباراة.
واستمر المد الهجومي الأحمر الذي فرضته كتيبة المدرب رولاني موكوينا بدخول كاسيوس مايلولا وصامويل أوبينغ مكان رايحي ومفيد، في وقت اكتفى زملاء عبدالله خفيفي بالتراجع إلى الخلف لإغلاق كل المنافذ المؤدية إلى المرمى.
وتألق حارس الرجاء في الذود عن مرماه في الدقيقة الـ67، عندما قطع كرة عرضية متجهة إلى رأس فهد موفي، ليعود ويتصدى لتسديدة قريبة من لورش ببراعة.
وكاد أوبينغ أن يهز الشباك الرجاوية في الدقيقة الـ74 برأسية قوية مرت فوق العارضة بميلمترات قليلة.
ورمى مدرب الوداد ما تبقى من أوراقه الهجومية في الدقيقة الـ80 بإشراك الثنائي مالسا وفاتحي مكان الزمراوي والمترجي، وقابله الشابي بإدخال ساخو مكان المعموري.
وضغط الوداد جاهدا في الدقائق الأخيرة بحثا عن هدف يقتنص به النقاط الثلاث، وسنحت للاعبيه العديد من الفرص الحقيقية للتهديف، لكن غياب التركيز أضاع على الأحمر فرصة الخروج منتصرا من المواجهة.
ولم يخدم التعادل طموح الوداد في المنافسة على وصافة الترتيب، إذ رفع رصيده إلى 44 نقطة في المركز الثالث، بفارق نقطة عن صاحب المركز الثاني، الجيش الملكي، الذي سيكون أمام فرصة لتوسيع الفارق عندما يرحل لمواجهة اتحاد تواركة يوم غد الأحد.
في المقابل، كانت نقطة التعادل كافية للرجاء للصعود إلى المركز السابع برصيد 38 نقطة.