حوارات

شويعر: تندوف “جهنم” وألاحق الجزائر والبوليساريو قضائيا

شويعر: تندوف “جهنم” وألاحق الجزائر والبوليساريو قضائيا

صرّح محمد مولود شويعر، أحد ضحايا سجون البوليساريو والعائد إلى أرض الوطن، بعزمه ملاحقة الجزائر وقادة جبهة البوليساريو قضائيًا على المستوى الدولي، بسبب ما تعرض له من تعذيب وتنكيل طيلة سنوات احتجازه، منذ أن كان في سن السادسة عشرة، واصفا تندوف ب”جهنم”.

وفي تصريح خصّ به جريدة “مدار21” الإلكترونية، قال رئيس جمعية العودة لضحايا سجون ومعتقلات البوليساريو بطانطان، محمد شويعر، إنه كان ضمن الفوج الأول المكوّن من 54 شخصًا، الذين تعرضوا للاعتقال والسجن من طرف البوليساريو، دون أي سند قانوني، فقط بسبب انتمائهم إلى قبائل صحراوية مغربية رفضت الانصياع لمخططات الجبهة.

وأوضح المتحدث أن سنوات الاحتجاز كانت جحيماً حقيقياً، مشيرًا إلى أن التعذيب في سجون البوليساريو كان يمارس بشكل يومي وبلا رحمة، وأنه شهد بنفسه فظائع مروعة، من بينها قتل أبناء المعتقلين أمام أعينهم، وحرقهم، وإطلاق النار عليهم، مضيفًا: “تلك المرحلة كانت أشبه بفيلم رعب، لكنها كانت واقعًا نعيشه كل يوم”.

وأضاف أن بعض المعتقلين قضوا أكثر من 15 سنة داخل السجون، فقط لأنهم عبروا عن رفضهم لممارسات البوليساريو، وقال: “كلمة تندوف أصبحت بالنسبة لنا مرادفًا للجحيم. لا نزال نجهل مصير العديد من أصدقائنا هناك، ونحن شهود على كل الجرائم التي ارتكبت في تلك المعتقلات، من دفن أحياء إلى سحل معتقلين حتى الموت بواسطة السيارات”.

وتابع شويعر، المزداد سنة 1958 بمدينة العيون، حديثه بالكشف عن تفاصيل واحدة من أبشع الذكريات التي ما زالت تطارده، قائلاً: “في 16 غشت 1977، شهدت إعدام تسعة من رفاقي رمياً بالرصاص. لم يكن لهم أي ذنب سوى رفضهم الانخراط في صفوف الجبهة”.

وأشار إلى أنه قضى فترة عصيبة داخل معتقل “الرشيد”، الذي وصفه بأنه من أقبح سجون البوليساريو، موضحًا أن رفاقًا له دُفنوا أحياء بعد تقييدهم، حيث استمرت صرخاتهم حتى غمرهم التراب، فيما كانت الجبهة تتهمهم ظلماً بأنهم “جواسيس” للمغرب.

وأكد شويعر عزمه، إلى آخر يوم في حياته، على مواصلة النضال القانوني لمحاسبة قادة البوليساريو ومن يدعمهم، بدعم من محامين دوليين ومؤسسات حقوقية، مشددًا على أن المسؤولية لا تقع على الجبهة وحدها، بل تشمل الجزائر بشكل أساسي.

وقال في هذا السياق: “نعلم جيدًا أن البوليساريو مجرد أداة بيد النظام الجزائري، الذي يكن عداءً دفينًا للمغرب. الجزائر سعت دائمًا إلى التشويش على تقدم المغرب، فاختارت تسليح وتوجيه هذه العصابة، غير آبهة بما خلفته من مآسٍ إنسانية”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News