مجتمع

شوارع المغرب تَنبِضُ بدعم فلسطين ومسيرات التنديد بجرائم إسرائيل

شوارع المغرب تَنبِضُ بدعم فلسطين ومسيرات التنديد بجرائم إسرائيل

في مشهد يعكس إصرار شعبيا مميزا، يواصل المغاربة التأكيد على دعمهم المستمر للقضية الفلسطينية، وأنها من بين أهم القضايا التي تستدعي نقاشا في الوسط المغربي، على اعتبار أنها قضية إنسانية بالدرجة الأولى قبل أن تكون قضية عربية.

ويشهد الشارع المغربي، منذ أحداث 7 أكتوبر أو ما يسمى بطوفان الأقصى، مظاهرات متواصلة منددة باستمرار حرب الإبادة الجماعية بحق الفلسطينيين في غزة، مع المطالبة بوقف التطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي في ظل ممارسته لكل أنواع الجريمة في حق الإنسان.

ويستمر المغاربة الخروج إلى الشوارع بمختلف مدن المملكة، بوتيرة شبه يومية، للتأكيد على أنهم ذلك الصوت الذي لن يخفت أبدا لنصرة الشعب الفلسطيني وقضيته وما عرفه قطاع غزة من عدوان منذ سنة ونصف، إذ عرفت مختلف المدن المغربية، وقفات ومسيرات شعبية، كانت أبرزها مظاهرات 6 أبريل 2025 بالرباط، التي شهدت خروج أعداد غفيرة من المغاربة إلى الشارع.

وشاركت في هذه المظاهرات تشكيلات مختلفة من المتظاهرين، رجالا ونساء، صغارا وكبار، إذ دافع هؤلاء عن حق الفلسطينيين، وخاصة الغزيين منهم، في السلم وإنهاء الحصار المفروض عليهم منذ أزيد من 19شهرا، مع استمرار تسجيل خسائر يومية في أرواح المدنيين نتيجة للغارات الإسرائيلية على القطاع.

وذكر معهد “بيو” للأبحاث في أحد تقاريره، أن ما يفوق 80% من المغاربة يدعمون القضية الفلسطينية بشكل عملي من خلال تنظيم مظاهرات وحملات مقاطعة ضد الشركات الداعمة للكيان الإسرائيلي.

وفي تقرير آخر، أشادت منظمة العفو الدولية بحرية التظاهر السلمي في المغرب على خلاف دول عربية أخرى، بتسجيل أقل حالات قمع للمتظاهرين المؤيدين للقضية الفلسطينية.

وفي هذا السياق، أكد الباحث في علم الاجتماع، محمد أكديد، أن التضامن الشعبي للمغاربة مع الفلسطينيين، تحكمه رابطة قوية، خاصة بعد مشاركتهم في الحرب مع صلاح الدين الأيوبي واستشهادهم، وتكريما لهم أطلقت تسمية باب المغاربة على باب في القدس، وهو ما يستحضره المغاربة دائما خلال تعاطفهم مع المأساة التي يعيشها الفلسطينيون خاصة بعد طوفان الأقصى، لما تعرض له من إبادة جماعية من قبل الآلة العسكرية الصهيونية، أمام صمت المجتمع الدولي المنافق.

وسجل في تصريح لجريدة “مدار21” الإلكترونية، أن “هذا التعاطف الشعبي مفهوم قوي في ظل تخاذل الأنظمة في نصرة القضية الفلسطينية، وأن المغرب لديه أياد بيضاء في ذلك، إلا أن الحال اليوم يتطلب تدخلا يتسم بالقوة والكثافة حتى يكون من الممكن إيقاف هذا العدوان الصهيوني”.

وأوضح أكديد أن الجانب الديني قوي بالنسبة للمغاربة في نصرة القضية الفلسطينية، إلا أن الجانب الإنساني حاضر أيضا، إذ نجد متظاهرين في كل أنحاء العالم ليسوا كلهم مسلمين؛ منهم مسيحيون وبعضهم ملحدون، فالإبادة التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني، خاصة الغزي، تجعل الجانب الإنساني أكثر حضورا.

وشدد الباحث في علم الاجتماع على أن المغاربة لديهم بعض التحفظ فيما يخص الشأن السياسي أو الحقوقي وعدم مواكبتهم للتظاهرات التي تعنى بالقضايا الاجتماعية كالتعليم أو الصحة أو الشغل، إلا أنهم يحرصون على مواكبة التظاهر من أجل نصرة القضية الفلسطينية بشكل مستمر.

وأبرز أن المغرب أعطى إشعاعا كبيرا في مسيراته التضامنية مع الشعب الفلسطيني، وأنه من الدول السباقة في هذا التضامن مع المحافظة عليه بشكل مستمر، إذ نجد نوعا من الخفوت من قبل بعض الدول العربية، وأن هذه الأخيرة تبنت التطبيع بوتيرة سريعة مع الكيان الصهيوني، مع نوع من القمع لهذه المظاهرات، على خلاف السلطات المغربية التي تسمح بهذه التظاهرات بشكل سلمي ومنظم.

تعليقات الزوار ( 1 )

  1. شكرا لك على التطرق لهذا الموضوع الذي كان و لا زال حديث الساعة ، و الذي تغاضت عنه العديد من المنابر(العربية ) من اجل التركيز على التفاهة و الفضيحة للأسف الشديد .
    و حظ اوفر لكي ..

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News