سياسة

نور الدين: “نيد برايس” أَجهَز على أوهام أعداء الوحدة الترابية للمغرب

نور الدين: “نيد برايس” أَجهَز على أوهام أعداء الوحدة الترابية للمغرب

جددت الولايات المتحدة التأكيد على أنه ليس هناك “أي تغيير” في موقفها بخصوص الاعتراف بسيادة المغرب على إقليم الصحراء، وهو ما اعتبر بمثابة صدمة للجبهة الانفصالية وحاضنتها الجزائرية التي تتباكى اليوم على غياب مبعوث أممي جديد في الصحراء.

وأكد المتحدث باسم الخارجية الأمريكية “نيد برايس”، أن “هذا سيظل موقف إدارة الرئيس جو بايدن”، على أنه “ليس هناك تغيير” حول القضية، في استمرار واضح لموقف الولايات المتحدة بشأن موضوع الاعتراف بسيادة المغرب على الصحراء، الذي أعلنه الرئيس السابق “دونالد ترامب” في 10 دجنبر الماضي.

وتعليقا على ثبات الموقف بشأن الاعتراف بمغربية الصحراء، قال المحلل السياسي والباحث في شؤون الصحراء أحمد نور الدين، إن القرار الذي اتخذته الإدارة الأمريكية،” هو من نوع القرارات الاستراتيجية التي لا تتغير باللّون السياسي الذي يحكم البيت الأبيض ولا بتغير الشخص الجالس خلف مكتب البيت الأبيض”، مشيرا إلى أن القرارات الاستراتيجية الأمريكية تتخذ، وفقا لمعادلات تدخل فيها مراكز الدراسات الاستراتيجية والكونغريس ووزارة الخارجية الأمريكية، بالإضافة إلى البنتاغون ومراكز القرار بواشنطن.

وسجّل نور الدين، في حديثه لـ “مدار 21″، أن هذا القرار ليس من نوع القرارات العبثية التي تتخذ اعتباطيا ويتم التراجع عنها أو تغييرها بين عشية وضحاها، لافتا إلى أن هذا القرار استنفد كل المراحل القانونية، حيث تم نشره في السجل الرسمي للولايات المتحدة الأمريكية، كما تم توزيعه كوثيقة رسمية في رسالة موجهة إلى أعضاء مجلس الأمن الدولي، فضلا عما ترتب عنها من إجراءات وعلى رأسها تصحيح الخرائط في كل الإدارات الأمريكية عبر العالم.

وأوضح أن تصريحات” نيد برايس” أجهضت كل الأوهام التي كانت تبنيها بعض الدوائر المعادية للمغرب، سواء على مستوى الجارة الشمالية للمغرب أو الجارة الشرقية له، لافتا إلى أن اسبانيا سبق لها أن أعلنت على لسان وزيرة خارجيتها، أنها دخلت في محادثات مع الإدارة الأمريكية الجديدة، لمراجعة موقفها من قضية الصحراء المغربية، في حين لجأت الجزائر إلى استعمال لوبيات من خلال الرسالة التي وجهها عدد من أعضاء مجلس الشيوخ للضغط على الإدارة الأمريكية، إلى جانب رسائل أخرى وُجّهت من البرلمان الجزائري بغرفتيه.

وبناء على ذلك، سجّل المحلل السياسي ذاته، أن المغرب يوجد في موقع قوة خاصة بعد التغير الاستراتيجي في الموقف الأمريكي، وبعض الدول الكبرى بشكل أو بآخر، والمغرب بإمكانه اليوم أن يُنهي وجود “المينورسو” في أي لحظة، موضحا أنه حتى في حالة رغِب المغرب في الدخول في مسار جديد للتسوية، فإنه سيحدد  بكل أريحية الشروط القبْلية لذلك ومن موقع قوة القانون والشرعية، حتى لا تتكرر مأساة العشرية السابقة من المحادثات العبثية دون نتيجة.

وأكد نور الدين أنه سيكون على رأس تلك الشروط عودة كل اللاجئين المدنيين وإغلاق مخيمات تندوف، كشرط لأي حديث عن مسار جديد، وذلك تنفيذا لبرتوكول 1997، إضافة إلى  نزع سلاح الملشيات  الانفصالية وتسليمه إلى “المينورسو” أو هيئة أممية يتم اقتراحها لنزع سلاح الجبهة الانفصالية، معتبرا أن “هذا ليس خاصا بالمغرب بل هو شرط في كل الحالات الدولية السابقة قبل الدخول في مفاوضات للسلام”.

وخلص نور الدين، إلى أن الجزائر تسعى إلى عرقلة أي حل لنزاع الصحراء، لأنها تعتبر النزاع أصلا تجاريا تستغله لخدمة أجندتها الاقليمية في الترويج للمشروع الانفصالي وتشويه سمعة المغرب، في مقابل التغطية على أجندتها الداخلية في تكميم الأفواه المطالبة بإسقاط النظام العسكري، وفي تبرير النفقات العسكرية التي تشكل حوالي 25 في المائة من الميزانية العامة للجزائر في وقت يعاني فيه سكان العاصمة الجزائرية من انقطاع الماء ومن العطش وفي وقت يضطر فيه الجزائريون الى الوقوف في الطوابير للحصول على الحليب أو الزيت أو البنزين.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News