اقتصاد

نزوح “الكسّابة” من البوادي يفاقم أزمة القطيع الوطني

نزوح “الكسّابة” من البوادي يفاقم أزمة القطيع الوطني

كشف المدير الإقليمي للفلاحة بالرحامنة، عبد العزيز الملوكي، عن سلسلة من التفاصيل التي فاقمت أزمة القطيع الوطني، مؤدية لتراجع كبير في تعداده وما نجم عن ذلك من غلاء في اللحوم الحمراء؛ في مقدمتها نزوح “الكسابة” من البوادي نحو المراكز الحضرية، مشيراً إلى إحصائية صادمة أظهرت تراجع عدد مربي المواشي بإقليم الرحامنة، وحده، من 18 ألف إلى 9000 مُربٍ فقط.

وشدد الملوكي، في معرض حديثه خلال ندوة من تنظيم “المثمر”، تحت عنوان “الإنتاج الحيواني في صلب التحديات المناخية”، أن إقليم الرحامنة يعد من أكبر المتضررين من أزمة القطيع الوطني بحيث تهاوى تعداد الأخير بالإقليم بما لا يقل عن 57 في المئة.

وفضلا عن نزوح المُربين من البوادي وتخليهم عن نشاط تربية المواشي، كشف المسؤول عن كون تقصي المذابح أظهر نزعة لنحر إناث الأغنام، وهو سلوك أدى إلى خفض قدرة القطيع على التجدد ومن ثمة تراجع تعداده.

وكانت وزارتا الداخلية والفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، قد وجهتا دورية مشتركة إلى الولاة وعمال العمالات والأقاليم والمقاطعات، والمدير العام للمكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية، علاوة على المدراء الجهويين والإقليميين للفلاحة، تشعر فيها بحظر ذبح إناث الأغنام والماعز إلى غاية مارس من سنة 2026.

وقال الملوكي إنّ التحدي المطروح على طاولة السلطات العمومية في الوقت الراهن هو إقناع المربين بالبقاء في البادية وعدم النزوح نحو المدن، بل ومواصلة الاشتغال في مجال تربية الماشية.

كما شدد على أنه بات من الضروري العمل على “إبقاء الشباب في مجال تربية المواشي، بل وجذب الاستثمارات الشبابية لهذا المجال، بغية إحياء القطاع وتجديد القطيع الوطني ليعود إلى سابق عهده، بما يحل أزمة اللحوم الحمراء”.

ولفت المسؤول إلى أهمية مسألة الأعلاف، بحيث أن الوقت هو للتفكير في حلول تجاوز الغلاء في هذه المادة الحيوية بالنسبة للمربين؛ “من الضروري العمل بمعية “أونسا” (المكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية)، على تطوير أعلاف ذات جودة وبأثمنة معقولة في متناول المربين”.

وقال إن ذلك بات أمرا لا مفر منه بحكم أن التغيرات المناخية أصبحت واقعاً ممتدا في الزمان، وأن الجفاف لم يعد مسألة ظرفية عابرة، ما يتعين معه إدراج تعديلات مجال الأعلاف وتطويره بما يتماشى مع هذا الواقع.

وطالب، في سياق متصل، بالعمل على تأطير ومواكبة “الكسابة”، مشيراً إلى الدور الذي اضطلعت به “تجمعات الجمعية الوطنية لتربية الأغنام والماعز” في الحفاظ على المربين والقطيع.

وتضررت الإنتاجية الوطنية لقطعان الأغنام والماعز بفعل توالي سنوات الجفاف، بحيث تشير معطيات رسمية إلى انخفاض القطيع بنسبة 38 في المئة مقارنة بسنة 2016. وتفيد المعطيات ذاتها إلى أن هذه الوضعية، فضلا عن ارتفاع أسعار السوق وأسعار أعلاف الماشية، دفعت بعض المربين إلى تقليص أعداد قطعانهم من خلال ذبح الإناث المنتجة من الأغنام والماعز.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News