سياسة

بلوان لـ”مدار21″: صمت الدبلوماسية المغربية يزعج النظام الجزائري أكثر من تفاعله

بلوان لـ”مدار21″: صمت الدبلوماسية المغربية يزعج النظام الجزائري أكثر من تفاعله

عاد النظام الجزائري مرة أخرى ليتبنى خطاب الوعيد ودق طبول الحرب مهددا المغرب بـ”العقاب”، بعدما اتهم القوات المسلحة للمملكة بمقتل ثلاثة من مواطنيها في تفجير بالصحراء المغربية، وهي المزاعم التي فندتها موريتانيا قطعا، فيما المغرب فضل التزام الصمت، الذي “يزعج حكام الجارة الشرقية أكثر من التفاعل”، بحسب ما أكده الخبير في العلاقات الدولية حسن بلوان.

ويرى بلوان في تصريحه لـ”مدار21” أنها ليست المرة الأولى التي تخرج فيها الرئاسة الجزائرية باتهامات مجانبة ضد المغرب “لا تستند على دلائل منطقية أو حجج مقنعة، وهي التي دأبت على تصيّد الفرص من أجل الهجوم على المغرب واستفزازه من أعلى المستويات، خاصة بعد نفي رئاسة الأركان الموريتانية لوقوع أي هجوم على أراضيها مما يدحض الرواية الجزائرية المتهالكة”.

واعتبر الأستاذ الجامعي المتخصّص في العلاقات الدولية أن “لغة البيان السافرة وطريقة إصداره المليئة بالتهديد والوعيد تبرز بالملموس أن النظام الجزائري يحضر لسيناريوهات خبيثة يمكن أن تشعل المنطقة وتقودها نحو المجهول”، مشيرا إلى أن “هذه الاتهامات خطيرة وتداعياتها أكثر خطورة، إذ إن احتمالات اندلاع حرب مباشرة أو بالوكالة أصبحت كبيرة، خاصة وأن توالي الأزمات الداخلية وفشل جميع المقاربات العسكرية الجزائرية تبحث عن أي نزاع لتصدير أزماتها الداخلية”.

وبخصوص موقف الصمت الذي يتبناه المغرب وحول ما إذا كان يخدم مصالحه الإقليمية والدولية، قال المحلّل السياسي إن الرد المغربي أمام هذه الاستفزازات المستمرة والمنسقة واضح، فالمغرب “سيبقى وفيا لمبادئه السياسية في ضبط النفس وأعمال القوة الهادئة وعدم الانجرار نحو ردود الفعل غير المحسوبة العواقب اتجاه الشعبين المغربي والجزائري، مع تبنّي دبلوماسية الفعل الميداني بعيدا عن المهاترات الإعلامية للرئيس الجزائري ورئيس الأركان الذين يعيشون عقدة مرضية اتجاه المغرب”.

وشدد المتحدث على أن “هذا الصمت المغربي يزعج حكام الجزائر أكثر، كونه مقرون بعمل ميداني يحقق النجاح تلو الآخر مقابل الإخفاقات الجزائرية. كما أن هذا الصمت يقابله استعداد عسكري جيد للقوات المسلحة الملكية وتطوير ترسانة العسكرية بأسلحة نوعية قلبت موازين القوى في الصراع”.

وأورد بلوان في تصريحه أن “سياسة عدم الانجرار نحو ردود الأفعال أحرجت كثيرا حكّام الجزائر أمام المجتمع الدولي، الذين يديرون الأمور الداخلية والخارجية بطريقة تقليدية وماضوية يطغى عليها تفكير وعقلية الحرب الباردة”.

وكان نظام العسكر بالجزائر قد خرج برواية أول أمس الأربعاء يعلن من خلالها مقتل ثلاث جزائريين، مدعيا أن المغرب يقف وراء ذلك.

وقالت رئاسة جمهورية عبد المجيد تبون في بلاغ لها إن 3 جزائريين قتلوا بقصف لشاحناتهم على الطريق بين ورقلة ونواكشوط الموريتانية.

ورغم أنها لم تتوفر على معطيات مثلما اعترفت في بلاغها، إلا أن جمهورية العسكر، ترى أن “عدة عوامل” تشير إلى أن العملية تمت بأسلحة متطوّرة، متهمة المغرب بذلك دون أدلة.

بيان رئاسة جمهورية العسكر ذهب في تهديداته إلى أبعد حدود، مؤكدا أن ما ادعى أنه اغتيال لن يمضي دون عقاب.

وفي نفس السياق، أصدر الجيش الوطني الموريتاني، بلاغا رسميا ينفي صحة ما تم تداوله عبر مواقع إخبارية ومنصات التواصل الاجتماعي، بشأن تعرض قافلة شاحنات جزائرية لقصف من الجيش المغربي على الأراضي الموريتانية في شمال البلاد.

وقال الجيش الموريتاني في بلاغه “تداولت عدة مواقع ومنصات إعلامية منذ أمس خبر تعرض شاحنات جزائرية لهجوم شمال البلاد. ومن أجل إنارة الرأي العام وتصحيح المعلومات المتداولة، تنفي مديرية الاتصال والعلاقات العامة بقيادة الأركان العامة للجيوش حدوث أي هجوم داخل التراب الوطني. كما تدعو الجميع لتوخي الدقة في المعلومات، والحذر في التعامل مع المصادر الإخبارية المشبوهة”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News