بين افتقاده جرأة التجريب وتحسن الياميق.. هل كسب الركراكي الرهان؟

رغم ترقب الجماهير المغربية لرؤية بعض الأسماء الجديدة بقميص “الأسود” خلال مواجهتي النيجر وتنزانيا، ضمن التصفيات الإفريقية المؤهلة إلى كأس العالم 2026، إلا أن الناخب الوطني وليد الركراكي اختار الإبقاء على أغلب هذه الأسماء على مقاعد البدلاء، مانحًا فرصة اللعب فقط لحمزة إيغمان، في حين لم يحصل كل من بلال ندير، عمر الهلالي، وشمس الدين الطالبي على أي دقيقة لعب.
هذا القرار أثار تساؤلات حول فلسفة الركراكي في منح الفرصة للعناصر الجديدة، ومدى استعداد الجهاز الفني لتجديد دماء “أسود الأطلس” في المستقبل القريب.
الوجوه الجديدة بلا فرصة
عندما أعلن الركراكي عن قائمته لمواجهتي النيجر وتنزانيا، كان من بين الأسماء المستدعاة وجوه جديدة لم يسبق لها أن حملت قميص المنتخب الأول، مما أثار حماس الجماهير لرؤيتها على أرضية الملعب.
لكن المفاجأة كانت في أن بلال ندير وعمر الهلالي لم يُقحما أبدًا، بينما غاب شمس الدين الطالبي بسبب الإصابة، ليقتصر ظهور الوجوه الجديدة على حمزة إيغمان، الذي دخل بديلاً في الدقائق الأخيرة من مواجهة النيجر دون أن يُتاح له وقت كافٍ لإظهار إمكانياته.
إيغمان، لاعب رينجرز الإسكتلندي، شارك لمدة 8 دقائق فقط، ولمس الكرة 4 مرات دون أن يهدد مرمى الخصم، ما جعله ينال تقييمًا متوسطًا بلغ 6.8 على منصة “سوفا سكور”.
وكان دخول المهاجم السابق لفريق الجيش الملكي أقرب إلى تغيير تكتيكي للحفاظ على التوازن في وسط الهجوم أكثر من كونه اختبارًا حقيقيًا لمؤهلاته.
تجريب مؤجل
رغم وجاهة الأسباب التي قد تبرر هذا القرار، إلا أن غياب التجريب يطرح تساؤلات حول مستقبل المنتخب، خاصة أن التصفيات لا تزال طويلة، وسيحتاج “أسود الأطلس” إلى حلول بديلة في حال تعرض بعض اللاعبين الأساسيين للإصابات أو تراجع المستوى.
كان من الممكن منح بعض هذه الأسماء دقائق لعب، خاصة في المباراة الثانية ضد تنزانيا، التي حُسمت مبكرًا لصالح أصحاب الأرض والجمهور، مما كان سيوفر فرصة مثالية لاختبار لاعبين جدد دون الضغط الكبير لتحقيق النتيجة.
عودة متعثرة وتطور ملحوظ للياميق
وبعد غياب دام منذ المواجهتين الوديتين أمام البرازيل والبيرو، عاد جواد الياميق ليظهر بقميص “الأسود”، لكن بدايته لم تكن مثالية في لقاء النيجر.
مدافع نادي الوحدة السعودي عانى على المستوى الدفاعي، إذ لم ينجح سوى في تشتيت ثلاث كرات، وقام بتدخل دفاعي وحيد، بينما فقد الكرة في 15 مناسبة، وهو رقم كبير بالنسبة لمدافع محوري. هذه الأرقام جعلت منصة “سوفا سكور” تمنحه تقييماً متوسطاً بلغ 6.8.
ورغم هذه الهفوات الدفاعية، تمكن الياميق من تعويض ذلك جزئياً بدقة تمريراته، إذ بلغت نسبة نجاحه 85%، بعد تقديمه 71 تمريرة ناجحة من أصل 84.
غير أن مستواه في هذه المباراة لم يكن مقنعاً، مما جعله مطالباً بتقديم أداء أفضل في اللقاء الثاني أمام تنزانيا.
وبالفعل، أظهر الياميق تحسناً ملحوظاً في هذه المواجهة، إذ قاد خط الدفاع بثبات لمدة 90 دقيقة كاملة، واستحق تقييم 7.9 كثاني أفضل لاعب في المباراة بعد نصير مزراوي.
وقام الياميق بتشتيت كرتين، وسجل تدخلاً دفاعياً ناجحاً، مع تقليل عدد فقدانه للكرة إلى 11 مرة فقط، مقارنة بـ15 في المباراة الأولى.
كما تحسن مدافع فريق الرجاء الرياضي الأسبق في التمرير، إذ بلغت دقة تمريراته 91%، بعد تقديمه 106 تمريرات ناجحة من أصل 116، ليؤكد أنه استعاد جزءاً من صلابته الدفاعية، رغم أنه ما زال بحاجة إلى المزيد من المباريات لاسترجاع مستواه السابق بشكل كامل.
هل كسب العائدون والجدد ثقة الركراكي؟
من خلال المباراتين، بدا واضحاً أن جواد الياميق استفاد من الفرصة الثانية التي منحه إياها الركراكي، فبعد أداء غير مقنع أمام النيجر، نجح في تقديم مستوى أكثر صلابة أمام تنزانيا، ما قد يعزز فرصه في الاستمرار داخل المنظومة الدفاعية للمنتخب.
ولم تكن عودة الياميق لامعة منذ البداية، لكنه استطاع تحسين أدائه، في حين لم يتم اختبار أغلب الوجوه الجديدة، ما يؤجل الحكم على مدى قدرتها على فرض نفسها داخل كتيبة “أسود الأطلس”.