رياضة

حسن ناظر: الاحتراف بالمغرب “شكلي” ولاعبو البطولة بلا عقلية احترافية

حسن ناظر: الاحتراف بالمغرب “شكلي” ولاعبو البطولة بلا عقلية احترافية

أكد الدولي المغربي السابق، حسن ناظر، أن الاستمرارية أصبحت غائبة عن لاعبي البطولة الوطنية الحالية، موضحا أن هذه الظاهرة تعكس الفارق الكبير بين كرة القدم المغربية في الماضي والحاضر.

وأبرز نجم فريق الوداد الرياضي السابق، حسن ناظر، في تصريح لجريدة “مدار21″، أن العديد من اللاعبين الممارسين بالدوري المغربي يقدمون أربع أو خمس مباريات جيدة، ثم يختفون بشكل مفاجئ، دون القدرة على الحفاظ على مستواهم الفني والبدني على مدى موسم كامل، وهو ما يؤثر سلبًا على جودة المنافسة داخل البطولة.

وأكد لاعب فريق ريال مايوركا الإسباني السابق، أن هذا التذبذب في الأداء يرتبط ارتباطًا وثيقًا بغياب العقلية الاحترافية، مضيفا: “اللاعب المحترف لا يقتصر دوره على خوض المباريات فقط، بل يتعين عليه الاعتناء بجسده، والالتزام بأسلوب حياة صحي، لأنه ببساطة مصدر رزقه ومستقبله”.

وأفاد مهاجم نادي بنفيكا السابق أن الاحتراف لا يعني فقط توقيع العقود وتلقي الرواتب، بل يتطلب وعيًا مستمرًا من اللاعب بأهمية التفاصيل الصغيرة التي تصنع الفارق في مشواره الرياضي.

وأردف ناظر قائلاً: “حتى مسألة الوزن، يجب أن تبقى تحت السيطرة، فاللاعب مطالب بالمحافظة على لياقته البدنية، واتباع نظام غذائي دقيق، خاصة في ظل توفر المعلومات بسهولة عبر الإنترنت، فلم يعد هناك عذر للإهمال أو التراخي”.

وفي سياق حديثه عن الفرق بين البطولة المغربية في الماضي والحاضر، ذكر ناظر الذي شارك رفقة المنتخب الوطني في مونديال الولايات المتحدة الأمريكية 1994 أن “البطولة في الماضي كانت تعتمد على الهواية، لا الاحتراف، حتى من الناحية المادية، لم يكن الوضع مشابهًا لما هو عليه الآن”.

لكنه استدرك قائلاً: “رغم ذلك، كانت المنافسة على أشدها، لأن الفرق الكبرى كانت حاضرة بقوة، وأسماء الأندية التي كانت تتصدر المشهد الكروي في المغرب كانت تعكس مستوى عاليًا من التنافس”.

وذكر ناظر أندية مثل الجيش الملكي، المغرب الفاسي، النادي المكناسي، الكوكب المراكشي، اتحاد سطات، ومولودية وجدة، مؤكدًا أن هذه الفرق كانت تصنع الفرجة، وتزخر بأسماء وازنة، لكنها اليوم لم تعد حاضرة بنفس القوة، بل إن بعضها غاب تمامًا عن الساحة الكروية، بينما تراجع البعض الآخر إلى الأقسام الدنيا، ما أثر بشكل واضح على المستوى العام للبطولة.

وتابع ناظر الذي مثل منتخب بلاده في 29 مباراة حديثه عن جودة اللاعبين في الماضي، مشيرًا إلى أن كل فريق كان يضم مهاجمين مميزين، وحراس مرمى كبار، حتى البدلاء منهم كانوا في مستوى الأساسيين.

وأضاف أن “المدربين حينها كانوا يجدون صعوبة كبيرة في تحديد التشكيلة الأساسية، نظرًا لوفرة الخيارات”، مستشهدًا بنادي الوداد الرياضي الذي كان يضم أسماء بارزة مثل نور الدين نيبت، حسن بنعبيشة، فخر الدين رجحي، خليل عزمي، مصطفى الغرشي، وسعيد الزموري، مما جعل التنافس على الرسمية شديدًا، ورفع من مستوى الفريق بشكل عام.

وعند الحديث عن الفارق بين الاحتراف في المغرب وأوروبا، أفاد ناظر بأن هناك فرقًا شاسعًا، رغم وجود الاحتراف اسميًا في البطولة المغربية.

وتابع أن الأندية الأوروبية تعتمد على مصادر دخل متعددة، مثل الملاعب الخاصة بها، والمتاجر الرسمية، والعقود الإعلانية، بينما لا تزال غالبية الفرق المغربية تعاني من أزمات مادية، بسبب اعتمادها بشكل أساسي على مداخيل الجمهور والدعم العمومي.

وشدد ناظر على أن الاحتراف الحقيقي يتطلب استراتيجية واضحة، وهيكلة متكاملة داخل النادي، حيث لا يمكن لرئيس الفريق أن يتولى جميع المهام بمفرده.

وواصل حديثه قائلاً: “حين نسمع أن ناديًا غير قادر على دفع مستحقات لاعبيه، فمن الطبيعي أن يفقد اللاعب الحافز للعطاء داخل الملعب، لأنه ببساطة لا يشعر بالاستقرار المهني والمادي”.

كما ذكر أن الجماهير المغربية بدورها أصبحت تتحسر على الأيام الخوالي، حين كانت البطولة تزخر بالنجوم، والملاعب تمتلئ عن آخرها، والمنافسة تصل إلى أعلى مستوياتها، متسائلًا: “أين هي تلك الكرة الجميلة التي كنا نعرفها؟”

واختتم ناظر حديثه بالتأكيد على ضرورة إدراك اللاعب لقيمة القميص الذي يرتديه، ويحترمه عبر تقديم أفضل ما لديه في كل مباراة، مشيرًا إلى أن كرة القدم مهنة ذات عمر محدود، ما يفرض على اللاعبين استغلال سنوات العطاء بأفضل طريقة ممكنة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News