تحرك آلة “الأحرار” استعدادا لانتخابات 2026 يربك حسابات “الحلفاء”

في الوقت الذي أعلن فيه حزبا الاستقلال و”البام” الانطلاق المبكر للحملة الانتخابية باعتزامهما تصدر الانتخابات القادمة وترؤس “حكومة المونديال”، شرعت الآلة الانتخابية لحزب التجمع الوطني للأحرار بدورها في التحرك استعداد للاستحقاقات القادمة، مما أربك حسابات الحلفاء في الأغلبية خصوصا حزب الاستقلال.
الاستعداد الانتخابي من طرف الحزب القائد للأغلبية الحكومية برز بشكل واضح خلال اجتماع لمنسقي حزب التجمع الوطني للأحرار، الذي أحيط بسرية كبيرة وتكتم حول مجرياته، الأمر الذي خلف ارتباكا لدى الحزبين الحليفين في الأغلبية، خصوصا حزب الاستقلال حسب ما أسرت به مصادر مطلعة لجريدة مدار21.
ومن الراجح أن هذا الاجتماع، الذي انعقد بحضور القيادات الجهوية لحزب الأحرار، برئاسة رئيس الحزب عزيز أخنوش، يأتي في سياق الاستعداد للانتخابات القادمة، لا سيما في ظل فشل “الهدنة” بين فرقاء الأغلبية التي كانت تسعى إلى تأجيل السباق الانتخابي.
ويعكس الحرص على عدم تسريب معطيات الاجتماع بين منسقي الحزب أن عمل “الأحرار” للظفر بالانتخابات القادمة قد انطلق رسميا على الأرض، حتى وإن كان الحزب ما يزال محافظا على لهجته الرسمية المنضبطة للتحالف الحكومي وميثاق الأغلبية.
ومن الواضح أن لجوء الحزب لآلية اجتماع منسقي الحزب، يفصح عن النوايا الانتخابية للأحرار، خاصة وأن المنسقين يعدون بمثابة الأذرع المباشرة لتأمين الانتخابات، من خلال العمل الميداني الذي يقومون به لتأمين الخزان الانتخابي للحزب.
ويبدو أن القيادات الجهوية لحزب الأحرار مرتاحة إلى أنها ستفوز بالانتخابات المقبلة، رغم أن العمل الذي باشره حزبا الاستقلال و”البام”، مستندة في ذلك على المعطيات التي قُدمت في اللقاء، بناء على استقراء الواقع السياسي في الجهات والأقاليم والجماعات، والتي تؤكد أن الحزب سيعود لتصدر المشهد السياسي.
ومن المنتظر أن تشهد الأقاليم سلسلة اجتماعات مع المنسقين حيث بدأت استراتيجية الاستعداد للانتخابات من طرف حزب الأحرار عبر استعراض المنجزات الحكومية المهمة التي تم تحقيقها خلال هذه الولاية، لا سيما في ما يتعلق بتنزيل أوراش الحماية الاجتماعية والدعم الاجتماعي المباشر وتجاوز التأخر الحاصل بعدد من الأوراش إلى جانب تدبير عدد من الأزمات الطارئة.
وحاول حزب الاستقلال إشعال النار في الأغلبية بسبب حديثه عن الغلاء والسماسرة، علما أن حرمان الفلاحين من الماء يعد عاملا أساسيا في تراجع الإنتاج، الأمر الذي تسبب في غلاء عدد كبير من المواد الأساسية، علما أن زعيم حزب “الميزان” يعد مسؤولا عن قطاع الماء في الحكومة.
ولجأ نزار بركة إلى التصعيد من لهجته في أكثر من مناسبة متحدثا عن قيادة حكومة المونديال في الوقت الذي كان يفترض أن يلتزم بما تمليه أعراف التحالفات السياسية، خاصة داخل الأغلبيات الحكومية، والأمر ذاته بالنسبة إلى حزب الأصالة والمعاصرة، الذي لم يخفِ النوايا الانتخابية واستعداده لترؤس الحكومة القادمة حتى لو تطلب الأمر مواجهة حلفائه الحاليين.
السباق الانتخابي الذي أطلقه حزبا الاستقلال و”البام” من المنتظر أن تستعر ناره أكثر خلال الفترة القادمة، لا سيما في ظل بدء الآلة الانتخابية لحزب الأحرار في الدوران، مما يؤشر على أن الحزب المتصدر للمشهد السياسي الحالي لا ينوي تسليم مفاتيح تدبير الشأن العام لحلفائه الحاليين خلال الفترة المقبلة.