اقتصاد

“معبر أمغالا” يفك عزلة السمارة ويعبّد طريق التجارة للمهنيين

“معبر أمغالا” يفك عزلة السمارة ويعبّد طريق التجارة للمهنيين

زفرة ارتياح أطلقها السائقون المهنيون بالصحراء المغربية عموما و بمدينة السمارة على وجه التحديد، بعد اقتراب موعد إطلاق المغرب مشروعَ ربط قاري جديد مع موريتانيا وإفريقيا، إلى جانب معبر الكركرات. يتم حاليا وضع اللمسات الأخيرة على المعبر الجديد الذي يُعرف بين السائقين بـ”طريق أمغالا”. وهو مشروع هام، يؤكد فاعل مهني بالمنطقة أنه لن يكون مجرد ربط قاري فحسب، بل محفزاً على تنمية مدينة السمارة المعزولة ومحيطها وجعلها واحة اقتصادية وسط الصحراء.

“مدار 21” التقت عبد الهادي أكعليل، رئيس جمعية الكرامة للسائقين المهنيين بالسمارة، على هامش المؤتمر الوزاري الرابع للسلامة الطرقية الذي اختتمت فعالياته بمدينة مراكش بحر الأسبوع الجاري، وطرحت عليه 3 أسئلة حول هذا المشروع المهيكل، وقبل ذلك حول أوضاع السائقين المهنيين وقطاع النقل بالأقاليم الجنوبية.

بالنسبة للسائق المهني في الأقاليم الجنوبية، سواء بمدينة السمارة أو بالصحراء المغربية بصفة عامة، ففي طليعة المشاكل التي يعاني منها طول المسافات التي يقطعها، وأود التذكير بأن هنالك خصوصيات لكل فئة من السائقين المهنيين، فهذا القطاع يجمع سائقي الحافلات والنقل المدرسي وشاحنات نقل البضائع… ولكل من هذه الفئات خصوصياتها ومشاكلها.

لكن يبقى من أهم التحديات المشتركة التي نواجهها انتشار الإبل بالصحراء، والتي تتسبب في العديد من حوادث السير الأليمة والمميتة، وأضيف إلى ذلك مشكلة زحف الرمال التي تهدد السلامة الطرقية في الأقاليم الصحراوية، بحيث أن تدخل السلطات يتطلب مسطرة معقدة نوعا ما ومدة غير وجيزة، ويكون على السائق نفسه أن يدلي بتصريح للعمالة كي تتدخل في النقطة المعنية. وبكل صدق كنا لنتمنى أن تكون المراقبة أكثر استدامة.

مشكلة أخرى كما أسلفت الذكر هي بُعد المدن بعضها عن بعض، بحيث تفصل بين الحاضرة والأخرى في الصحراء مسافة قد تصل إلى 220 أو 250 كلم، ومع قلة أماكن الاستراحة بالطرق الصحراوية يصبح التعب عاملاً مهدداً لحياة السائق والركاب…

أما بالنسبة للسائق المهني الخاص بالنقل المدرسي أو سيارات الأجرة، فهؤلاء يعانون من مشاكل أخرى، مشاكل مادية بالأساس، بالإضافة إلى قلة مراكز التكوين، والحاجة للانتقال إلى مدينة العيون لمجرد الحصول على البطاقة المهنية.

قمنا بعدة مبادرات ساهمت بإيجابية في مواجهة هذه التحديات، إذ خضنا عدة حملات توعوية في صفوف السائقين من جهة، ومن جهة أخرى وفرنا لمربي الإبل إشارات عاكسة للضوء، يتم تطويق الجمل أو الناقة بها حتى يظهرا للسائقين أثناء القيادة ليلاً، لأننا لاحظنا أن أخطر الحوادث المتعلقة بالإبل تحدث في جنح الظلام.

كذلك، قدمنا تكوينات لفائدة عدة سائقين مهنيين، رغم ارتفاع التكاليف، وتوجهنا بهم إلى مدينة العيون وساعدناهم في الحصول على البطاقة المهنية، مما حسّن من أوضاعهم الاجتماعية، إضافة إلى مبادرات تحسيسية في صفوف الأطفال، وهي لفائدة سائقي النقل المدرسيين.

هذه المجهودات الجمعوية والمهنية تحتاج إلى دعم ومواكبة من السلطات العمومية لكي يتمكن السائق المهني من تأدية وظيفته بيسر أكبر، بحيث نحتاج إلى تحسين جودة الطرق وتعبيدها، وتكثيف علامات التشوير، مع توفير المواد اللوجيستيكية الضرورية لعملنا، ومساعدتنا كمجتمع مدني بإطلاق حملات تحسيسية وتوعوية لكل المتدخلين في القطاع والمعنيين بالطرق.

إن افتتاح هذه الطريق الحدودية مع موريتانيا هو خبر سار للسائقين المهنيين بالصحراء المغربية، وبالخصوص في مدينة السمارة المعزولة كما قلت، وهو خطوة أخرى في مجال انفتاح التجارة المغربية على إفريقيا؛ إذ أنها ستوفر علينا 5 إلى 6 ساعات من مدة المسير مقارنة بالطريق التقليدية التي تمر عبر مدينتي العيون والداخلة.

هذا كما ترون سيسهل التجارة ويقتصد الوقت والجهد، وهو نتيجة عمل جبار سيربط المغرب بإفريقيا، كنا نطالب به لفائدة مدينة السمارة المعزولة منذ مدة لتحقيق التنمية بها.

بفضل هذا الطريق ستصبح المسافة بين السمارة وموريتانيا، وبالتالي بين المغرب والسوق الإفريقية، 50 كلم فقط. وقد تم كذلك تدشين محطة لسيارات الأجرة والمحلات التجارية، باختصار، أعتقد أنه سيتم إعمار المدينة، وستغدو قطباً حقيقيا وواحة اقتصادية في قلب الصحراء المغربية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News