أوشلا: هجرة اللاعبين المغاربة لليبيا تهدد هوية وتنافسية الدوري المغربي

تعرف الكرة المغربية موجة غير مسبوقة من “هجرة” اللاعبين إلى الدوري الليبي، في ظل الأزمة المالية التي تعصف بالأندية الوطنية.
هذا الوضع، جعل الدوري الليبي وجهة مفضلة لعدد من اللاعبين المغاربة، الذين يبحثون عن استقرار مالي وفرص لعب أفضل، ما سيترك تأثيرات واضحة على البطولة الاحترافية والمنتخب الوطني.
وبلغ عدد اللاعبين المنتقلين إلى الدوري الليبي ممن حملوا قمصان فرق مغربية 33 لاعباً، بينهم أسماء بارزة من قبيل شيخنا ساماكي، زكرياء حدراف، وأيمن الحسوني.
ولم تقتصر هجرة اللاعبين المغاربة إلى الدوري الليبي على الأسماء الشابة أو المغمورة، بل شملت عناصر أساسية في أندية القمة.
وفي هذا الصدد، اعتبر المدرب ولاعب فريق الجيش الملكي السابق، الحسين أوشلا، أن هجرة اللاعبين المغاربة إلى الدوري الليبي ليست مجرد ظاهرة عابرة، بل تعكس أزمة عميقة في البطولة الوطنية، حيث لا أحد بمنأى عن تداعياتها.
وتابع الحسين أوشلا، في تصريح لجريدة “مدار21” موضحاً، أن الوضع الحالي يعود بالأساس إلى المشاكل المالية التي تعاني منها الأندية المغربية، في مقابل الامتيازات المغرية التي يقدمها الدوري الليبي، مع تراجع فرص اللعب في البطولة الوطنية، مما يدفع العديد من اللاعبين للبحث عن آفاق جديدة.
وأكد أوشلا أن هذا النزوح الجماعي يعكس ضعف التخطيط والتسيير داخل الأندية المغربية، “إذ لا توجد مشاريع احترافية قادرة على صناعة لاعبين مؤهلين للاحتراف في أوروبا، باستثناء قلة قليلة من الأندية التي تعتمد سياسة واضحة في تكوين وتصدير المواهب” على حد تعبيره.
وأوضح المتوج مع الجيش الملكي بآخر ألقابه القارية في كأس الكونفدرالية سنة 2005، أن بعض اللاعبين الذين انتقلوا إلى الدوري الليبي لم يكن أمامهم خيار آخر، خاصة في ظل العروض المالية التي تفوق بكثير ما يحصلون عليه في المغرب.
وفي هذا السياق، استشهد الحسين أوشلا بحالة نجم الرجاء محمد زريدة، “الذي لم يجمع طوال مشواره مع الرجاء ما يعادل المبلغ الذي سيحصل عليه في فترة قصيرة بليبيا” على حد قوله.
وأفاد الدولي المغربي السابق، بأن المسار الكروي للاعب يظل محدوداً بين 8 إلى 10 سنوات، ما يجعل الجانب المالي أولوية قصوى، وهو ما يفسر تفضيل العديد منهم للعروض الخارجية، حتى لو كانت من دوريات أقل تنافسية مقارنة بالبطولة المغربية.
كما شدد أوشلا على أن استمرار هذا الوضع سيؤثر بشكل كبير على جودة الدوري المغربي، محذراً من أن الأندية ستجد نفسها مجبرة على التعويض بلاعبين أقل كفاءة، مما سيؤدي إلى تراجع المستوى العام للمسابقة.
ولفت المتحدث ذاته إلى أن ما يحدث اليوم قد يكون مجرد بداية، مشددا على “أن موجة الهجرة هذه ستتزايد في المواسم المقبلة إذا لم يتم إيجاد حلول جذرية، وهو ما يهدد بفراغ كبير في البطولة، التي لطالما اعتُبرت من بين الأفضل عربياً وإفريقياً”.
واختتم أوشلا تصريحاته قائلاً: “إذا لم يتم التعامل مع هذه الأزمة بجدية، فإننا سنصل إلى مرحلة يصبح فيها الدوري المغربي مجرد محطة عبور، وسنفقد هويتنا الكروية التي بُنيت عبر سنوات من العمل والتطور”.