التهراوي يكشف تخصيص ميزانيات مهمة لبناء مستشفيات جهوية وتأهيل 1400 مركزا صحيا

جوابا على المشاكل التي استعرضها نواب ونائبات بالبرلمان، مرتبطة بواقع القطاع الصحي بالمغرب وضعف البنية التحتية، كشف أمين التهراوي، وزير الصحة والحماية الاجتماعية، تخصيص ميزانيات مهمة للرقي بالعرض الصحي عبر استكمال بناء المستشفيات الجامعية الجهوية، إضافة إلى استكمال تأهيل 1400 مركز صحي أولي في أفق سنة 2025.
وأوضح التهراوي، خلال جلسة الأسئلة الشفهية بمجلس النواب، اليوم الإثنين، أن “هناك توجه واضح فيما يخص البنية التحتية من أجل توفير مستشفى جامعي بكل جهة، وهناك توجه فيما يخص إعادة بناء وتأهيل المراكز الصحية الأولية يهم 1400 مركز وتم القيام بزيارات ميدانية وإعطاء انطلاق لمجموعة منها، والتوصل إلى تأهيل 800 مركز صحي وسيتم استكمال البرنامج سنة 2025، مشيرا إلى أن هذه المراكز لديها مواصفات حديثة وتوفر خدمات من مستوى جيد للمواطنين.
وأكد بخصوص المستشفيات الإقليمية أنه يوجد بعض النقص والإكراهات، مفيدا أن هناك مناطق بها مشاريع مبرمجة ستعطي البديل وينبغي التسريع في إخراجها، وهناك بعض المناطق التي تم فيها الوقوف على مشاريع غير مبرمجة وسيتم بذل مجهود لبرمجتها، مشيرا إلى أنه يتم التعامل مع ولاة الجهات والهيئات المنتخبة لإيجاد حلول بخصوص الوعاء العقاري والتمويل.
وكشف التهراوي، وزير الصحة والحماية الاجتماعية، خلال جلسة برلمانية، عن جهود الوزارة في إصلاح المنظومة الصحية الوطنية وتحسين العرض الصحي، في إطار التوجيهات الملكية الرامية إلى تعميم الحماية الاجتماعية وتعزيز الولوج إلى الخدمات الصحية، مفيدا أن القانون الإطار رقم 06-22 المتعلق بالمنظومة الصحية الوطنية، الذي تم اعتماده سنة 2022، يمثل أساس هذا الإصلاح، مشيراً إلى أنه يرتكز على أربعة محاور رئيسية تهدف إلى تعزيز كفاءة النظام الصحي.
وأفاد المسؤول الحكومي أن تأهيل العرض الصحي يمثل الركيزة الأساسية لتحقيق العدالة في توزيع الخدمات الصحية وضمان جودتها، مشيرا إلى أن الوزارة أطلقت مشاريع كبرى تشمل تشغيل مؤسسات استشفائية جديدة وتوسيع طاقتها الاستيعابية، حيث تم تشغيل مستشفيات بطاقة إجمالية بلغت 2100 سرير خلال عامي 2023 و2024، كما يجري بناء وإعادة تأهيل 78 مؤسسة استشفائية تشمل مراكز جامعية وجهوية وإقليمية ومستشفيات القرب، بتكلفة تصل إلى 42 مليار درهم، ما يساهم في إضافة 11,468 سريراً جديداً.
وأبرز التهراوي أن برنامج تأهيل 1400 مركز صحي بمختلف أنحاء المملكة، بميزانية قدرها 6.4 مليار درهم، يسير وفق الجدول الزمني المحدد وسيتم الانتهاء منه بحلول عام 2025، مفيدا أن الوزارة تعمل على إنجاز خمسة مستشفيات جامعية كبرى في مدن أكادير، العيون، كلميم، الراشيدية، وطنجة، بطاقة استيعابية تصل إلى 3000 سرير، لتعزيز الطاقة السريرية وتحسين التوزيع الجغرافي للخدمات الصحية.
وتطرق الوزير إلى التدابير المتخذة لمواجهة تداعيات زلزال الحوز، مشيراً إلى إدراج 195 مؤسسة صحية في برنامج استعجالي للإصلاح والترميم، مع تخصيص مشاريع مهيكلة بتكلفة إجمالية تبلغ 1.17 مليار درهم، بهدف تحسين الخدمات الصحية في المناطق المتضررة.
وأكد التهراوي أن الوزارة تعتمد على شراكات استراتيجية مع جماعات ترابية ومانحين دوليين مثل البنك الأوروبي للاستثمار والبنك الإفريقي للتنمية، ما مكن من تخصيص استثمارات ضخمة تجاوزت 6 مليارات درهم لتحسين البنية التحتية الصحية وتجهيز المستشفيات بالمعدات البيوطبية الحديثة.
وشدد الوزير من جهة أخرى على أهمية تحقيق العدالة المجالية في توزيع الخدمات الصحية، مشيراً إلى أن الإصلاحات الحالية تهدف إلى ضمان تكافؤ الفرص بين المواطنين في الولوج إلى العلاجات، وتقليص الفوارق بين المناطق. مجددا التأكيد على أن الوزارة تبذل جهوداً لتحسين ظروف عمل الأطر الصحية، مما يساهم في ضمان استمرارية وجودة الخدمات المقدمة، كما شدد التهراوي على التزام الوزارة بتنفيذ هذه الإصلاحات الطموحة وفق رؤية شاملة ومستدامة تهدف إلى تعزيز ثقة المواطنين في المنظومة الصحية وضمان حقهم في الولوج إلى خدمات صحية ذات جودة عالية.