برياق: لم أحظَ بتشجيع عائلتي وعملت لأنتج أغانيَّ وأحقق حلم الصعود على منصة

استطاعت المغنية لبنى برياق أن تحقق حلم الغناء في حفل مباشر مع جمهورها لأول مرة بعد خمس سنوات من الاشتغال في مجال الموسيقي، وتحملها تكلفة الإنتاج بنفسها، في ظل رفض عائلتها ولوجها إلى الميدان الفني، مما دفعها للدراسة والعمل في مجال السينما من أجل الادخار لتولد مشاريعها الفنية التي تتكلف بنفسها بكتابتها وتلحينها.
وفي هذا الحوار مع جريدة “مدار21″، تكشف لبنى برياق ضريبة الوصول إلى حلم الغناء، وتفاصيل أول حفل موسيقي في مسارها الفني والذي نظم بمناسبة نهاية السنة، إلى جانب منحها لمحة عن ألبومها المقبل.
نص الحوار:
كيف جاءت فكرة الحفل المباشر؟
باعتباري فنانة صاعدة بدأت مسارها الفني بشكل مستقل، كان من الصعب أن أجد فرصا وأيادِِ تساعدني، فلم يكن أمامي سوى الاعتماد على نفسي وإنتاج أعمالي الفنية والمضي في حلمي الذي كان يراودني منذ الطفولة، ولطالما كنت أحلم بأن أحيي حفلا مباشرا أغني فيه أغان خاصة بي، والتي كتبتها ولحنتها وأنتجتها بنفسي طيلة خمس سنوات مضت منذ انطلاقي في مجال الإنتاج الموسيقي على قناتي الرسمية باليوتوب والمنصات الخاصة بالاستماع الموسيقي.
وكنت أنتظر اليوم الذي سألتقي فيه بجمهوري وجها لوجه، جمهوري الذي يكبر يوما بعد يوم وبشكل تدريجي، وقد لمست حبهم الذي أسعدني كثيرا في اللقاء المباشر الأول في حفلي، الذي أدركت من خلاله أن العمل والاجتهاد والمبادرات التي قمت بها، منحتني ثمارها لأستوعب أكثر بأن الطريق الصحيح رغم صعوباته إلا أن نتائجه حقيقية وثابتة.
فالفكرة كانت تدور في مخيلتي منذ زمن إلى أن جاءت الفرصة بمتحف المفوضية الأمريكية بطنجة، إذ تم اختياري بصفتي فنانة مؤلفة محلية، لتقديم هذا الحفل الذي ينظم بشكل دوري، والذي حصلت فيه على فرصتي، وكنت من بين الفنانين المستفيدين من هذا البرنامج السنوي، وبالمناسبة هذا البرنامج من تنظيم المركز اللغوي الأمريكي بطنجة، بمتحف المفوضية الأمريكية بالمدينة، ومؤسسة The Local Sessions وجد ممتنة لهم ولثقتهم ولدعمهم لي، كما يعود الفضل إلى مؤسسة “دارنا” التي سمحت لي بالتدريب والتحضير للحفل مع فرقتي الموسيقية، في مقر “théâtre Darna”.
ماهي الأغاني النتي اخترت تقديمها للحاضرين؟
الأغاني التي قدمتها في الحفل هي كالتالي: “معايا خليك”، و”مهما نقول”، “يما كنتي ظهري”، و”آه يا غالي”، وأغنية “ليلة بيضا” التي قدمتها بحلة جديدة، وهي جميعها أغان من كلماتي وألحاني وإنتاجي.
وقدمت لأول مرة أغنية “يا جدي”، وهي أغنية من كلماتي ولحنتها رفقة الفنان سيمو نقراوي وهي الأغنية الرسمية للفيلم الوثائقي الطويل “لن أنساك” للمخرج “محمد رضا كزناي”، إضافة إلى غنائي موشح صوفي من كلماتي وألحاني بعنوان “أشرقت شمس صباحي” وكذلك أغنيتين على شكل كوفر، وهي “يا مسافر وحدك” للموسيقار الكبير محمد عبد الوهاب، و”لبيروت” للفنانة القديرة فيروز.
وقد رافقتني في هذا الحفل الفرقة الموسيقية، المكونة من زكرياء عباسي في الجيتار، ومنتصر زريو في البيانو، ويوسف لوليد في الإيقاع.
وهل في نظرك تنجح مثل هذه الحفلات في المغرب؟
نعم بكل تأكيد، هذه الحفلات تنجح والدليل هو الحضور الكبير من مختلف الفئات العمرية، كما حصل في حفلي، إذ كنت سعيدة بالحضور الكبري والتنوع فيه، والذي كان مهتما ومتعطشا للفن والإبداع بمدينة طنجة.
ونحن بحاجة إلى مبادرات ثقافية وفنية ببلادنا أكثر فأكثر، ودعم الطاقات الشابة والمبدعة ببلادنا الحبيب، وأؤكد أن الحفل كان رائعا بكل المقاييس، وشهد تفاعل الجمهور، إذ قضينا ساعة من الاستمتاع بالموسيقى والإبداع بشكل يشبه الحلم، ويشبه السفر إلى عالم آخر، حيث يستريح الإنسان وتتغذى روحه بسحر الإبداع والطاقة المتجددة التي تدفعه للمضي قدما بأمل أكبر.
هل تحضرين لعمل جديد، وما تفاصيله؟
نعم أحضر لعمل جديد وهو عبارة عن ألبوم صغير يتضمن ثلاث أغان، إذ إنني الآن أحاول الاشتغال على تفاصيله سواء من الناحية الموسيقية واختيار النمط الموسيقي الخاص به، أو من الناحية الإخراجية والفنية، وكذلك من الناحية الإنتاجية والتسويقية، بحيث أطمح هذه المرة إلى تقديم منتوج فني إبداعي مختلف عن كل ما قدمته بالسابق، كما أطمح إلى أن يكون هذا الألبوم في أعلى مستوى من الإبداع وأن يكون أقرب لمتطلبات الجمهور في الوقت نفسه.
هل فكرت بالمشاركة في برامج لاكتشاف المواهب في المغرب من قبيل “ستارلايت”؟
لو كان الأمر بيدي منذ البداية لكنت حتما شاركت في مسبقات الغناء سواء بالمغرب أو خارجه لأنني لست ضد الفكرة بل أجد أن برامج المسابقات الغنائية تدفع الفنان إلى كسب جمهور واسع وفي وقت وجيز، وهي مسألة في غاية الأهمية التي قد تربحه وقتا ومجهودا، ولكن ظروفي كانت معقدة بعض الشيء حتى أتمكن من دخول مجال الغناء منذ البداية، ففي عائلتي لم أحظ بالتشجيع على امتهان الفن كمصدر للعيش، وقابلت الرفض منذ طفولتي، إذ كان من الصعب أن أفكر يوما ما في الغناء بشكل عام.
فالرغبة بقيت بداخلي مدفونة ولم تتحقق، إلى أن اخترت شق طريقي في مجال الغناء والتأليف بعد تتمة دراستي الأكاديمية، وبعدما بدأت في الاشتغال والاعتماد على نفسي، وساعدتني دراستي في بدأ مساري في الإنتاج المستقل بحيث حصلت على الإجازة المهنية في الدراسات السينمائية والسمعية البصرية بكلية الآداب والعلوم الانسانية بمارتيل، وحصلت أيضا على الماستر المتخصص في السينما الوثائقية بالكلية نفسها، كما اشتغلت في عدة أفلام وقمت بإخراج أفلام قصيرة.
وقد ساعدني قربي من مجال الإنتاج السينمائي في اكتساب مهارات متعددة ساعدتني في الاعتماد على نفسي وتشكيل فريق عمل، وقد ادخرت من عملي في السينما لإنتاج أعمالي الموسيقية، والاستمرار في تحقيق هذا الحلق منذ خمس سنوات إلى أن جاءت أول فرصة للصعود على منصة حفل، والذي نقلة تفاصيله إلى قناتي باليوتوب.