حوارات | فن

شوقي السادوسي: لم أخشَ فشل تجسيد سلمى صلاح الدين لشخصيتين بـ”أنا وأنت”

شوقي السادوسي: لم أخشَ فشل تجسيد سلمى صلاح الدين لشخصيتين بـ”أنا وأنت”

يقول الكوميدي والسيناريست شوقي السادوسي إنه نجح في نسج خيوط حوارات تعكس رؤية صناع مسلسل “أنا وأنت” الذي يعرض حاليا على شاشة القناة الأولى، الذي يحكي قصة تدور حول توأمتين، صوفيا وسونيا، اللتين انفصلتا عند الولادة وتعيشان حياة متباينة في مدينة الدار البيضاء.

ويؤكد الكاتب شوقي أنه لم يخشَ أبدا الاشتغال على حوارات الممثلة سلمى صلاح الدين التي تلبس عباءة شخصيتين مختلفتين من حيث طبيعة العيش، بحجة وجود قصة قوية ومتماسكة تركز على أدق تفاصيل الشخصيات الرئيسية في العمل.

وفي حوار مع جريدة “مدار21” يتحدث السادوسي عن توظيف حسه الكوميدي في كتاباته الدرامية والتراجيدية التي يُقحم فيها حوارات لا تستند على الكوميديا المجانية لخلق توازن فني، ويفصح أيضا عن انتقاله من العمل في الكواليس إلى المسرح بتجرية جديدة تحمل عنوان “الكليكة”.

نص الحوار:

حدثنا عن كتابة حوار مسلسل “أنا وأنت”.

كتابة حوار مسلسل” أنا وأنت” كانت تجربة ممتعة وغنية، فالعمل مع الثنائي المبدع جيهان البحار ونادية كمالي مروازي دائمًا ما يدفعني إلى استكشاف عوالم مليئة بالتناقضات الإنسانية والفروق الدقيقة التي تُثري الشخصيات وتساعدني على صياغة حوار ينبض بالحيوية.

أكثر ما استمتعت به، يكمن في جانب الغموض في القصة، إذ أتاح لي فرصة لزرع تلميحات صغيرة هنا وهناك، تلميحات قد يلتقطها بعض المشاهدين، لكنها لن تتضح بشكل كامل إلا عندما تكتمل الصورة في نهاية القصة. ما أعجبني أيضا هو تناول المسلسل لتيمة العائلة، ليس فقط العائلة التي نولد وسطها، ولكن أيضا العائلة التي نختارها، إذ إن هذا البعد أتاح لي مساحة لخلق حوارات عميقة ومؤثرة تحمل طابعا إنسانيا قويا في الوقت ذاته.

هل وجدت صعوبة في صياغة حوارات تناسب تقديم شخصية واحدة لدورين؟

لم تكن هناك صعوبة في صياغة حوارات الشخصيتين الرئيسيتين سونيا وصوفيا، رغم تقديمهما من قبل ممثلة واحدة، لسبب يتجلى في الوصف الدقيق والواضح للشخصيات، فكل شخصية لها لغتها الخاصة التي تعكس تجاربها الشخصية، نشأتها، وبيئتها الاجتماعية، وبالتالي، لم يكن هناك أي تأثير سلبي لأداء الممثلة سلمى صلاح الدين لشخصيتين، بل على العكس، استطاعت أن تحافظ في كل شخصية منهما على لغتها الكلامية والجسدية المميزة، مما جعل التمييز بين الشخصيتين أمرا طبيعيا وسلسا في الحوار بينهما.

البعض يجد أن معظم الأعمال التي نقلت تشخيص ممثل لدورين (توأم) فشلت، هل كان لديك تخوف بهذا الشأن؟

أثق تمام الثقة في رؤية صانعتي العمل، جيهان البحار ونادية كمالي مروازي، لذلك وفور قراءتي للقصة والأحداث أصبحت من أول المعجبين بالعمل حتى قبل بداية صياغة الحوارات، فعندما تكون القصة متماسكة، ذلك يجعلك تمتلك أحد أهم المقومات لنجاح العمل. وبعد صياغة الحوار، تأتي مرحلة اختيار الممثلين الذين سيساهمون في نقل تيمات القصة وقضاياها، لذلك أيضا حينما علمت باختيارات الإنتاج، كنت سعيدا جدا، لأن العمل كان بين أيادي شابة وآمنة، وبالتالي، لم يكن هاجسا بالنسبة لي.

وأرى أن معظم الأعمال التي نقلت تشخيص ممثل لدورين (توأم) قد فشلت، فهذه تفصيلة تقنية قد تشكل تحديا كبيرا، خصوصا بالنسبة لمدة التصوير، لكن إسناد الإخراج للمخرجة المبدعة ندى الشرقاوي جعلني مطمئنا على جميع الجوانب التقنية والسردية في القصة.

ماهي طقوسك في الكتابة؟

قد يكون هناك مشروب ساخن في المعادلة، لكن ليس بالضرورة، أفضّل الكتابة إما في الصباح الباكر أو في الليل المتأخر، وأحاول دائما أن أكتب حتى عندما لا تكون لدي رغبة في ذلك، لأن أي شيء أكتبه في تلك اللحظات قد يصبح ذا قيمة عندما أعود لقراءته وأعيد كتابته في لحظة تحضر فيها الرغبة والإلهام.

هل تجد صعوبة في الانتقال من الكوميديا إلى الدراما؟

لا، لأنني لا أنتقل بالكامل إلى الدراما، حتى في أكثر الحلقات سوداوية، ستظل الكوميديا حاضرة ولكن بدرجات متفاوتة. والتحدي الحقيقي يكمن في تجنب الوقوع في الكوميديا المجانية التي قد تضر بالمشهد أو الشخصية، واستعمال الكوميديا في الدراما يعد مهما جدا، فمثلا في مسلسل “محبوبي” مع نفس صناع “أنا وأنت”، كانت هناك حلقات تحتوي على أحداث مؤثرة جدا، لكن في النصف الأول من الحلقة، قبل أن تبدأ التعقيدات، كانت هناك حوارات كوميدية تهدف إلى إشراك المشاهد في حس الدعابة المشترك بين الشخصيات الرئيسية، مما يجعل التحول في النصف الثاني من الحلقة أكثر وضوحا.

وماذا عن تجربة “الكليكة” التي تشارك ضمنها؟

تجربة “الكليكة” هي أحب تجربة مسرحية إلى قلبي، إذ إن المسرحية أنجزت بكل حب واهتمام، وتحتوي على جميع مكونات الفرجة التي تجعلها ممتعة للجميع، حرصنا على إدماج جماليات بصرية مبهرة في إطار كوميدي استعراضي يضم تقنيات جديدة في الساحة الفنية الحالية، دون أن ننسى أن القصة تشد المتفرج من البداية إلى النهاية، أو بالأحرى إلى “النهايات”… أتمالك نفسي كي لا أفسد عليكم متعة الاستمتاع بالعرض، فلا ضرر من القليل من التشويق.. أتمنى أن يحضر قراؤنا العرض، فالجولة الوطنية مستمرة إن شاء الله في مراكش، طنجة، والرباط، وفي انتظار تحديد تواريخ جديدة سيتم الإعلان عنها عبر الصفحة الرسمية لـ الكليكة.

هل تحضر لمشاريع فنية جديدة؟

حاليا أقوم بنشر الموسم الجديد من سلسلة “ماشي تال ديك الدارجة” وهي سلسلة تعليمية ترفيهية تهدف لتعليم اللغة الإنجليزية باستخدام الكوميديا، والموسم الجديد يتميز بديكور جديد، لكن بالروح نفسها التي عهدها المتابعون، وأشير إلى أن الحلقات متوفرة على منصة “إنستغرام” عبر صفحتي (شوقي سدوسي)، بالإضافة لهذه السلسلة هناك عمل سينمائي سيرى النور قريبا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News