الخماري: صورة المغرب لا تتزعزع بالتطرق لطابوهاتنا ومشاكلنا في السينما
يرى المخرج نور الدين الخماري أنه من الضروري تعرية الواقع في السينما، والكشف عن الطابوهات لتجاوزها، من أجل أن يتصالح معها الشعب ويتطور المجتمع، رافضا اتهام المخرجين بتقديم “صورة قاتمة عن المغرب”.
ويقول الخماري في تصريح لجريدة “مدار21” إن المجتمع يتطور بالتطرق إلى “عقدنا والطبوهات التي تتوغل في المجتمع”.
وسجل مخرج “كازا نيكرا” أن السينما المغربية تتطور بشكل بطيئ، في ظل صناعة العديد من الأفلام الكوميدية التي توجه إلى الجمهور العريض، غير ناكر أهميتها والحاجة إليها للترفيه، لكنه يُصر على ضرورة نقل مايجري في الواقع إلى السينما بشكل يعكسه.
وأشار الخماري إلى أن “الجيل الجديد من الشباب ينفتح بشكل كبير على تناول القضايا المهمة، إذ سبق لنا أن فتحنا هذه الأبواب سابقا، وننتظر فتح المزيد منها مع الأجيال المقبلة من المخرجين، لتخليص المجتمع المغربي من عقدة التكتم على مشاكله”.
وأضاف في السياق ذاته: “لا ينبغي أن ننتظر دائما أن يأتي الأجنبي ليمنحنا دروسا في السينما، ويسلط الضوء على مجتمعنا ويتاجر بها في العالم، إذ أعتقد أننا وصلنا إلى مرحلة نستطيع فيها أن ننقل أنفسنا إلى العالمية دون الغير”.
وفي رده على المخرجة المصرية إيناس الدغيدي التي قالت إن المغرب كان سباقا للجرأة، صرح الخماري “لا أتفق لأن الجرأة انطلقت من الأفلام المصرية ومع يوسف شاهين، إذ كانت للمخرجين المصريين حرية أوسع، إذ كنا نندهش بجرأتهم في الوقت الذي لم نكن نتمكن من التطرق إلى العديد من المواضيع”.
وأبرز أن المغرب في السنوات الأخيرة فقط استطاع التحرر والتحدث عن العقد التي يعاني منها المغرب، والطابوهات التي تتخلله، مردفا: “وما يزال بإمكاننا إظهار الأكثر”.
ويرفض الخماري اتهام المخرجين بتقديم صورة قاتمة عن المغرب من خلال تسليط الضوء على الجانب المظلم فيه، متسائلا عما إذا كان يجب دائما أن نخاف على المغرب، مشددا على أن “المغرب دولة لها تاريخ، ولا تحتاج إلى كتاب أو فيلم أو صورة لزعزعتها”.
وتابع: “نستطيع مناقشة الطابوهات التي توجد في قلب المغرب، التي يجب أن نناقشها وألا نخفيها، وإلا ستظل عالقة ما دمنا لم نكشفها”.
وعن تأثر الجيل الجديد من المخرجين بأفلامه، قال الخماري: “نتأثر جميعا ببعضنا البعض، وأجده أمرا عاديا، وسعيدني ذلك”.
وأفصح المخرج نور الدين الخماري أنه بصدد الإفلاج عن أحدث أفلامه، الذي يحمل عنوان “ميرا” في سنة 2025.
