مجتمع

دعوات لعصرنة إنتاج الزيتون في الحقول المغربية لتجاوز “شبح انقراض” زيت الزيتون

دعوات لعصرنة إنتاج الزيتون في الحقول المغربية لتجاوز “شبح انقراض” زيت الزيتون

بعدما بدت ملامح الإنتاج الضعيف منذ بداية موسم جني الزيتون وإنتاج زيت الزيتون، ارتفعت دعوات لاعتماد فلاحي الزيتون المغاربة على التقنيات الحديثة في تشخيص وضعية الأشجار وتطعيمها بالمواد الأساسية لضمان إنتاج مقبول وتجاوز ضعف المحاصيل الذي يتفاقم سنة تلو الأخرى وتفادي “انقراض” زيت الزيتون من الأسواق المغربية.

وأمام ولوج وزارة الفلاحة إلى خيار الاستيراد لتقليص عجز الإنتاج المحلي على تغطية الطلب المتزايد للمغاربة على زيت الزيتون، اعتبر خبراء في المجال الفلاحي أن جودة الزيوت المستوردة لن ترقى إلى مستوى جودة الزيوت المحلية.

فهر حميد، خبير في المجال الفلاحي، قال إن “منتوج هذا الموسم من الزيتون هو منتوج متوسط حسب المناطق وحسب الأصناف”، مبرزا أنه “بعض الأصناف من الزيتون تقلصت أحجامها بشكل كبير في الوقت الذي شهدت فيه الأصناف المكثفة من الزيتون منتوجا مقبولا إلى متوسط”.

وأضاف الخبير الفلاحي، في تصريح لجريدة “مدار21” الالكترونية، أن “الذي يحكم هذا الاختلاف هو توفر الضيعات على الموارد المائية الكافية لإنتاج كميات مقبولة من الزيتون ومنه زيت الزيتون وبجودة مقبولة”.

وفي ما يتعلق بخيار استيراد زيت الزيتون لتخفيف أزمة نقص هذا المنتوج وتخفيض أثمنته، أشار المتحدث ذاته إلى أنه “الزيوت المستوردة لن تكون في نفس جودة الزيوت المحلية”، مسجلا أن “أصناف الزيتون الموجودة في دول غير المغرب تختلف عن طبيعة الزيتون الذي يتوفر عليه المغرب”.

وتابع المهتم بالشأن الفلاحي أن “مدة تخزين هذه الزيوت غالبا ما تكون محدودة”، مؤكدا أن “الزيوت المحلية أو البلدية يمكن أن تخزن لمدة سنة على خلاف الزيوت المستوردة التي لا تتعدى مدة تخزينها 6 أشهر”.

واعتبر المصدر ذاته أن “محاصيل الزيتون خلال هذه السنة قليلة في جميع مناطق المغرب مقارنة بالسنوات السابقة”، مبرزا أنه “في هذه الظروف فمن الطبيعي أن ترتفع تكلفة إنتاج زيت الزيتون ومنه ارتفاع أسعار هذا المنتوج المهم”.

وأورد المتحدث ذاته أنه “من يريد أن يشتري زيت زيتون من جودة جيدة سيجد نفسه مطالبا بأداء 100 درهم فما فوق”، لافتا إلى أن “الأسعار هذه السنة ستفوق بقليل مستوى أسعار السنة الماضية”.

وفي ما يتعلق بأساليب الحفاظ على جودة زيت الزيتون، أوضح الخبير ذاته أنه “من المهم أن نحرص على تخزين هذه الزيوت في ظروف جيدة بعيدة عن أشعة الضوء”، مشددا على “ضرورة تخزينها في عبوات من زجاج أو (إنوكس) خاصة عندما تكون مدة التخزين طويلة”.

ودعا المصرح نفسه الفلاحين إلى اعتماد تقنيات متطورة في إنتاج الزيتون، مشيرا إلى ضرورة الاعتماد على تحاليل التربة قبل الشروع في عملية التسميد وعلى مداواة الضيعات وتجاوز التتبع التقليدي لأشجار الزيتون لزيادة مردوديته”.

واسترسل الخبير ذاته أن “أي فلاح اليوم مطالب بتتبع آخر التقنيات في إنتاج الزيتون”، مسجلا أنه “اليوم يتم الاعتماد على تحاليل التربة التي تعطينا مخزون الفوسفور و(البوطاس) والمواد الغدائية الموجودة في التربة في وقت تعطي فيه تحاليل الأوراق فكرة عن حالة الشجرة ومخزون الشجرة من هذه المواد قبل الجني.

وشدد المتحدث ذاته أن أهمية هذه الخطوة هي تكوين فكرة لدى الفلاح عن حاجيات الشجرة من المواد الغدائية ما قبل الجني لإعطائها كل ما تحتاجه من أسمدة لكي تنتجه أكثر ما يمكن محاصيل خلال موسم الجني.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News