جهويات

غياب هيئة مسيرة يُطيل “غيبوبة” مسرح الدار البيضاء الكبير

غياب هيئة مسيرة يُطيل “غيبوبة” مسرح الدار البيضاء الكبير

ما زال الارتباك والغموض يلفان موعد افتتاح مسرح الدار البيضاء الكبير، الذي دخل في “غيبوبة” منذ الانتهاء من أشغال تشييده قبل أعوام.

وكلف إنجاز المسرح مبلغا ضخما يقدر بمليار و400 مليون درهم، غير أن هذا المرفق الثقافي ما يزال مغلقا في وجه الجمهور، رغم تعاقب الوعود بافتتاحه قبل متم السنة الجارية.

المسرح الذي وُجهت لشكله الخارجي انتقادات لاذعة، خاصة بالنظر لموقعه البارز في وسط العاصمة الاقتصادية، ما زال البيضاويون يجهلون كل شيء عن شكله الداخلي رغم الأرقام التي تم الكشف عنها بشأنه، وتزعم احتضانه قاعة للعروض الفنية تضم 1800 مقعد وأخرى للعروض المسرحية بـ600 مقعد، فضلا عن قاعة للموسيقى الحديثة تتسع لـ300 متفرج.

وحول تأخر افتتاح هذا المرفق، أكد مصطفى الحيا، عضو مجلس جماعة الدار البيضاء والنائب السابق لعمدة المدينة، أن المشكلة تكمن في استمرار عجز جماعة الدار البيضاء عن إيجاد هيئة تسهر على تدبير وحكامة المرفق على النحو الذي يليق بمعلمة كبرى.

وقال الحيا في تصريح لصحيفة “مدار 21″، على هامش أشغال الدورة العادية لمجلس جماعة الدار البيضاء، أمس الثلاثاء، إن هذا النوع من المرافق الكبرى يتطلب تدبيرا حكاميا الاضطلاع به غير هين، الأمر الذي منع من تطبيق الفكرة الأولى القاضية بتكليف شركة “الدار البيضاء للتظاهرات والتنشيط” (كازا إيفنت) بتسييره مؤقتا، بغية افتتاحه في أقرب وقت ريثما يتم العثور على هيئة مدبرة.

واعتبر الحيا أن مشكلة التسيير وحكامة المرافق تعد من المشاكل العسيرة التي تشكو منها مدينة الدار البيضاء؛ “نفس المشكلة نلاحظها على مستوى حديقة الحيوانات بعين السبع، وفي ما يتعلق بملاعب القرب…”.

وأكد أن “المدينة تزخر بالمئات من ملاعب القرب، التي أنجزتها إما المقاطعات أو الجماعة أو المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، لكنها مازالت مغلقة في وجه المرتفقين بسبب مشكلة التسيير ولغياب هيئات يمكن الوثوق فيها لتدبيرها على نحو مناسب”.

وفصل بأن الأمر يتعلق “بمعادلة صعبة عجزت المجالس المتعاقبة عن حلها، ويتعلق الأمر بإيجاد حل وسط يكفل مجانية بعض المرافق مع الحفاظ على استدامتها؛ ذلك أن أنماط التسيير الحالية لم تثبت نجاعتها”.

واستقت “مدار 21″، على لسان العديد من أعضاء مجلس جماعة الدار البيضاء، فضلوا عدم ذكر أسمائهم، معلومات حول كون قرار افتتاح المسرح الكبير بات بيد الوالي محمد مهيدية. الأمر الذي لم يوافق عليه مصطفى الحيا قائلاً “إن مشكلة المسرح قائمة قبل استلام مهيدية منصبه”.

وشدد المتحدث ذاته على أن “المشكلة هي في حكامة الجماعات والمجالس التي لم تجد بعد حلا لتدبير هذا النوع من المشاريع الكبرى”.

جدير بالذكر أن مسرح الدار البيضاء الكبير، الذي أنجزته شركة “الدار البيضاء للتهيئة”، حظي بتمويل مشترك بين المديرية العامة للجماعات الترابية، التي ساهمت بمبلغ 480 مليون درهم، وصندوق الحسن الثاني للتنمية الاقتصادية والاجتماعية (400 مليون درهم)، والميزانية العامة للدولة (280 مليون درهم) وجماعة الدار البيضاء (180 مليون درهم)، والمجلس الإقليمي للدار البيضاء (100 مليون درهم).

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News