اقتصاد | مجتمع

هل يهدد خبز الأفران العشوائية المغاربة بداء السرطان؟

هل يهدد خبز الأفران العشوائية المغاربة بداء السرطان؟

أكد الحسين أزاز، رئيس الجامعة الوطنية لأرباب المخابز والحلويات بالمغرب، أن الأفران العشوائية “التي حطمت أرقاما قياسية في الإقبال على منتجاتها مؤخرا” تمثل تهديدا صِحيا واقتصاديا جسيما.

ولفت إلى أن البرنامج التعاقدي الذي سيتم التوقيع عليه قريبا بين الجامعة، ممثلة القطاع، والسلطات المعنية، سيروم النهوض بهذا الأخير ومكافحة القطاع العشوائي الذي لا يخضع لمعايير السلامة والجودة على حد تعبيره.

في ما يلي 3 أسئلة طرحتها صحيفة “مدار 21” على المِهني في هذا الصدد:

1 – ما فتئتم تطالبون السلطات بالتدخل ضد الأفران العشوائية التي انتشرت بشكل كبير مؤخرا وتعرف إقبالا من المستهلكين.. ما هي المخاطر التي تشكلها هذه الأفران سواء على صحة المستهلك أو على القطاع؟

أولا اسمح لي بالتصويب؛ فهي ليس بأفران بل مآرب (جاراجات) عشوائية، ولا يعقل أن تقتحم قطاعا منظما تأسست جامعته منذ سنة 1941. بحيث يستغل شخص مساحة متر أو مترين بدون ترخيص، وبدون الخضوع لمعايير السلامة الصحية، وبدون التوفر على البنية التحتية اللازمة للإنتاج، بل حتى على دورة المياه، وبدون وصل أو عقد لكراء المحل الذي يستأجره لليوم الواحد… ويُنافس مهنيا، سواء تعلق الأمر بمخبزة عصرية أو تقليدية، يخضع لشروط السلامة الصحية والترخيص والمراقبة الذاتية ورقابة اللجان المختلطة والشرطة الإدارية ولجان حفظ الصحة، ومصالح الشؤون الاقتصادية التابع للعملات، كما يدفع الضرائب المترتبة عليه والتأمين الإجباري على المرض… مستخدما (أي الأول) في الإنتاج موادا لا تخضع لأي معايير…

2- هلا قربتمونا من الفوارق في كيفية إنتاج الخبز بين الفرن المعتمد والفرن العشوائي؟

أولا الفرن المعتمد يستخدم مواد غذائية قانونية، يشتري الدقيق من المطاحن ويتعامل مع شركات معروفة لاقتناء الخميرة، كما أنه يستخدم آليات حديثة لطهي الخبز، فالفرن المعتمد يكلف ما بين 200 و300 ألف درهم، بينما يستخدم القطاع العشوائي أفرانا ثمنها 1500 درهم، وتجد عنده أحيانا ماكينة عجينة ينخرها الصدأ، ويطهو الخبز في قاعة قصديرية بواسطة شعلة غاز مما يُبقي غاز ثنائي أكسيد الكربون في المنتج النهائي، وذلك في درجة حرارة لا تتجاوز 50 درجة، بينما المطلوب هو درجة حرارة من 250 حتى 300 درجة مئوية، وذلك في منصة طهي مخصصة وقادرة على امتصاص الرطوبة كي لا تتسرب إلى الخبز، ما يجعل الخبز قابلا للاستهلاك لعدة أيام دون تأثير سلبي على صحة المستهلك، بخلاف الخبز العشوائي الذي يفسد في اليوم الموالي لأن الرطوبة تنخره.

من المؤسف أن الناس لا تميز وتتسابق على شراء منتجات المحلات العشوائية، رغم أنها مضرة بالصحة، فقد لا يكون أثرها الصحي الوخيم محسوسا في حينه بل على المدى الطويل، وأحيلك على دراسات مخبرية نقلها الدكتور محمد أوحسين حول كون تلك المنتجات مسرطنة لأنها ببساطة تطهى بالغاز الذي يتسرب مباشرة للعجين، ولا يتوفر منتجوها على البنيات التحتية اللازمة لتبخر ثنائي أكسيد الكربون.

3- حدثنا عن “البرنامج التعاقدي” الذي تسعون لتوقيعه مع السلطات الوصية على القطاع وشكل موضوع اجتماعكم الأخير معها؟

نحن وإلى حدود اللحظة نعاني الكثير من المشاكل، فبالإضافة إلى القطاع العشوائي الذي أسلفت الحديث عنه، والذي حطم كل الأرقام القياسية في الآونة الأخيرة ويكاد يقضي على القطاع المنظم، إذ أؤكد أن ما بين 20 إلى 25 في المئة من المقاولات أفلست منذ جائحة “كورونا”. نعاني بسبب تراكم القروض البنكية، ومع الضمان الاجتماعي والضرائب المفروضة علينا، والتكاليف الثابتة، وارتفاع كلفة الإنتاج… ومع ذلك نبذل جهدنا للحفاظ على ثمن الخبز عند درهم وعشرين سنتيم لما لهذا المنتج من أهمية اجتماعية في بلادنا.

لكل هذه الأسباب تم التفكير في إرساء برنامج تعاقدي خلال اجتماع 14 أكتوبر الجاري بمقر وزارة الفلاحة، وسيكون هناك اجتماع ثان لأجل توقيع البرنامج، والذي سيتضمن مواكبة اجتماعية واقتصادية للقطاع والفاعلين فيه، ويشمل آلية ستخدمه بما في ذلك إعداد دوريات قانونية منظمة للقطاع ووثيقة مرجعية ودفتر تحملات ونموذج للترخيص بالمزاولة، تواكب تصور النموذج التنموي الجديد والرهانات الاقتصادية للمملكة، لاسيما السياحية منها.

وهي آليات ستروم مكافحة القطاع العشوائي وإرساء كلفة إنتاج وقانون منظم ومواكبة ملائمة للقطاع.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News