بنسعيد يدعو فرقاء الأغلبية لتقييم الدعم وتسويق إنجازات الحكومة

دعا المهدي بنسعيد، عضو القيادة الجماعية لحزب الأصالة والمعاصرة، إلى تقييم الدعم الحكومي لعدم انعكاسه على المواطنات والمواطنين، داعيا من جهة أخرى إلى تعزيز التواصل العمومي للحكومة من أجل تسويق منجزاتها.
وأشار عضو القيادة الجماعية، في كلمته خلال الدورة 29 للمجلس الوطني للأصالة والمعاصرة، أنه “في الوقت الذي تحقق فيه بلادنا العديد من المكتسبات السياسية والديمقراطية، مما يجعلها تنعم بتطور سياسي وديمقراطي متواصل، وباستقرار مؤسساتي فإننا في حاجة اليوم إلى إصلاحات سياسية جديدة، هدفها تطوير ديمقراطيتنا والرفع من جاذبية نموذجنا السياسي لجلب نخب جديدة بالانخراط في الفعل السياسي، اعتبارا منا بأن الإصلاح الحقيقي هو الذي يطور طرق العمل والممارسة السياسية و المؤسساتية”.
وشدد على أن المغرب ما يزال يواجه “اشكالات لاسيما في المجال الاجتماعي وفي العدالة الترابية، حيث أن هناك عدد من الأقاليم في حاجة للإنصاف على مستوى عائدات الثروة الوطنية وسياسات التنمية، في تحديات تساءلنا جميعا، وتظل تأثيراتها قائمة ومؤثرة على الكثير من الفئات الاجتماعية الهشة، وعلى العديد من شبابنا”.
واعتبر بنسعيد أن هذه الاختلالات التي تراكمت عبر سنوات “نشتغل داخل الحكومة على معالجتها وجعلها أولى الأولويات، ومن ثم نرفض في نفس الوقت تضخيم معطياتها والركوب عليها لتسجيل مواقف سياسوية سطحية على الحكومة، في نقذ غير موضوعي لايخدم تطور بلادنا فحسب، بل يعطي هدايا مجانية لخصوم بلادنا بالخارج من أجل المس بسمعة وصورة بلادنا، والطعن في مصداقية تعهداتها الدولية وبرامجها التنموية و أوراشها الإصلاحية الاستراتيجية كما أن عملنا يبقى بعيدا عن الشعبوية ومنطق الإثارة”.
وأوضح أن المرحلة القادمة “تتطلب من الحكومة والمؤسسات المنتخبة التجند والتعاون البناء، والمزيد من الجدية الجماعية أثناء معالجة اختلالات هذا الورش الاجتماعي الثقيل جدا، لمعالجة ظاهرة بطالة الشباب، والتأخر الحاصل في بنية الخدمات الاجتماعية الأساسية بالمناطق النائية، ونحن على يقين تام من قدرة بلادنا على كسب هذا الرهان وتجاوز كل الصعاب”.
ولفت إلى أن القدرة الشرائية للمواطنات والمواطنين، “تتصدر اهتماماتنا، بالنظر لما تعرفه الأسواق الوطنية من غلاء في عدد من المواد الأساسية خصوصا اللحوم، بشكل يؤثر على الحياة اليومية للمغاربة، رغم المجهود الذي قامت به الحكومة في مجال الدعم، غير أن هذا الدعم لم ينعكس بالشكل المطلوب على المواطنات والمواطنين. لذا نجدد دعوتنا لفرقاء الأغلبية إلى تقييم موضوعي لهذا الدعم بشكل يمكننا من تجاوز الاختلالات و تحقيق الغايات الاجتماعية وتحسين القدرة الشرائية للمواطنات والمواطنين”.
وأكد أن التدبير السياسي للحكومة خلال نصف الولاية الحالية “كان ناجحا بكل المقاييس رغم صعوبة المرحلة والإكراهات الداخلية والخارجية المتنوعة، ورغم ذلك واجهت الحكومة الأزمة الخارجية بشجاعة وفي نفس الوقت أقبلت على قرارات داخلية جد جريئة، لكن ربما هذا المجهود لم يصل بالشكل المطلوب للمواطنات والمواطنين مما يجعلنا أمام تحدي التواصل وتقويته خصوصا التواصل المباشر، لذلك نشتغل على تنظيم لقاءات جهوية مباشرة، لمزيد من التواصل وشرح ما قامت به وتقوم به الحكومة”.
وتابع أن “هذا التواصل العمومي والاشتغال على إصلاحات استراتيجية وحقيقية، وتسريع وثيرتها وتنزيلها على الميدان، والوقوف حاجزا أمام حاجز اللوبيات المستفيدة من الأوضاع الحالية والتي ترفض كل تغيير، وأن يتم ذلك بكل صدق في العمل والوضوح في الخطاب، سيكون ضمن أولوياتنا”.