“الصافرة” المغربية في مرمى الانتقادات بعد احتجاج أندية على قرارات تحكيمية

شهد الموسم الحالي من البطولة الاحترافية تصاعداً ملحوظاً في الانتقادات الموجهة للتحكيم، إذ أعربت العديد من الأندية عن استيائها من بعض القرارات التحكيمية التي رأت أنها أثرت على نتائج المباريات.
ولم يمر ذلك دون أن يثير جدلاً واسعاً في أوساط كرة القدم الوطنية، إذ بدأت بعض الفرق في المطالبة بإصلاحات شاملة في نظام التحكيم لضمان مزيد من الشفافية والعدالة في المباريات.
وفي لقائها الإعلامي الدوري، ناقشت المديرية الوطنية للتحكيم عدة قرارات مثيرة للجدل من مباريات الجولة الماضية، وكان من أبرزها عدم احتساب ركلة جزاء لصالح الوداد الرياضي ضد حسنية أكادير، إذ أشارت المديرية إلى وجوب منح ضربة حرة مباشرة وإنذار مدافع الحسنية بسبب تدخله المتهور، إلى جانب إقرارها بصحة قرار احتساب ضربة جزاء لصالح الحسنية ضد الوداد.
وفيما يتعلق بمباراة اتحاد طنجة والجيش الملكي، أكدت المديرية أن تدخلاً من مدافع اتحاد طنجة كان يستوجب الطرد.
أثر قرارات التحكيم على الثقة في الفار
تُعد تقنية الفار من أهم الابتكارات التي تم إدخالها في عالم كرة القدم، حيث تهدف إلى تقليل الأخطاء التحكيمية عبر مراجعة اللقطات الحاسمة.
ومع ذلك، لم تسلم هذه التقنية من الانتقادات، خاصة عندما يشعر اللاعبون والجماهير أن القرار النهائي غير منصف أو غير مدعوم بشكل كافٍ من الفيديو.
وفي حالة مباراة الوداد وحسنية أكادير، كان القرار بعدم منح ركلة جزاء للوداد موضع جدل كبير، إذ أشار العديد من المحللين إلى وجود احتكاك يستوجب التدخل، إلا أن غرفة الفار لم تستدعِ الحكم لمراجعة اللقطة، مما أثار شكوكاً حول مدى فعالية التقنية.
هذه الحادثة وغيرها من الحالات المشابهة قد تؤدي إلى تراجع ثقة الأندية والجماهير في الفار، خاصة عندما تتكرر الأخطاء أو يُعتبر التحكيم غير متسق في قراراته.
التوتر بين الأندية والتحكيم: جذور المشكلة
تشعر العديد من الأندية المغربية بالاستياء من أداء التحكيم في الفترة الأخيرة، وهو ما تجلى في التصريحات القوية التي أطلقتها فرق من قبيل الوداد الرياضي، التي طالبت بإصلاحات جوهرية في منظومة التحكيم.
التوتر بين الأندية والحكام ليس ظاهرة جديدة، لكنه ازداد مع إدخال تقنية الفار، حيث كان يُنتظر أن تقلل التقنية من الأخطاء، إلا أن ذلك لم يحدث بالشكل المطلوب.
وترى الفرق في بعض الأحيان أن القرارات التحكيمية الحاسمة، التي قد تؤثر على ترتيبها أو فرصها في المنافسة، لا تُعامل بالجدية أو الدقة التي تستحقها.
هذا التوتر المستمر قد يضر بالعلاقة بين الأطراف المختلفة في كرة القدم المغربية ويؤدي إلى تصاعد الانتقادات العلنية، ما لم يتم اتخاذ خطوات ملموسة لتحسين الأوضاع.