إسبانيا توقف جزائريين تسللو سباحة إلى سبتة المحتلة عبر الفنيدق

أفادت وسائل إعلام إسبانية أن 16 شخصا تمكنوا، صباح اليوم الإثنين، من الوصول إلى سبتة المحتلة، لينضموا لـ10 آخرين دخلوا سباحة الأحد، وذلك رغم التعزيزات الأمنية التي فرضتها السلطات المغربية والإسبانية تجنبا لاقتحام جماعي محتمل تم الدعوة إليه سابقا على منصات التواصل الاجتماعي.
وأوضحت وكالة “إيفي” الإسبانية، أن المهاجرين الذين تم إنقاذهم، والذين كان بينهم طفلان قاصران، يتمتعون بحالة صحية جيدة، وبعد تلقيهم المساعدة من الصليب الأحمر، تم نقلهم في مركبات رسمية، مؤكدة أنهم أشاروا لعدم معرفتهم ببعض، وأن هناك المزيد من الأشخاص في البحر.
وسجل المصدر ذاته أنه بعد الوصول للأشخاص الذين تسللوا اليوم الإثنين، جلهم يحملون الجنسية الجزائرية، في حين لم تعرف بعد جنسية الـ10 الآخرين، شرعت دوريات الخدم البحرية في البحث في منطقة ريسينتو للعثور على أي مهاجرين ما زالوا في المياه.
ولفتت الوكالة إلى أن وصول المهاجرين اليوم لسبتة المحتلة يبرز الصعوبات التي تواجهها السلطات في السيطرة على جميع منافذ الدخول، على الرغم من زيادة التدابير الأمنية، مبرزة أن التعاون بين إسبانيا والمغرب يظل عنصرا أساسيا لوقف محاولات الاقتحام الجماعي إلى المدينة المحتلة.
بدورها، كانت السلطات المغربية، وبحسب ما عاينت جريدة “مدار21” الإلكترونية، قد عززت الإجراءات الأمنية على طول الحدود مع سبتة المحتلة، إذ تم نشر دوريات أمنية وتعزيز حضور رجال الدرك الملكي، والقوات المساعدة ورجال الأمن تأهبا للتصدي لأي تدفق للمهاجرين غير النظاميين.
وسبق لمندوبة حكومة سبتة المحتلة، كريستينا بيريز، قد قالت إن الوضع تحت السيطرة بعد تعبئة أعداد مهمة من مختلف قوات الأمن، على خلفية الدعوات المبثوثة على منصات التواصل الاجتماعي والمحرضة على الوصول إلى المدينة يوم 30 شتنبر المقبل.
وكشفت المسؤولة ذاتها في تصريح نقلته صحيفة “ceutaldia”، أن “القوات والهيئات الأمنية مستعدة، وقد وصلت التعزيزات”، مشددة على أنهم “مستعدون للرد على الحوادث في محيط المنطقة أو المياه أو في أي مكان”.
واستحضرت المتحدثة مستوى التعاون الأمني الجيد مع السلطات المغربية في أحداث 15 شتنبر الماضي، مشيرة إلى استمراره في حال تكرار المحاولة، معبرة عن امتنانها للطريقة التي ينهجها المغرب لاحتواء مثل هذه الأحداث.
وكان الوزير المنتدب المكلف بالعلاقات مع البرلمان، الناطق الرسمي باسم الحكومة المغربي، مصطفى بايتاس، قد أعلن الخميس الفارط، أنه تم تقديم 152 شخصا أمام العدالة في إطار محاربة دعوات التحريض على الهجرة غير القانونية.
وقال بايتاس، خلال لقاء صحافي عقب الاجتماع الأسبوعي لمجلس الحكومة، في سياق رده على أسئلة الصحفيين بخصوص أحداث الفنيدق، إنه “يتم تحريض بعض الشباب من طرف جهات غير معروفة عبر استغلال مواقع التواصل الاجتماعي من أجل تعبئتهم” للهجرة بطريقة غير نظامية.
وأكد بايتاس أن عدد الأشخاص الذين حاولوا الهجرة غير القانونية، انطلاقا من مدينة الفتيدق، ناهز 3 آلاف شخصا، مبرزا أنه تم ” إفشال جميع هذه المحاولات “.
وبعدما أعرب عن أسف الحكومة بخصوص أحداث الفنيدق، أكد بايتاس على أن إشكالية الهجرة غير القانونية ” متواجدة وتتكرر في مجموعة كبيرة من الدول “.
ونوه المسؤول الحكومي، بالمناسبة، بالمهنية الكبيرة والحكمة التي أبانت عنهما القوات العمومية، في احترام تام للضوابط القانونية، حيث ” حرصت، أولا وقبل كل شيء، على ضمان سلامة هذه الفئة من الأشخاص الذين حاولوا الهجرة غير القانونية؛ حيث لم يتم تسجيل أي حالة وفاة في صفوفهم”.