بمؤازرة 20 محاميا.. طلبة الطب يواجهون تهما تصل عقوبتها الحبس سنة واحدة

من المقرر أن تبدأ أولى جلسات محاكمة طلبة الطب الموقوفين على خلفية الاعتصام الذي نظم الأربعاء الفارط بالرباط، في الثالث والعشرين من أكتوبر المقبل، وذلك بحسب ما توصلت به جريدة “مدار21” الإلكترونية من مصادر بدفاع الطلبة الثامنية والعشرين، والذين تم تقديمهم أمام أنظار وكيل الملك بالمحكمة الابتداية اليوم الجمعة بمؤازرة أزيد من 20 محاميا.
وأكدت المصادر ذاتها أن التهم الموجهة للطلبة تتمثل في العصيان والتي يعاقب عليها حسب الفصل 301، إذ تتراوح عقوبة الحبس من شهر إلى سنة وغرامة، وعدم الامتثال لأوامر السلطة والتجمهر غير المسلح وغير المرخص الذي يعاقب عليه بالسجن من شهر إلى سنة إذا أنجر عنه مفعول وإلا فإن الحكم يكون بالسجن من شهر إلى ثلاثة أشهر.
ولم يصدر أي تعليق اللجنة الوطنية لطلبة الطب والصيدلة وطب الأسنان بالمغرب، حول التهم الموجهة لزملائهم، لكنها سبقت وأن حملت، أمس الخميس، الحكومة مسؤولية تعنيف طلبة الطب بالرباط واعتقال بعض منهم، أثناء الاعتصام أمام كلية الطب بالرباط، مطالبة باعتذار رسمي على خلفية هذا ما وصفته ب”الاعتداء الوحشي”.
وطالبت اللجنة بالإفراج الفوري عن كافة الموقوفين من طلبة وذويهم، تفاديا لمزيد من الاحتقان، مستنكرة ما اعتبرتها “المقاربة القمعية التي تنهجها الحكومة والتي بلغت ذروتها اليوم بمس كرامة الطلبة الأطباء وآباهم في خرق سافر للدستور وتحذيرنا من هذه التصرفات التي تؤجج الوضع ولا تزيد جموع الطلبة إلا احتقانا ولا تعجل أبدا بالحل”.
ودعت اللجنة، في بلاغ سابق لها، توصلت به جريدة “مدار21” الإلكترونية، الحكومة إلى “وقف نزيف كلية الطب العمومية والتراجع عن هذه السياسة الفاشلة التي لم تنتج حلا لمدة تقارب السنة ولا يفهم من لغة حوارها العقيمة إلا عزمها على الانتقام من الطلبة كلما أتيحت الفرصة لذلك، لأنهم فضحوا فشلها الذريع في تدبير ملفنا”.
كما قالت إنه من المرتقب تنظيم وقفات احتجاجية بكافة المستشفيات الجامعية، اليوم الخميس، وذلك “استنكارا لما تعرض له أطباء المستقبل من تنكيل وإهانات”، داعية طلبة السنة الأولى الجدد إلى حضورها والخوض في إضراب عن الدراسة، ومعلنة أنها قررت عقد جموع عامة لطلبة السنة السابعة لمناقشة مقاطعة جلسة التعيينات.
وقالت إنها تتأسف على ما تعرض له طلبة كلية الطب بالرباط هذه الليلة خلال اعتصامهم السلمي أمام الكلية المغلقة والمطوقة أمنيا من تجاوزات في استعمال السلطة، “إذ تم التدخل بشكل عنيف وهمجي على الطلبة وأمهاتهم وآبائهم حيث تم -حسب المعلومات الأولية- اعتقال حوالي 15 طالبا وحتى ذويهم إضافة إلى إصابة عدد من الطلبة وإغماء آخرين نتيجة للتدخل الوحشي والدفع والركل والضرب المبرح مع السب والشتم”.
واعتبرت أن هذه المشاهد الحزينة التي عاشها أطباء المستقبل “تبين مدى اهتمام الحكومة بالعنصر البشري وعملها الدؤوب على خلق الجاذبية لحل مشكل الهجرة وتشجيعها على الثقة في المؤسسات وكذلك جديتها الكبيرة في العمل على إيجاد حل للأزمة كما عهدنا عليها دوما طوال هذه الأشهر العشر من الإضراب المفتوح”.
وأشارت إلى أن ”العنف ليس سبيلا للتفاوض وليس لغة نتعامل بها، وأننا نلتزم السلمية في جميع أشكالنا النضالية مهما بلغت الاستفزازات، ومهما بلغ مستوى الاحتقان داخل صفوفنا، ونذكر أن دافعنا الأول للاحتجاج هو حبنا للوطن وغيرتنا عليه وتشبتنا بجودة التكوين الطبي العمومي”.
من طلبة الطب الى. مسجونين الى اصحاب سوابق بسبب هفوة مسؤول في التعليم العالي