جهويات

دوار تنكارف ببني ملال يئن تحت وطأة الجفاف.. والساكنة: لا نجد ماء لغسل موتانا

دوار تنكارف ببني ملال يئن تحت وطأة الجفاف.. والساكنة: لا نجد ماء لغسل موتانا

تعيش عدد من دواوير إقليم بني ملال، المعروف بارتفاع درجات الحرارة خلال فصل الصيف، موجة جفاف غير مسبوقة؛ ومن بين هذه الدواوير المتضررة، دوار تنكارف، الذي انتقلت إليه “مدار21” لتجد طوابير الساكنة تنتظر لساعات طويلة من أجل الحصول على لترين أو5 لترات من الماء.

أزمة الجفاف، حسب من تحدثوا لجريدة “مدار21” الالكترونية، انسحبت على العادات اليومية للساكنة التي باتت تنتقل لمسافات طويلة، قد تصل حد العشر ساعات، من أجل الوصول إلى ساقيات للحصول على ما يكفيها من حاجيات مائية خلال اليوم بأكمله، مبرزين أنه حتى “الموتى أصبحنا نجد صعوبة في إيجاد ما يكفي من ماء من أجل تغسيلهم”.

ومن بين المشاكل التي تعاني ساكنة معظم الدواوير المجاورة لدوار تنكارف تأخر إنجاز مشروع لتوسيع شبكة الماء الصالح للشرب على الرغم من مراسلة جمعيات المجتمع المدني بالمنطقة لعدد من المؤسسات دونتلقي أي جواب أو تطمين من طرفها.

ساقية بصبيب ضعيف

نعيمة عبود، من ساكنة منطقة تنكارف، قالت إن “صبيب الماء في الساقيات التي تروي عطش الساكنة ضعيف جدا والإقبال عليها كثير جدا بحكم عددها القليل”، مبرزةً أنه “حتى الحيوانات والمواشي لا تجد ماء لتشربه في هذه الدواوير”.

وأضافت المتحدث ذاتها، في تصريح لجريدة “مدار21” الالكترونية، أنه “في بعض الأحيان ينقطع الماء من الساقية فنضطر إلى الانتظار للحظات طويلة تحت أشعة شمس حارة إلى أن يرجع الماء”، مسجلةً أن “وصلنا إلى مستوى أنه إذا شربنا نحن لا يمكن أن تشرب الماشية وإذا شربت الماشية فلا يمكن أن نشرب نحن”.

وأوردت العشرينية أن “ملء قنينة ماء ماء من 5 لترات تتطلب في بعض الأيام انتظار مدة ساعة من الزمن”، موردةً في نبرة تخفي شيء من اليأس “أننا نحس وكأن الموت يقترب يوم بعد الآخر”.

وعلى ذكرموضوع الموت، سجلت المصرحة نفسها أنه “حينما يموت أحد قاطني الدوار فإننا نجد صعوبة في إيجاد الماء الكافي لغسله قبل الدفن”، مسجلة أنه “في هذه الحالة نجمع كأس ماء من كل منزل لتغسيل الميت”.

“نحن أيضا مغاربة”

الصافي خلة، شاب من ساكنة دوار تنكارف الواقع بنفوذ إقليم بني ملال، “المشكل الأول والحقيقي والذي نعاني منه في هذه المنطقة هو ندرة الماء الصالح للشرب بشكل أساسي”، مبرزا أن “ساكنة هذه المنطقة تنتظر تفعيل مشروع توسيع شبكة الماء الصالح للشرب منذ قرابة 5 سنوات”.

وأوضح المتحدث ذاته، في تصريح لجريدة “مدار21” الالكترونية أن “ساكنة الدوار وهي تنتظر تنزيل هذا المشروع فهي لازالت تمشي لمسافات طولية من أجل الحصول على الماء بواسطة الدواب أو بعض العربات المجرورة باليد”.

وانتفض المصرح ذاته “أننا مواطنون مغاربة نحمل بطاقة بهوية مغربية وبالتالي فمن حقنا الاستفادة من المشاريع التنموية”، مشددا على “ضرورة إيفاد لجان اتشخيص الوضعية الصعبة لهذه الدواوير التي تعاني من نقص أبسط التجهيزات الضرورية”.

وعن انعكاسات هذه الأزمة على الساكنة، أبرز العشريني أنه “في بعض الأحياء لا يجب المصلين الماء للوضوء في المساجد”، مسجلا أنه “حتى من كان يربي الماشية لم يعد قادر على تحمل تكاليف تربيتها فلجأ إلى بيعها”.

وشدد المتحدث ذاته أنه “لطالما تكتلنا في جمعيات مدنية من أجل إيصال صوتنا للجهات المسؤولة وتنبيهها إلى تأخر إنجاز مشروع توسيع شبكة الماء الصالح للشرب لسنوات”، مستدركا أن “نداءاتنا لا تجد آدان صاغية ولا تجد أي انعكاسات على أرض الواقع”.

ورفض الفاعل المدني “إقصاء منطقتنا من المشاريع التنموية التي تنجز على مستوى جهة بني ملال خنيفرة أو على مستوى إقليم بني ملال”، مشددا على “أننا لم نستفد لا من مشاريع تهيئة حضارية أو بنيات تحتية لكن الأساسي بالنسبة إلينا هو إيصال شبكة الماء الصالح للشرب إلى منطقتنا”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News