رياضة

4 أسباب أجهضت حلم الذهب الأولمبي للمنتخب المغربي أمام إسبانيا

4 أسباب أجهضت حلم الذهب الأولمبي للمنتخب المغربي أمام إسبانيا

عمّ الإحباط والحسرة الشارع الكروي المغربي عقب خسارة المنتخب الأولمبي أمام نظيره الإسباني في نصف نهائي أولمبياد باريس (2-1)، ليُهدر “أشبال” السكتيوي فرصة ذهبية للمنافسة على المعدن النفيس للمرة الأولى في التاريخ.

ورغم أن الترشيحات كانت تصب لصالح النخبة الوطنية، نجح “لاروخا” في خطف بطاقة الترشح للنهائي للمرة الثانية تواليا، مكبدا المنتخب المغربي خسارة تزن ذهبا أرجأت الحلم الأولمبي لأربع سنوات أخرى.

وبعد المباراة، وجهت سهام الانتقاد لطارق السكتيوي، الذي لم يجد تسيير المباراة، لكن حصة الأسد من “الهجوم الجماهيري” نالها مدرب المنتخب الوطني الأول، وليد الركراكي، الذي يشغل أيضا مهمة المشرف العام على المنتخبات الوطنية.

وأثار مشهد رصدته الكاميرات للركراكي حاملا ورقة ويُحدِّث أسامة العزوزي وزكرياء الواحدي في الممر المؤدي إلى غرف تغيير الملابس قبل بداية الجولة الثانية علامات استفهام عن الدور الذي لعبه مدرب “الأسود” في المستوى الشاحب الذي ظهر به المنتخب الأولمبي في النصف الثاني من المواجهة رغم أسبقية الهدف (1-0).

لكن منتخبنا الأولمبي سيكون أمام فرصة، الخميس المقبل، لجبر الضرر في مباراة الترتيب ضد المنتخب المصري، للفوز بالبرونز للمرة الأولى في تاريخ المشاركات المغربية والعربية بالأولمبياد.

ورغم إدراك المنتخب المغربي الأولمبي إنجازا تاريخيا ببلوغ نصف نهائي الأولمبياد، لا يعفي ذلك الناخب الوطني، طارق السكتيوي، من تحمل مسؤولية تفويت فرصة التأهل إلى نهائي تاريخي كان في المتناول بسذاجة وبمجموعة تضم 8 لاعبين يحملون قميص المنتخب الأول.

الخنوس يُسقِط ورقة التوت

لم يحسن الناخب الوطني، طارق السكتيوي، التعامل مع غياب بلال الخنوس عن مباراة يوم أمس الإثنين، وفضل الزج بالجناح، إلياس بن صغير، مكان صانع الألعاب الموقوف.

ويبدو أن الناخب الوطني غير مقتنع بثلاثي خط الوسط ياسين كشطة ومهدي مباريك وبنيامين بوشواري، الذين ظلوا على مقاعد البدلاء بلا أدوار تذكر.

واختار السكتيوي تغيير نهجه التكتيكي في مواجهة “لاروخا” بالاعتماد على 4 مهاجمين دفعة واحدة، هم سفيان رحيمي وإلياس بن صغير وإلياس أخوماش وعبد الصمد الزلزولي، تاركا الثنائي أمير ريتشاردسون وأسامة ترغالين وحيدين في خط الوسط أمام الكثافة العديدة للإسبان.

واستغل المنتخب الإسباني فراغ وسط الملعب لبسط سيطرتهم على المباراة، سيما بعد تقدم “الأشبال” في النتيجة، ليقلبوا تأخرهم بهدف رحيمي من ضربة جزاء إلى فوز (2-1) في آخر أنفاس المواجهة.

السكتيوي يُكبّل “الأشبال”

ولم يحسن السكتيوي استغلال التشكيل الهجومي الذي بدأ به المباراة، وفضل تكبيل لاعبيه في الثلث الأخير من الملعب، سيما بعد تسجيل الهدف الأول في الدقيقة 37 من ضربة جزاء أقرتها تقنية الفيديو “الفار”.

وقص السكتيوي أجنحة المنتخب المغربي بإلزام كل من أخوماش والزلزولي وبن صغير بالمهام الدفاعية، خاصة خلال الجولة الثانية، التي تحمل فيها دفاع “الأشبال” عبء دقائقها كاملة بلا أي ردة فعل من الناخب الوطني.

واستزفت الأدوار الدفاعية المبالغ فيها مهاجمي “الأشبال”، فغاب التركيز عن أخوماش ورحيمي وبن صغير في التعامل مع الفرص الخطيرة والكثيرة التي سنحت لهم من المرتدات، والتي كانت ترجمة إحداها إلى هدف كفيلا بإنهاء حظوظ الإسبان في التأهل.

التسرع فوت على “الأشبال” فرص عديدة لقتل المبارة، وعلى غير العادة لجأ المهاجمون إلى سلاح التسديد من بعيد، إذ سدّد المنتخب المغربي على مرمى إسبانيا 16 تسديدة، 3 منها فقط كانت مؤطرة، في وقت فقد زملاء رحيمي بوصلة اللعب الجماعي و”التيكي تاكا” التي أسقطوا بها الأرجنتين (2-1) والعراق (3-0) في دور المجموعات وأمتعوا بها ضد أمريكا (4-0) في ربع النهائي.

مقاعد بدلاء شكلية!

وطرحت علامات استفهام كبيرة على كيفية إدارة السكتيوي مواجهة إسبانيا، خاصة خلال الجولة الثانية، التي نسي فيها نفسه، وجلس مجلِس الجماهير يشاهد “الماتادور” وهو يحاول ترويض “الأشبال”.

وترك السكتيوي كتيبته تتلقى “لكمة” تلو أخرى من لاعبي المنتخب الإسباني طيلة دقائق الجولة الثانية، التي سجل فيها “لاروخا” ثنائية بالطريقة ذاتها في الدقيقتين 66 و85.

وأجرى السكتيوي تغييرا واحدا بعد فوات الأوان، بإخراج قلب الدفاع مهدي بوكامير وإدخال المهاجم مهدي موهوب في الدقيقة الـ88، لكن أمام إنهاك لاعبي الخط الأمامي بالمهام الدفاعية، لم يشكل دخول مهاجم الرجاء أي إضافة ولم يسمع له ركز في الدقائق القليلة التي خاضها.

وفشل المنتخب المغربي الأولمبي الذي أكمل المباراة بـ5 مهاجمين فوق أرض الملعب في بلوغ مرمى الحارس تيناس أرنو، رغم تراجع إسبانيا إلى الخلف في الأنفاس الأخيرة من المواجهة دفاعا عن تقدمها المستحق.

“على نفسها جنت براقش”

أظهرت مباراة أمس ضد إسبانيا أن منتخبنا “من الخيمة خرج مايل”، بعدما أبانت مجريات اللقاء محدودية اللائحة التي وجه لها الناخب الوطني، طارق السكتيوي، الدعوة للمشاركة في أولمبياد “باريس 2024”.

وكان سقوط الخنوس من حسابات نصف نهائي الأولمبياد بداعي الإيقاف لتراكم الإنذارات كافيا لخلط أوراق السكتيوي، الذي وجد مقاعد بدلاء بلا قطع غيار قادرة على ملء الفراغ الذي تركه غياب الخنوس، في سيناريو مشابه لما وقع لوليد الركراكي في نصف نهائي مونديال قطر 2022.

وفي وقت كان زملاء منير الكجوي يرزحون تحت ضغط إسباني بحثا عن هدف التقدم في الجولة الثانية، وجد السكتيوي نفسه مكبلا باختياراته غير الموفقة في لائحة “الأشبال”، وظل يشاهد كتيبته تتحمل ضغط المواجهة حتى تسجيل سانشيز خوانلو الهدف الثاني لمنتخب بلاده في الدقيقة الـ85.

السكتيوي وجد نفسه محشورا في الزاوية أمام بنك احتياط “فقير” هجوميا مكون من ثنائي حراسة المرمى رشيد غانيمي ومحمد رضا أسماما، ورباعي الدفاع عادل تاحيف وأيمن الوافي وأكرم النقاش، وهيثم منعوت، ولاعبي الوسط ياسين كشطة ومهدي مباريك وبنيامين بوشواري، فلم يجد غير المهاجم الوحيد المتبقي، مهدي موهوب، لإشراكه في الدقيقة الـ88.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News