حب “الخيول” يدفع سعاد إلى التجول بين المواسم لصناعة محتوى “التبوريدة”

اختارت سعاد، صناعة المحتوى الخاص بتراث “التبوريدة” والتنقل إلى تظاهراته حيث تقام بكل ربوع المملكة، لإشباع رغبة حبها تجاه عروض “الخيول”.
سعاد تقول في حديث لجريدة “مدار21″ إن ولعها وحبها للخيول تولد منذ طفولتها، إذ كان جدها يهتم بها ويمتلكها في بيته، ما دفعها للاهتمام بأدق تفاصيله، وزيارة المواسم الخاصة بـ”التبوريدة”.
وتشير سعاد إلى أنها تمارس “تصوير محتويات التبوريدة” كهواية، فبعدما دأبت على حضور جميع التظاهرات الخاصة به، قادها حب مشاركة تفاصيل هذه الأحداث مع محبي الخيول من خلال إنشا قناة بموقع رفع الفيديوهات “يوتيوب”.
سعاد متزوجة، وأم لابن (17 سنة) وابنة (20 سنة)، وتحظى بدعمهم ومساندتهم وتشيجعهم لها، من أجل الاستمرار في ممارسة نشاطها التوثيقي للأحداث المتعلقة بـ”التبوريدة”.
وقالت سعاد إنها تمنح لعائلتها الوقت الكافي، بينما تخصص وقتا لممارسة هوايتها المفضلة، التي تتجلى في متابعة المسابقات الخاصة بـ”الخيول” وتوثيق أهم اللقطات في مقاطع تشاركها بانتظام في قناتها بـ”يوتيوب”.
ولم تخف سعاد استمتاعها الكبير بمتابعة المواسم والمهرجانات، ودفعها مصاريف التنقل من جيبها، دون أن تجني أي أرباح من هذه الزيارات والفيديوهات.
وكشفت أنها لم تتعرض في وقت سابق إلى أي مضايقات، أو مواقف أزعجتها، خاصة وأن هذا الميدان ما يزال حكرا على الرجال، مبرزة أنها لم تشعر بأي نظرة سلبية إليها، أو عدم الرضا على حضورها بينهم في أثناء تغطيتها لفعاليات هذه التظاهرات.
وتشجع سعاد الفتيات اللواتي بدورهن يجدن متعة في متابعة الخيول، والسباقات الخاصة بهم، وتوثيق تفاصيلها في مقاطع فيديو، غير أنها تشدد على فرض احترامهن وتشريف المرأة المغربية وتقديم محتوى هادف يناسب الجمهور من كل الأعمار.
يذكر أن “التبوريدة”، يطلق على عروض فروسية، تحاكي هجمات عسكرية، وتُطلق على النوع الرياضي المرتبط بهذا الفن، إذ تكمن رمزيتها في تجسيدها لتعلق المغاربة بالأحصنة والفروسية، حيث تمثل رمزا تاريخيا وتراثيا تتوارث الأجيال العناية به.
وتنطلق سباقات الخيل أو البارود في المواسم والمهرجانات للوصول إلى نقطة إطلاق عيارات من البارود، في صورة هجمات، يشنها فرسان على متن خيولهم المزينة.
وتحظى هذه الأنشطة بشعبية واسعة لدى الجمهور، وتمنح فرجة في المهرجانات الثقافية والفنية المعروفة بالموسم أو الوعدة، التي تنظم في عدد من المناطق، وتستقطب العديد ممن ينبهرون بمتابعتها.