سياسة

الجيش الجزائري متوجس من تحالفات المغرب وتحركاته الصارمة بالصحراء

الجيش الجزائري متوجس من تحالفات المغرب وتحركاته الصارمة بالصحراء

لم يغب المغرب عن عدد أكتوبر من مجلة الجيش الجزائري سيرا على دأب موصول في شحذ النفسيّة العامة بالجزائر بعدو خارجي يتحمّل مجمل أعطابها، غير أن تركيز النظر في فقرات قليلة تخفّف كاتبوها نسبيّا من غواية العداء يقربنا من مخاوف وهواجس النظام الجار.

فعلاوة على التهم المعهودة للمغرب بإغراق الجزائر بالجواسيس والمخدرات وما شاكلها، أكدت افتتاحية المجلة ثلاثة هواجس أساسية قد تفسر جانبا من الخطوات التصعيدية المتلاحقة التي دخل فيها حكام قصر المرادية ضد المغرب تزامنا مع نجاحاته بدبلوماسية الصحراء.

وتتعلق هذه الهواجس بارتباك حكام قصر المرادية من كسب دبلوماسية المغرب ود دول جديدة لصالح مقترح الحكم الذاتي، وصدمة النظام العسكري من تحركات المغرب بصحرائه وحدودها خاصة إبان أزمة الكركرات، ثم التوجس من أبعاد الاتفاق الثلاثي بين الرباط وواشنطن وتل أبيب.

فمن ناحية، يتكرر صدى التحركات الدبلوماسية والعسكرية للرباط في قضية الصحراء المغربية في مجلة الجيش الجزائري لأعداد متلاحقة منذ أرست المملكة معادلة جديدة على الأرض من الناحية العسكرية بتأمين معبر الكركرات على مرأى ومسمع المنتظم الدولي بل وبترحيب دولي، منهية في أعقاب ذلك تحركات للحركة الانفصالية بمساحات المعبر كانت تستغلها في الدعاية ولفت الانتباه.

كما تظهر افتتاحية مجلة الجيش الجزائري معالم توجس جزائري من تطبيع المغرب علاقاته مع إسرائيل. ويأتي ذلك في ظل أنباء عن سعي المغرب لتوظيف هذا الاتفاق في دعم صناعته العسكرية والتزود بتكنولوجيا الطائرات القتالية المسيرة.

ونقرأ مثلا في افتتاحية  المجلة لعددها الحالي أن المغرب أخطأ “في التقدير” حينما “اعتقد بأن تطبيعه مع الكيان الصهيوني وتحالفه معه سيقلب الموازين” لصالحه، كما نقرأ أن ما تقوم به الرباط ليس إلا “محاولة يائسة لفرض سياسة الواقع”.  وترفض الجزائر تغيير الوضع بالصحراء وتقوم استراتيجيتها على تغذية وضع الجمود وفرض عقبات أمام المغرب في المفاوضات الأممية.

وشهدت الأقاليم الجنوبية للمملكة افتتاح تمثيليات دبلوماسية لعدد من البلدان الإفريقية والعربية، كما حصل المغرب على اعتراف واشنطن بموجب الاتفاق الثلاثي للتطبيع تلاه افتتاح  قنصلية أمريكية بالداخلة.

ويدعم عدد متعاظم من دول العالم المقترح المغربي للحكم الذاتي باعتباره وجيها ومنطقيا في وقت تعتبر فيه غالبية الدول المؤثرة الاستفتاء خيارا متجاوزا بأدلة من خلاصات الأمم المتحدة نفسها.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News