أمازيغية

إشادة بجهود رقمنة “تيفيناغ” وانتقادات لـ”التماطل” في تعميم تدريس “تمازيغت”

إشادة بجهود رقمنة “تيفيناغ” وانتقادات لـ”التماطل” في تعميم تدريس “تمازيغت”

بعدما اختار المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية أن يخلد الذكرى الـ20 لاعتراف المنظمة الدولية للتوحيد القياسي (إيزو) بحرف تيفيناغ، تحت شعار “تيفيناغ، موروث ثقافي في زمن التحول الرقمي”، لقيت حصيلة “ليركام” في رقمنة حرف “تيفياغ” استحسانا كبيرا في وقت تستمر فيه الانتقادات لمسار “تعميم تدريس الأمازيغية باعتبارها مدخلا ورافعة أساسية لتملك حرف تيفيناغ”.

وشكَّل الاحتفاء باليوم الذي اعتمدت فيه منظمة (إيزو) حرف تيفيناغ مناسبة للمهتمين بالشأن الأمازيغي لتقييم جهود الحكومات المتعاقبة في تعزيز حضور هذا الحرف وتوسيع استعمالاته وإبراز أهمية إنجازات المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية على مدار عقدين من الزمن في مجال رقمنة الأمازيغية، وكذا الإجراءات التي اتخذها لتمكين حرف تيفيناغ من الولوج إلى العالم الرقمي.

ويُسجِّل “ليركام” ولوج اللغة الأمازيغية بـ”قوة”، إلى جانب العربية ولغات أخرى، إلى المجال الرقمي، مشيرا إلى أن العديد من المنصات و المؤسسات باتت تستعمل الأمازيغية في مواقعها بفضل التعاون مع المعهد، فضلا عن إنجاز مواد لتعليم وتعلم الأمازيغية من خلال استعمال أدوات رقمية.

عبد الله بوشطارت، كاتب وفاعل أمازيغي، أكد “مساعدة رقمنة تفيناغ بشكل كبير في الحفاظ على هذا الحرف باعتباره موروثا ثقافيا وحضاريا أمازيغيا أصيلا”، مسترسلا أنها “ستساهم في سرعة انتشاره داخل العالم الرقمي والتعريف به بالإضافة إلى تشجيع ومساعدة المبدعين والكتاب على توظيفه في كتاباتهم”.

وأضاف بوشطارت، في تصريح لجريدة “مدار21″، أن “ما حققه حضور حرف تيفيناغ طيلة عشرين سنة من اعتماده رسميا لكتابة اللغة الأمازيغية من طرف الملك وباقتراح من المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية هو حضور وتراكم إيجابي مهم ومكسب حقيقي وتاريخي بالمقارنة مع ما كان عليه الأمر من قبل 2003”.

وسجل المهتم بالشأن الأمازيغي أهمية اعتماد حرف تيفيناغ كحرف رسمي للأمازيغية في “الانتقال من مرحلة الإهمال والتهميش والكتابة التطوعية الفردية والجمعوية إلى مرحلة الاعتراف الرسمي من طرف الدولة”، مشددا على أن “هذا في حد ذاته إنجاز وتحول مهم”.

ولدى استفساره حول وثيرة توسيع استعمال وتقعيد حرف “تيفناغ”، اعتبر بوشطارت أن “انتشار هذا الحرف لازال محدودا جدا”، مبرزا أنه “يرتبط بالإرادة السياسية للفاعل الحكومي والسياسي”، ومسجلا أن “الحكم على تداول وانتشار وتملك الحرف الأمازيغي (تيفناغ) من طرف المجتمع رهين بالسياسات العمومية للدولة في مجال الأمازيغية بشكل عام”.

وانتقد المتحدث ذاته “غياب رؤية واضحة لتفعيل الطابع الرسمي للأمازيغية وضعف الاهتمام بالحرف الأمازيغي على امتداد الولايات الحكومية المتعاقبة منذ دستور 2011، على الرغم من كونه رمزا من رموز الهوية الوطنية العريقة للمغرب”.

وربط المصرح ذاته “تًعطُّل” انتشار حرف “تيفيناغ” في المجتمع والإدارات والخدمات العمومية بـ”التماطل في تفعيل الطابع الرسمي للأمازيغية وإهمال تعميم تدريسها في المدارس العمومية”، موردا أن “تدريس الأمازيغية يعتبر مدخلا ورافعة أساسية لتملك حرف تيفيناغ”.

وخلص بوشطارت إلى أن “الحكومة حينما ترفض التسريع في تفعيل الطابع الرسمي للأمازيغية فإنها لا تدرك الأبعاد الاستراتيجية لحرف تفيناغ”، مستحضرا في هذا السياق “تقدم باقي دول شمال أفريقيا في تعزيز حضور هذا الحرف الأمازيغي باعتماده في التدريس كليبيا وتونس وموريتانيا والنيجر وغيرها من الدول الاخرى”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News