“حماية المستهلك” تُحمِّل المواطن مسؤولية التسممات الغذائية الخطيرة

مع دنو فصل الصيف، ترتفع حالات الإصابة بالتسمم الغدائي الناتج عن تناول أطعمة مغشوشة أو فاسدة. واقعة “الخمور المغشوشة” بالقنيطرة يوم أمس تعد إحد الوقائع، إلى جانب فاجعة التسمم بمراكش في ماي الماضي، التي أعادات إلى الواجهة غزو المنتجات الفاسدة للمطاعم ومحلات المأكولات السريعة بالمغرب، ما يسائل أدوار جمعيات حماية المستهلك في التوعية والمراقبة.
بوجمعة موجي، الكاتب العام للجمعية المغربية لحماية المستهلك بالدار البيضاء “Uniconso”، أكد في هذا السياق، أن المواطن المغربي لا يعي خطورة المنتوجات الاستهلاكية المزيفة أو المغشوشة التي يتناولها بالمطاعم وبمحلات الوجبات السريعة.
وأوضح ضمن تصريح لجريدة “مدار21” الإلكترونية، أن المستهلك المغربي يجب أن يكون ملما بالمقتضيات القانونية التي تنظمه خاصة في القانون رقم 08-31 القاضي بتحديد تدابير لحماية المستهلك، مشيرا إلى دور الإجراءات الأخرى التي تقوم بها الدولة والجمعيات في التوعية إلى جانب ذلك.
وأشار في حديث مع الجريدة إلى أنه ”منذ إنشاء وإخراج جمعيات حماية المستهلك بالمغرب إلى الوجود، أصبحنا نلامس نوعا من التقدم على مستوى وعي المواطنين، إلا أن ذلك إلى حد الآن يظل محدودا ومحتشما نوعا ما”.
وبخصوص واقعة عثور مستهلكة صباح يوم أمس الإثنين على ديدان بأحد وجبات الغداء بمطعم مغربي، أوضح موجي أن ”ذلك جاري به العمل في كل الأوقات والمطاعم”.
وتساءل موجي، ”ماذا ننتظر من المستهلك الذي لا يعي مسألة ضرورة الاضطلاع على التواريخ والبيانات الجغرافية اللصيقة بالمنتوج، وهو يعلم أن إغفال قراءة منتوج منتهي الصلاحية بإمكانه أن يعرضه إلى جانب عائلته لحالات تسمم خطيرة”.
وتابع المتحدث ذاته أن المستهلك ”يجب أن يتحمل مسؤولية إغفاله قراءة أساسيات كل منتوج”، مشيرا إلى أن المعني بالأمر ذاته في بعض الأحيان يلجأ إلى شراء منتجات منتهية الصلاحية دون الاكتراث لعواقبها، متناسيا المنتجات الصحية التي تزيد عن المغشوشة ببضعة دراهم قليلة، قائلا: فكر لصحتك قبل جيبك”.
وشدد الكاتب العام للجمعية المذكورة، على أن بعض الأسواق التجارية تلجأ إلى إنقاص ثمن بعض المنتوجات التي لم يتبق لانتهاء صلاحيتها سوى يوم واحد أو يومان، وبالتالي يتم عرضها للعموم من أجل الاستهلاك بثمن بخس.
ولفت إلى أن المستهلك المغربي يجب أن يكون حذرا من تلك التخفيضات التي تعرض عليه بالمراكز التجارية الكبرى، مشددا في السياق ذاته على أن هذه الأخيرة لا يهمها سوى الربح وتحقيق المعاملات.
وطالب موجي السلطات الصحية بضرورة تكثيف حملات المراقبة الصارمة ضد المنتوجات المغشوشة والفاسدة، وعدم عرضها بالأسواق إذا تم التأكد منها.
وجدد تنبيهه للمستهلك المغربي، ”الذي يجب أن يكون حذرا جدا مع ما يتم تسويقه على طول السنة، وليس فقط في اليوم العالمي للمستهلك الذي يصادف 15 مارس من كل عام”.
جدير بالذكر، أنه بسبب الخمور المغشوشة، ارتفعت اليوم الثلاثاء 4 يونيو الجاري حصيلة وفيات فاجعة سيدي علال التازي، بالقنيطرة إلى 8 أشخاص، وإصابة حوالي 76 بالتسمم إثر تناول مادة كحولية مصنوعة من مواد مغشوشة، حسب المعطيات الأولية لوزارة الصحة والحماية الاجتماعية.
وماتزال مصلحة مستعجلات المستشفى الادريسي بمدينة القنيطرة تستقبل شباب الذين ظهرت عليهم أعراض التسمم.
وفي ماي الماضي، تعرض 26 شخصا لحالة تسمم حاد بعد تناولهم لوجبة سريعة في إحدى محلات الأكل السريعة بحي المحاميد بمراكش، حيث تم نقلهم على وجه السرعة للمستشفى قبل أن يفارق 6 منهم الحياة.
وكانت وزارة الصحة والحماية الاجتماعية، قد كشفت السنوات القليلة الماضية أن المغرب يسجل ما بين 1000 و1600 حالة تسمم كمتوسط في السنة.