مجتمع

قبيل عيد الأضحى.. أسعار البصل تنخفض ومهنيون ينتقدون “التصدير المتوحش”

قبيل عيد الأضحى.. أسعار البصل تنخفض ومهنيون ينتقدون “التصدير المتوحش”

على بعد أسابيع من حلول مناسبة عيد الأضحى المبارك، يسود تكهنٌ لدى المواطنين باستمرار أسعار البصل في الانخفاض وذلك بحكم استهلاك المائدة المغربية المرتفع لهذا الصنف من الخضراوات تزامنا مع إحياء هذه الشعيرة الدينية.

وعاينت “مدار 21” انخفاض أسعار البصل في أسواق شعبية متفرقة بالعاصمة الرباط والتي لم تتجاوز على أكثر تقدير (3 دراهم) للكيلوغرام الواحد، وهو السعر الذي أكد مهنيون أنهم “لا يتوقعون أن يرتفع قبل وبعد عيد الأضحى على الأقل بأيام”، بل على العكس من ذلك رجحت المصادر المهنية ذاتها أن “تنخفض هذه الأسعار إلى مستويات أقل”.

وعلى مستوى إجراءات وزارة الفلاحة في هذا الباب، فقد استثنت الوزارة “البصل” من الخضر التي رفعت عليها قرار حظر التصدير إلى الخارج، معتبرة أن هذا الإجراء من شأنه ضمان تموين الأسواق الوطنية بهذا المنتوج وبأسعار مناسبة.

وتواصلت “مدار21” مع رئيس جمعية سوق الجملة للخضر والفواكه بالدار البيضاء، عبد الرزاق الشابي، الذي قال إن “هناك فعلا انخفاض في أثمنة البصل في الأسواق الوطنية بمعظم المدن المغربية خصوصا ما يعرف في السوق بـ(البصلة الخضارية)”، مبرزا أن هذا الانخفاض يجد مبرره في “الوفرة الكبيرة لهذا النوع من البصل داخل السوق الوطني حيث يتجاوز العرض الطلب بأضعاف مضاعفة”.

وأضاف الشابي أنه “نلاحظ في الأسواق استحسان المواطنين بهذه الأسعار المنخفضة بفضل مراعاتها للقدرة الشرائية وتجاوبها معاها”، مستدركا أنه “على خلاف ذلك يشتكي المستهلكون من غلاء أسعار الطماطم التي كانت أسعارها إلى أجل قريب منخفضة”، ومواصلا أن “هذا الارتفاع في أسعار الطماطم جاء بعد تفعيل مذكرة فتح الأبواب أمام تصدير الخضر والفواكه نحو إفريقيا”.

وفي سياق حديثه عن تأثير استئناف تصدير بعض المنتجات الفلاحية على أسعارها في السوق الوطني، أوضح الشابي أن الذي جَنَّب أسعار البصل التأثر من استئناف تصدير الخضر والفواكه هو “ميزتها وخصوصيتها وجودتها التي تجعلها غير قادرة على تحمل مسافات سفر طويلة وبالتالي سرعة تلفها”، مسجلا أن “هذه السرعة في التلف مرتبطة بالأوراق التي تتكون منها (البصلة الخضارية) ونسبة الماء المرتفعة فيها وبالتالي عدم مقاومتها للتخزين لوقت طويل”.

وتابع الشابي أن هذه الخصوصيات هي التي قلَّلَت من نسب تصدير البصل وليست “رحمة أو رأفة من المصدرين”، مسترسلا أنه “في هذه الحالة يظل المتحكم الأساس في أسعار (البصلة الخضارية) هو السوق المحلي وعامل العرض والطلب الذي يلعب اليوم لصالح المواطن البسيط”.

وجوابا على سؤال “مدار21” حول إمكانية ارتفاع أسعار البصل أياما قليلة قبل عيد الأضحى بسبب ارتفاع الطلب عليها، أشار الشابي إلى أن “ثمن البصل لا يمكن إلا أن يبقى في المستوى الذي هو عليه الآن (3 دراهم) أو انخفاضه إلى معدلات أقل من ذلك”.

وتابع مفسرا “ما زلنا في المراحل الأولى من تزويد السوق المحلي بالمحاصيل الأولى من البصل وبالتالي لا يمكن أن نتوقع ارتفاعا لأسعار البصل إلا بعد مرور مناسبة عيد الأضحى عند تراجع حجم المحاصيل من البصل في الأسواق الوطنية”.

واعتبر المتحدث ذاته أن “التصدير المتوحش هو الذي يساهم بشكل كبير في رفع أسعار البصل وهو الذي يجفف السوق المحلي ليس فقط من البصل بل حتى من مجموعة من المنتوجات الفلاحية الأساسية في مائدة المواطن المغربي”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News