فن

الجباري: “مسك الليل” قصة تراثية من وحي الخيال وميزانيات الأعمال التاريخية ضعيفة

الجباري: “مسك الليل” قصة تراثية من وحي الخيال وميزانيات الأعمال التاريخية ضعيفة

أكد المخرج هشام الجباري أن الاشتغال على الأعمال التاريخية المنبثقة عن قصة حقيقية يعد صعبا مقارنة بغيرها من الأعمال من ناحية الالتزام بـ”التوثيق” و”عدم التحريف”، وملاءمة بعضها الذي يترجم قصة خيالية إلى صور في زمن معين، إلى جانب قلة الميزانيات المخصصة لها التي تفرض تنفيذها في حلقات معدودة كما الحال بالنسبة لمسلسل الجديد “مسك الليل”.

وفي هذا الصدد، قال الجباري في تصريح لجريدة “مدار21” إن “الاشتغال على عمل تاريخي يعد صعبا لأمرين أولاهما لكون العمل يجب أن يكون ملائما نوعا ما للأحداث الواقعية، لأهمية توثيق هذه الأحداث وعدم تحريفها بالنسبة للقصص الحقيقية، ولكن حينما يكون العمل التاريخي تخيلي، أي نتخيل القصص والأحداث، هنا لا يكون التوثيق حاضرا لأنه لا يهم القصة، ولكن التوثيق يهم المرحلة، مثلا إذا كنا نجسد قصة في القرن الـ17 يجب أن ننقل هذه المرحلة كما هي على مستوى الديكور والأكسيسوارات، والملابس، أما التطرق إلى عمل تخيلي، دون تحديد الزمن يجب مقاربته فقط”.

وضمن الصعوبات المرتبطة بالأعمال التاريخية أيضا، تحدث الجباري عن العائق الأكبر الذي يتمثل في “الموارد المالية، لأن التمويل والميزانيات على مستوى الأعمال الدرامية المغربية يبقى محدودا جدا مقارنة مع الأعمال العربية، والعمل التاريخي بالتحديد يتطلب إمكانيات مادية كبيرة جدا، سواء على مستوى الموارد، أو التحضير أو الزمن والأشخاص”.

وواصل حديثه في السياق ذاته قائلا: “وما يزال صعبا علينا تحقيق ذلك جدا في المرحلة الحالية، لذلك تنتج القنوات المغربية الأعمال التاريخية في 4 حلقات فقط، والتي تكون ميزانيته مشابهة للعمل الدرامي العادي، ما يجعل المنتج والمخرج والسيناريست يواجهون صعوبات كبيرة في كتابة عمل يناسب هذه الميزانية”، مردفا: “لذلك يكون من الصعب التفكير في الاشتغال على هذه الأعمال، ونتمنى إعادة التظر في الإمكانيات المتاحة لها”.

وعن تفاصيل مسلسله “مسك الليل”، كشف الجباري أن عمله الجديد الذي يحمل عنوان “مسك الليل”، هو مسلسل قصير لصالح القناة الثانية من تأليف السيناريست مريم الدريسي، وإنتاج القناة الثانية وتنفيذ الإنتاج لياسر ويونس الحريشي، اللذين سبق أن اشتغل معهما على مسلسل “زهر الباثول”.

وأضاف أن “مسك الليل، عمل تاريخي تراثي تخيلي، تجري أحداثه في القرن 17 في مدينة سلا، خلال فترة وجود ظاهرة القراصنة في المغرب، الذين كانوا يستقرون في مدينة سلا وكان يسيرها ما يسمى بأهل سلا، وتدور حول مولاي حمان الذي يمتلك الدار الكبيرة، وهو أب لابنين يازيد من زوجته المتوفية، وعمران من الخادمة التي كان قد تزوجها والذي من المفروض ألا ينوب عنه في الحكم بعد وفاته”.

وتابع في سياق إزاحته الستار عن تفاصيل هذا العمل: “وبعد علاقة حب تجمع بين الشقيقين، يصطدمان ببعضهما البعض، إثر وقوعهما في حب الفتاة نفسها (الغالية)، وأحدهما سيتنازل عنها للآخر، لكن مؤامرة ستُغيبها عن الأنظار قبل أن تعود بشخصية مسك الليل”.

وأشار إلى أن العمل من تشخيص كل من حنان الخضر التي تجسد دورين هما الغالية ومسك الليل، وسعد موفق، والمهدي فولان، وأيوب أبو النصر، وفاتي جمالي، وفريال اليازيدي، وغيثة بنحيون، ومحمد المتوكل، ومحمد باجيو، وفاطمة بوجو، ونجاة الواعر.

وأفصح الجباري أن “التصوير تم في مدينة سلا، إلى جانب تصوير بعض المشاهد في ديكورات بمدينة الرباط وتمارة، لكن القسط الأكبر من التصوير تم في مدينة سلا”.

ولفت مخرج الفيلم إلى أن هذا “العمل كان من المفترض أن يصور قبل رمضان المنصرم، لكنه مع الأسف تأجل تنفيذه لأسباب تنظيمية، بسبب التزام بعض الممثلين والمخرج والشركة المنتجة، في أعمال أخرى، إذ لم يتم التوصل إلى موعد يناسب الجميع، لذلك تقرر تنفيذه بعد شهر رمضان مباشرة”.

وأضاف: “كنا سننطلق في تصويره قبل رمضان المنصرم، لكنه إلى جانب التزام طاقمه بأعمال أخرى ورغبتنا في الحفاظ على كل “الكاستنغ”، ارتأينا منح العمل وقتا في التحضير والتصوير والتوضيب، سيما أنه يحتاج إلى الكثير من الاشتغال على المونتاج والمؤثرات، وحتى يكون بمستوى عال أردنا منح طاقمه الوقت الكافي حتى يكون جاهزا لموسم رمضان المقبل”.

وبخصوص أعماله المستقبلية، كشف أنه بصدد الاشتغال على أعمال أخرى بعيدة عن صنف “التاريخ”، أحدها لصالح القناة الأولى تحت عنوان “على غفلة” الذي يجري حاليا تحضيره قبل الشروع في تصويره، إلى جانب عمل آخر سينمائي، وأعمال في طور الكتابة، وفق ما كشف عنه.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News