مجتمع

بسبب فصل زملائهم.. مخاوف طلبة الطب والصيدلة بشأن “السنة البيضاء” تتجدد

بسبب فصل زملائهم.. مخاوف طلبة الطب والصيدلة بشأن “السنة البيضاء” تتجدد

ما تزال الأزمة داخل كليات الطب والصيدلة بالمغرب مستمرة لأزيد من أربعة أشهر، ومازاد من تأزمها، توقيف الطلبة عن الدراسة، ليمتد الاحتقان والتوتر بين الوزارة الوصية على القطاع وطلبة الطب جراء مقاطعتهم للدروس التطبيقية والنظرية والامتحانات.

ويسود تخوف كبير في صفوف الطلبة وأولياءهم من الدخول في سنة بيضاء ستربك قطاعا حيويا بالمغرب، الأمر الذي جعل عشرات الآباء يحتجون يوم أمس السبت 18 أبريل الجاري مرفوقين بأبنائهم في مسيرة الشموع على انعدام الحوار وبوادر التواصل، رافعين عريضة جمعت عددا من التوقيعات والتي ستوجه إلى رئيس الحكومة عزيز أخنوش.

ياسر عاكف، ممثل اللجنة الوطنية لطلب الطب والصيدلة وطب الأسنان بالمغرب، تحدث عن “الظلم” و”الحيف” الذي يطال طلبة الطب بالمغرب، موردا أن الطلبة منذ أكثر من شهرين وهم ينتظرون مبادرة وزارة الصحة والحماية الاجتماعية بالحوار للوصول إلى حلول تنقذ مستقبل الطب بالمغرب.

وأورد ضمن تصريح لجريدة “مدار21” الإلكترونية، أن الطلبة يحتاجون أكثر من أي وقت مضى العودة إلى مدرجات الدراسة، وإلى المستشفيات لإتمام التداريب اللازمة عوض خوض الوقفات والاعتصامات بالشارع.

وأشار إلى أن آباء الطلبة يعيشون ظروفا نفسية صعبة إلى جانب أبنائهم، مؤكدا أن طالب الطب بالنسبة لعائلته هو ‘‘مشروع مستقبلي يجب أن لا يضيع بسبب قرارات غير عقلانية’’ لافتا في هذا الجانب الدعم القوي للآباء أمس “مسيرة الشموع”.

واستغرب المتحدث ذاته، “تعنت” الوزارة الوصية، وامتعاضها عن فتح باب الحوار، مشيرا إلى أن توقيف الطلبة لا يزيد سوى  من تصعيد الاحتقان والتوتر مستقبلا.

وخلص الطالب الموقوف إلى أن طلبة الطب والصيدلة ةوطب الأسنان، تنتظر منذ سنتين وفاء وزارة آيت الطالب بوعودها، بالإضافة إلى بلورة الحوار الاجتماعي وتنفيذ التزامات المحاضر الموقعة بينها وبين النقابات، مطالبا في الأخير بجودة التكوين، وبضرورة حل الملف المطلبي للطلبة في أسرع وقت ممكن.

جدير بالذكر، أن رئيس الحكومة، عزيز أخنوش، أوضح الأسابيع القليلة الماضية، أنه ‘‘من غير الممكن الحديث عن سنة بيضاء بكليات الطب بعد استمرار مقاطعة طلبة الطب والصيدلة للدروس والامتحانات’’، داعيا إلى العودة إلى مدرجات الكليات والاستمرار في الحوار حول النقاط الخلافية.

وقال أخنوش، أثناء حلوله ضيفا على برنامج خاص على القناتين الأولى والثانية، إن “إشكالية طلبة الطب أتتبعها. أولا كان هناك طلبات كثيرة وصلت 50 طلبا، واتفقنا معهم (الطلبة) على 45 نقطة وظلت 5 نقاط منها عالقة، ولم يكن هناك خلاف كبير”، مشيرا إلى أن “من غير المفهوم امتناع الطلبة عن التوجه للدراسة ومقاطعة الامتحانات والتغيب عن الدروس” بسبب 5 نقاط من أصل 50.

وشدد رئيس الحكومة على أن ‘‘لا سنة بيضاء رغم الاحتجاجات والمقاطعة المستمرة لفئة من طلبة الطب والصيدلة وطب الأسنان للدروس والامتحانات’’، وصرح بالقول: “ليس هناك سنة بيضاء، الأساتذة كل صباح يتوجهون إلى الأقسام، والجامعات مفتوحة وهناك 3 آلاف طالب اليوم يدرسون كل يوم ويجتازون امتحاناتهم، ونريد البقية أن تلتحق بهم مستقبلا”.

وزاد موضحا “النقاط الخمس الخلافية هناك بعض الأمور فيها لا يمكن أن تُقبل، ولكن إذا كانت المسائل حول التداريب فكل ما فيه مصلحة للمواطن نحن منفتحون عليه، لأنه إذا قام الطالب بالتدريب فالمواطن سينتفع من حضوره في المستشفيات”.

وطالب أخنوش طلبة الطب والصيدلة بالعودة لحجرات الدرس “لأنه ليس هناك شيء صعب لا يمكن أن يُحَل في المستقبل والذي سيظلون بسببه بعيدا عن الجامعات، ويجب أن يعودوا للأقسام ويبقى باب الحوار مفتوحا”.

وبخصوص تقليص سنوات التكوين من 7 سنوات إلى ست سنوات، والذي أجج غضب طلبة الطب، أكد رئيس الحكومة أن “عدد السنوات فيه انفتاح وفيه كلام إيجابي، ولن أدخل في التفاصيل لأن هناك وزراء مكلفون بهذا القطاع وسيكون لهم مناسبة للحديث عن هذا الأمر”.

وإلى ما سبق، كانت وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار، قد قررت سابقا خفض سنوات الدراسة في كليات الطب من سبع إلى ست سنوات، ابتداءً من الموسم الدراسي 2022/2023، وذلك بهدف بهدف تسريع وتيرة تكوين الأطباء وسد الخصاص الذي يعاني منه المغرب.

هذا القرارٌ دفع “أطباء المستقبل” إلى التصعيد من حدة احتجاجاتهم بدءاً من 14 من دجنبر الماضي في ظل الضبابية التي يتسم بها مستقبل تكوينهم خلال السنة السادسة وما بعدها، وسط غياب لأي تجاوب ملموس من طرف الوزارتين الوصيتين، بعد مرور أكثر من سنة على إقرار تقليص سنوات التكوين.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News