سياسة

لكريني لـ”مدار21″: إسبانيا تحاول إنقاذ علاقتها مع المغرب كما سمعتها دوليا

لكريني لـ”مدار21″: إسبانيا تحاول إنقاذ علاقتها مع المغرب كما سمعتها دوليا

قلل أستاذ العلاقات الدولية والقانون الدولي في كلية الحقوق بجامعة القاضي عياض في مراكش، ادريس لكريني، من شأن التصريحات الأخيرة التي أدلى بها رئيس الحكومة الإسباني بيدرو سانشيز بمنظمة الأمم المتحدة في نيويورك، والتي برأ على إثرها وزيرة الخارجية المعفية أرانشا غونزاليس لايا، من تهمة “خرق القانون الاسباني”، مدافعا عن تأشيرها على دخول غالي إلى بر المملكة الإسبانية بـ “دواعي إنسانية لإنقاذ حياة إنسان”.

وأشار الكريني، في تصريح لـ “مدار21″، إلى أن التحقيقات التي يبث فيها القضاء الإسباني بخصوص دخول زعيم جبهة “البوليساريو بهوية مزورة إلى بر المملكة الاسبانية، منفصلة عما هو متعلق بالسلطة التنفيذية متمثلة في حكومة بيدرو سانشيز، معتبرا أن “هذه الأخيرة ليس من مصلحتها قهقرة العلاقات المغربية الاسبانية إلى الوراء او مرحلة الخلاف بل تعمل على إنقاذ العلاقة مع شريكها الاستراتيجي وكذلك إنقاذ ماء وجهها دوليا”.

ويرى المتحدث، أن الحديث عن استدعاء وزيرة الخارجية أمام القضاء الإسباني، وارسال إشارات إيجابية من قبل السلطات الاسبانية إلى نظيرتها المغربية في الآونة الأخيرة واقالة الوزيرة وما يلي ذلك من مجموعة من التطورات، تبرزبشكل جل ” ان اسبانيا استوعبت الرسالة المغربية وكذلك عدالة الطرح المغربي وموضوعية رد الفعل المغربي خلال الازمة التي شهدتها العلاقات منذ شهر أبريل الماضي”.

وشدد مدير مختبر الدراسات الدستورية وتحليل الأزمات والسياسات، في حديثه للجريدة على أن الحكومة الاسبانية “لا تبرئ ذمتها فقط أمام المغرب ولكنها تحاول إنقاذ سمعتها على المستوى الدولي والاسباني أيضا، وهو ما لاحظناه عندما قام المسؤول الحكومي الاسباني بالإشارة إلى الموضوع من داخل منبر الأمم المتحدة ما يبرز أن هناك انزعاج دولي من خطأ الدبلوماسية الاسبانية في تدبيرها لملف غالي”.

ولفت كريني إلى أن مراجعة ردود الفعل الاسبانية في الآونة الأخيرة، تحيل إلى أن إسبانيا مصرة على “عودة الدفء إلى العلاقات مع المغرب لاعتبارات متعلقة بحجم المصالح المشتركة بين البلدين سواء في ملف الصيد البحري أو القرب الجغرافي أو التعاون الأمني أو وجود جالية مغربية هامة داخل اسبانيا والتعاون الاقتصادي التجاري وأيضا تعي جدا انها  الشريك الأول الاقتصادي للمغرب وبالتالي تسعى وتصر على عدم خروج العلاقة عن نطاق السيطرة وهو ما لاحظناه في الآونة الأخيرة”.

من جهة أخرى، يعتبر الخبير في العلاقات الدولية أن المغرب “لم يكن تحركه بوازع تعميق الخلاف بل لاحظنا أن بلاغ وزارة الخارجية أبرز مجموعة من المؤشرات التي توضح تمسكه باسبانيا وحرصه على سيادة اسبانيا وانضباط المغرب لأواصر حسن الجوار ومتطلباته وهذه كلها معطيات تبرز ان الطرفين حريصين على تجاوز الازمة التي تذكرنا بأزمة ليلى قبل عقدين من الزمين وتمكن الطرفين بقدر من العقلانية والرزانة تجاوزها”.

وفي المقابل، أكد الأستاذ الجامعي على أن “كل ما يمكننا انا نخلص إليه هو ان المغرب اعطى رسالته للسلطة الاسبانية وصانع القرار هناك حيث انه لا يقبل بعلاقة انتقائية مختلة وغير متوازنة وفيها جوانب خاسرة للمغرب “يقول المتحدث مشيرا إلى أن “الفاعل الاسباني بحاجة لإرساء علاقات متوازنة، مبنية على الاحترام المتبادل وتستحضر حسن الجوار وعمق العلاقات بمقاربة شمولية لا تستثني جانب دون اخر”.

وختم المتحدث تصريحه، مشددا على أن الأيام المقبلة “ستبرز هل استوعب الاسبان الدرس من الازمة وهل راجعوا سياستهم اتجاه المغرب، خاصة ما يتعلق بملف حيوي ومركزي لا يعد رسميا فقط انما شعبي كذلك وهو قضية الصحراء المغربية”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News