دولي

حرب وحصار.. مسنة فلسطينية تروي معاناة مرضى الفشل الكلوي في غزة

حرب وحصار.. مسنة فلسطينية تروي معاناة مرضى الفشل الكلوي في غزة

في مستشفى شهداء الأقصى بمدينة دير البلح وسط قطاع غزة، تجلس المسنة الفلسطينية نعمة داود (83 عاما) على كرسي غسيل الكلى، وتظهر علامات الإرهاق بوضوح على وجهها.

وتشعر الفلسطينية بسوء حالتها الصحية بسبب عدم قدرتها على إجراء جلسات غسيل الكلى بانتظام، نتيجة لتقليص عمليات الغسيل جراء نقص المياه العذبة والوقود الضروري لتشغيل مولدات الكهرباء.

ومنذ بدء الحرب الإسرائيلية على غزة قبل أكثر من نصف عام، تقيّد إسرائيل إدخال المساعدات إلى القطاع ما أدى إلى شح في إمدادات الغذاء والدواء والوقود في ظل حصار مستمر منذ 17 عاما.

وباتت المسنة تُجري جلسات غسيل الكلى مرتين في الأسبوع بدل ثلاث، مع تقليص مدة كل جلسة إلى ساعتين عوضا عن أربع، ما أسهم في تفاقم وضعها الصحي المزمن.

وتواجه المسنة الفلسطينية صعوبة في الوصول إلى المستشفى بسبب عدم توفر وسائل نقل تناسب حالتها، حيث تضطر إلى استخدام عربة يجرها حمار للذهاب إلى جلسات غسيل الكلى، نظراً لعدم قدرتها على المشي.

وتتحمّل المسنة الفلسطينية مشاق مسافات طويلة تستهلك حوالي 4 ساعات يوميا للوصول إلى المستشفى، ما يزيد معاناتها وتعبها الجسدي.

وتقضي ساعات إضافية في انتظارها داخل المستشفى المزدحم بالمرضى القادمين من مناطق مختلفة من وسط القطاع حتى جنوبه لإجراء جلسات غسيل الكلى، في ظل انهيار المنظومة الصحية جراء الحرب، ما يزيد معاناتها اليومية.

واضطرت داود في بداية الحرب إلى النزوح من مدينة جباليا شمالي قطاع غزة، بعد أن تعرّض منزلها للتدمير إلى منطقة مواصي خان يونس جنوبي القطاع.

وتقيم الفلسطينية النازحة داخل خيمة مؤقتة أقامتها مع أسرتها في منطقة المواصي، حيث تعاني نقصا شديدا في أبسط مقومات الحياة، والأدوية والمستلزمات الطبية.

وتحتاج المسنة إلى رعاية طبية مستمرة تفتقرها بسبب الحرب التي شنتها إسرائيل على قطاع غزة، والتي أدت إلى تدمير عدة مستشفيات ومراكز صحية في القطاع.

ومنذ بدء حربها على غزة في 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، تستهدف القوات الإسرائيلية بهجمات ممنهجة ومتواصلة المرافق الطبية والمستشفيات في مختلف مناطق القطاع، ما تسبب في تدمير المنظومة الصحية، وكارثة إنسانية وتدهور في البنى التحتية.

وتقول داود للأناضول: “وضعي الصحي يتدهور باستمرار، إذ يجب عليّ الآن أن أقطع مسافات طويلة للوصول إلى جلسات غسيل الكلى”.

وتضيف: “في السابق كنت أخضع لجلسات غسيل الكلى ثلاث مرات يوميا، لمدة أربع ساعات في كل جلسة، ولكن اليوم، أصبحت أجريها مرتين في الأسبوع فقط، وكل جلسة تستمر لمدة ساعتين”.

ويعاني قسم غسيل الكلى نقص مستلزمات طبية وأعطالا متكررة للأجهزة نتيجة عدم وجود وقود لتشغيل المولدات الكهربائية وشح المياه العذبة اللازمة لعملية الغسيل الكلوي.

وفي 30 أبريل/ نيسان الماضي، قالت منظمة أطباء بلا حدود، إن الخلل الحاصل في خدمات الرعاية الصحية بقطاع غزة الذي يتعرض لحرب إسرائيلية مدمرة، يؤدي إلى مزيد من الوفيات.

جاء ذلك في تقرير صادر عن المنظمة الدولية، بعنوان: “الموت الصامت في غزة: تدمير نظام الرعاية الصحية والكفاح من أجل البقاء في رفح”.

وأوضح التقرير أن نظام الرعاية الصحية في غزة تعرض للدمار، وأن الرجال والنساء والأطفال يتعرضون لخطر سوء التغذية الحاد، الأمر الذي يؤدي إلى تدهور صحتهم البدنية والعقلية بسرعة.

وأشار إلى وجود صعوبات جدية في إيصال الإمدادات الطبية والمساعدات الإنسانية إلى غزة بسبب القيود والعراقيل التي تفرضها السلطات الإسرائيلية.

ومنذ 7 أكتوبر 2023، تشن إسرائيل حربا مدمرة على قطاع غزة خلفت أكثر من 113 ألفا بين قتيل وجريح، معظمهم أطفال ونساء، ونحو 10 آلاف مفقود وسط مجاعة ودمار شامل.

وتواصل إسرائيل حربها رغم صدور قرار من مجلس الأمن بوقف إطلاق النار فورا، ورغم طلب محكمة العدل الدولية منها اتخاذ تدابير فورية لمنع وقوع “إبادة جماعية”، وتحسين الوضع الإنساني بغزة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News