مجتمع

فرحة العيد مؤجلة.. طلاب بالمغرب يؤرقهم القلق على الأهل بغزة

فرحة العيد مؤجلة.. طلاب بالمغرب يؤرقهم القلق على الأهل بغزة

تجاوزت مأساة غزة حدود القطاع، لتلقي بظلالها على طلابه في المغرب، حيث يعيشون في قلق وخوف على عائلاتهم في ظل حرب إسرائيلية متواصلة منذ 6 أشهر، ما اغتال فرحتهم بعيد الفطر المبارك الذي حل الأربعاء.

ويجد هؤلاء الطلاب صعوبة في التواصل مع الأهل في غزة للاطمئنان عليهم، في ظل نزوح الأخيرين من منازلهم جراء القصف الإسرائيلي المتواصل.

وفيما لا توجد إحصائيات رسمية بعدد طلاب غزة في المغرب، إلا أنهم يقدرون بالعشرات، وفق مراسل الأناضول.

تحت تهديد الموت

محمد الميدنة (22 عاما) طالب فلسطيني بكلية الطب بالرباط (غرب)، يحاول التماسك أمام الأخبار الصعبة الواردة من غزة، لأن الموت يهدد ذويه في كل وقت.

كما يحاول جاهدا متابعة دراسته في ظل قلقه على أهله، خاصة مع استمرار الحرب على القطاع.

ويقول محمد للأناضول إن “الفرحة مؤجلة بسبب حجم الدمار بغزة”.

ويضيف أن “الطلاب الفلسطينيين لن يقوموا بأي فعالية أو برنامج بالعيد، بسبب الوضع المأساوي بغزة، والقلق حيال أهاليهم”.

ويشدد على أن تفكير الطلاب منصب حول أهاليهم، والفرحة مؤجلة كليا.

محمد يقضي أول عيد بالمغرب حيث جاء مطلع أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، ويتابع دراسته بكلية الطب تخصص “تخدير وإنعاش”.

وعن أجواء العيد في بلده خلال السنوات السابقة، قال محمد: “قبل الحرب على غزة، كانت فلسطين تتميز بنظام الزينة، وأجواء الفرح، إلا أن الحرب غيرت كل شيء”.

أخبار سيئة
وبحرقة المغترب، يضيف الشاب أنه “بعد الحرب الإسرائيلية على غزة (7 أكتوبر)، اختفت مظاهر الفرحة بكامل فلسطين”، وأعرب عن تمنياته بـ”فرح يعم غزة وفلسطين قريبا”.

والأخبار الواردة من غزة وتأثيرها على الطلاب، يوضح أن الأمر أشبه “بالكارثة” بسبب تلقي أخبارا سيئة وفقدان الكثير من الأحباب والجيران والأصدقاء.

ويلفت إلى أن هذه الأخبار تؤثر بشكل كبير على نفسية الطلاب بالمغرب، مبينا أن “جميع الأخبار القادمة من غزة محزنة، وهو ما يؤثر سلبا على نفسية الطلاب ودراستهم”.

وبشأن وضع الطلاب الفلسطينيين، يقول محمد: “هناك تضامن بين الطلبة أنفسهم للتخفيف عن بعضهم، فالوضع يحتاج إلى التضامن المشترك، خاصة أن ما يقع بغزة قاتل لنفسية الطلاب”.

ويبين أن “التضامن تجلى في الإفطار الجماعي بينهم خلال رمضان، وجلسات مشتركة لتبادل أطراف الحديث والدراسة”.

ويلفت إلى أنه يتواصل مع شقيقه الطبيب بمجمع الشفاء الطبي في مدينة غزة، والذي ساهم في علاج العديد من الجرحى والمصابين.

ويشدد محمد على أنه دائم التواصل معه، حيث انتابه القلق على شقيقه خلال فترة الاقتحام الأخيرة في ظل ضعف الإنترنت.

ومطلع أبريل/ نيسان الجاري أعلن الجيش الإسرائيلي انسحابه من مجمع الشفاء بعد عملية عسكرية استمرت أسبوعين، مخلفا مئات الجثث ودمارا هائلا.

وفي يناير/كانون الثاني الماضي، قالت وزارة الخارجية المغربية في بيان إن الملك محمد السادس، رئيس لجنة القدس (تابعة لمنظمة التعاون الإسلامي)، “أعطى تعليماته بتخصيص منح إضافية لفائدة الطلبة الفلسطينيين من قطاع غزة، ضمن منح الوكالة المغربية للتعاون الدولي (رسمية)”.

وأوضحت أن “الطلبة الفلسطينيين المنحدرين من قطاع غزة بالجامعات والمعاهد العليا بمختلف مناطق المملكة، سيستفيدون من هذه المنح التي يناهز عددها المئة”.

وخلفت الحرب الإسرائيلية على غزة منذ 7 أكتوبر أكثر من مئة ألف قتيل وجريح، معظمهم أطفال ونساء، ودمارا هائلا ومجاعة أودت بحياة أطفال ومسنين، حسب بيانات فلسطينية وأممية.

وتواصل إسرائيل الحرب رغم صدور قرار من مجلس الأمن بوقف إطلاق النار فورا، وكذلك رغم مثولها للمرة الأولى أمام محكمة العدل الدولية بتهمة ارتكاب “إبادة جماعية”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News