تستخف بذكاء المغاربة.. نقاد يعددون أسباب فشل أعمال رمضان

أجمع نقاد على أن هذا الموسم من الأعمال الرمضانية يعد الأضعف من حيث الإخراج واعتماد سيناريوهات “مهلهلة” لا تحمل رؤية فنية جيدة تعكس الواقع الاجتماعي، ولا ترقى إلى مستوى العمل المتكامل.

وفي هذا الإطار، قال الباحث في المجال الفني، محمد مجاهد في تصريح لجريدة “مدار21” إن هذا الموسم يعد كسائر المواسم السابقة، من حيث الإبداع والموضوع والشكل، إذ لم يشهد تجديدا، لم يشهد تغييرا، ولم يشهد تقدما.

ويرى مجاهد أنه استمرار لضعف البنية الفنية/الثقافية في اعتمادها لمشاريع، متسائلا عن كيفية قبولها وبرمجتها وطريقة الاشتغال عليها ومدة تحضيرها وفضاء تصويرها، مردفا: “تفاجأنا بهذا الكم الهزيل خاصة على مستوى كوميديا السيتكوم التي لا نقبل أن تمثل فننا بأي شكل من الأشكال، فهي فقط تمثل أصحابها ومن تعامل معهم”.

وعد مجاهد أن “المواسم كلها فاشلة على الأقل العشرية الأخيرة، طبعا هناك استثناءات قليلة لكن لا ترقى إلى مستوى العمل المتكامل موضوعا وشكلا”.

وقال الناقد التلفزيوني مصطفى الطالب: “إذا كان هناك شيء يذكر أو ناجح في أعمال هذه السنة فهو الماكياج (ميكاب) والتفنن في الملابس واختيار الديكورات التي صورت فيها بعض المشاهد. ما عدا ذلك فأغلبية الأعمال تتشابه من ناحية الكتابة ومن ناحية التعاطي مع نفس الظواهر أو المشاكل الاجتماعية التي تظل العنصر الوحيد لكسب تعاطف الجمهور”.

وأضاف في تصريح لجريدة “مدار21”: “ولذلك فكل الأعمال تتشابه وما يزيد الطين بلة هو استخدام نفس الممثلين والممثلات الذين سقطوا في النمطية في الأداء، إلا القليل منهم من تفرد، إضافة إلى نفس السوداوية ونفس العوالم البئيسة التي تصدر عن الأعمال الرمضانية، بمعنى نفس نمطية الإخراج رغم السعي الحثيث لتقديم الأفضل”.

وواصل حديثه قائلا: “من جهة أخرى، الخطابات المباشرة في بعض الأعمال وكأننا في محاضرات ولسنا في عمل فني الذي يعتمد معايير أخرى أهمها الإيحاء والعمق. وهذا يدل على أن هذه الأعمال ومن وراءها تتعامل مع ذكاء المتفرج باستخفاف”، متسائلا “أي قيم تحملها هذه الأعمال؟ وأي رؤية عالم تقدمها المشاهد المغربي الذي أبان عن ذوق فني متقدم وعن وعي بأهمية الفعل الإبداعي ودوره في المجتمع؟”.