سياسة

مجاهد: قيادات سقطت في البلطجة والتشهير والأحزاب مطالبة بخلق مراكز دراسات

مجاهد: قيادات سقطت في البلطجة والتشهير والأحزاب مطالبة بخلق مراكز دراسات

أكد يونس مجاهد، القيادي بحزب الاتحاد الاشتراكي ورئيس المجلس الوطني للصحافة، على تراجع النقاش السياسي والمساهمات الفكرية من طرف الأحزاب والمفكرين، مقارنة مع العقود الماضية، رغم عدم انتشار وسائل الإعلام والصحافة في السابق كما هو الحال اليوم.

وتساءل مجاهد، خلال حوار مع جريدة “مدار21″، حول ما إن كانت الوفرة والتضخم في وسائل التواصل وإمكانية تعبير الجميع قد ساهمت في التأثير على النقاش السياسي والفكري الجاد بالمغرب، داعيا إلى إنتاج دراسة علمية وأكاديمية في الموضوع.

وأورد المتحدث أن المجتمع المغربي بحاجة إلى وقفة حقيقية لمناقشة طبيعة المرجعيات الفكرية والسياسية والثقافية التي يجب الاستناد عليها من أجل تطوير النقاش السياسي الحالي، وطبيعة الأدوات الواجب توظيفها لهذه الغاية، خاصة أمام التطورات المرتقبة بسبب الذكاء الاصطناعي.

ورفض مجاهد تبخيس دور الأحزاب السياسية بالمجتمع المغربي، مشيرا بالمقابل إلى أن هذه الأحزاب أيضا مطالبة ببذل مجهود وأن “تنظف أمام بيتها”، مثيرا سؤال دور الأحزاب ومدى توفرها على برنامج في مجال التخليق ومحاربة التشهير.

وأردف في السياق ذاته  أن بعض الأحزاب عوض أن تخوض النقاشات الأساسية والقضايا المطروحة بالحجة والدلائل والدراسات يلجأ أعضاؤها إلى التشهير والسب والقذف ولمواجهة معارضي أفكارها بهذا الأسلوب وتحول وسائل التواصل الاجتماعي إلى فضاء من أجل تصريف الأحقاد والإشاعات.

وشدد مجاهد على أن دور الأحزاب السياسية هو تأطير المجتمع وحتى تقوم بهذا الدور ينبغي لها أن تتوفر على برنامج خاص بمحاربة التشهير والإشاعة، وأن تكون أعضاءها وتربيهم على حسن استعمال الإعلام “لأننا اليوم أمام خطر حقيقي للأخبار الزائفة والإشاعة التي لا تمس الأحزاب والأشخاص فقط، وإنما تمس المؤسسات وسيادة الدول”.

ولفت إلى أن حث الملك محمد السادس للأحزاب السياسية على القيام بالدراسات والأبحاث وتخصيص دعم، هدفه رفع النقاش وتوظيف خبراء لإجراء أبحاث حول المواضيع المجتمعية، مشددا على ضرورة أن تتم مناقشتها داخل الأحزاب.

وذهب إلى أن ممارسات بعض القيادات الحزبية تساهم في تكريس النفور والعزوف السياسي، مشددا على بعض القادة يقدمون “نموذجا سلبيا عبر تقريب مريدين وحواريين منهم، ويعملون على ترويج الإشاعة ضد من يعارضونهم”.

واستحضر مجاهد أن الفئات المثقفة والمتعلمة، التي لديها حضور في المجتمع، عندما ترى نموذج أشخاص فاشلين يسيطرون على الأحزاب، تفضل الابتعاد عنها، مشددا على أن الأحزاب مطالبة بإعادة النظر وأن يكون لها مخطط واضح والتزام أخلاقي في كيفية تقديم النموذج الإيجابي للمجتمع وتحارب الإشاعات، مؤكدا أن إنتاج هذه الممارسات يؤدي إلى قتل الفكر النقدي لدى المجتمع.

وأوضح أنه في السابق الأحزاب السياسية “كانت منتجة والأكثر من ذلك أن الزعماء السياسيين كانوا مثقفين كبارا وكتابا ويحيطون أنفسهم بالمثقفين”، مشيرا إلى خطورة الوضع الحالي وضرورة توفر الأحزاب على “مراكز دراسات والبحث العلمي تضم المثقفين الذين يعدُّون بمثابة عقل الحزب السياسي”.

ورفض مجاهد الخوض في التفاصيل المتعلقة بسوء توظيف الأحزاب للدعم المخصص للدراسات “لأن كل حزب لديه وضع خاص وملاحظات المجلس الأعلى للحسابات وجهت إلى عدد من الأحزاب”، متسائلا بالمقابل حول “أسباب نقص الدراسات وأسباب عدم تطوير مراكز الأبحاث والدراسات وعزوف المثقفين والكفاءات عن الانخراط في الاحزاب وغيرها من الأسئلة التي يجب أن تطرحها القيادات السياسية على نفسها بدل الاطمئنان إلى من يصفقون لها”.

وأوضح أن مثل هذه الأمور تؤثر على المشاركة السياسية التي تبنى على الثقة والمصداقية، “لأنه لا يمكن أن تتحول السياسة إلى رديف البلطجة التي تعب منها المجتمع الذي يبحث عن نموذج سياسي يثق به”.

وتابع بخصوص ضرورة التخليق أنه “كلما خلقنا نموذجا أخلاقيا جيدا كلما واجهنا النماذج السيئة، التي أصبحت تمس الدولة نفسها بعدما أصبحت الممارسات المنفردة منسقة سواء من الداخل أو الخارج”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News