ممرضون يحتجون بالدار البيضاء ويتشبثون بالتصعيد ردا على “تجاهل” مطالبهم

استخفاف الحكومة ومماطلة وزارة الصحة والحماية الاجتماعية في الرد على مطالبهم، كانت سببا مباشرا لخروج المكتب الجهوي للنقابة المستقلة للممرضين وتقنيي بجهة الدار البيضاء سطات، في وقفة احتجاجية جهوية مرفوقة باعتصام أمام مقر المديرية الجهوية للصحة.

وتجددت مطالب نقابة الممرضين والتقنين بالقطاع الصحي زوال اليوم الخميس، معلنة تشبثها بكل مكتسبات الوظيفة العمومية، أهمها الزيادة في الأجور وإخراج مصنف الأعمال بالإضافة إلى تقنين المهنة.

وصدحت حناجر أسرة الصحة أمام المديرية الجهوية بشعارات “هادي هيا التحية والزيادة فيناهيا”، و”لاتراجع لا استسلام”.. ردا على تماطل الوزارة الوصية في التجاوب مع المطالب العالقة، مهددة بتصعيد الأشكال النضالية في حال ما استمرت الحكومة والوزارة معا في إغلاق باب الحوار، ونهج سياسة الصمت العقابي حسبهم.

وأكد بوعبيد العباسي، الكاتب الجهوي للنقابة المستقلة للممرضين بجهة الدار البيضاء سطات، أن الاعتصام الذي قام به المكتب الجهوي اليوم جاء استجابة لنداء المكتب الوطني الأخير للنقابة ذاتها، الذي يدعو إلى تصعيد الإضراب لمدة 3 أيام، مرفوقا باحتجاجات جهوية وإقليمية، واعتصام أمام المديرية الجهوية لوزارة الصحة والحماية الاجتماعية بالدار البيضاء.

وأضاف في تصريح لجريدة “مدار21” أن الأشكال النضالية التي تسعى المكاتب الجهوية والوطنية بكافة مدن المملكة إلى تصعيدها جاءت نتيجة تماطل الحكومة والوزارة الوصية في الاستجابة للمطالب، والاستخفاف في التجاوب مع الاتفاق المبدئي الذي جرى ما بين الوزارة والنقابات يوم 26 يناير 2024.

ولفت إلى أن بعض النقاط العالقة التي رفعتها النقابات إلى الحكومة لم تحظ بالتجاوب مع رئيس الحكومة، منها مطلب العدالة الأجرية وزيادة قدرها 1500 درهم للأطر الصحية، بالإضافة إلى إعادة الاعتبار إلى السنوات الاعتبارية للممرضين بالسلم 9، إلى جانب نقاط خلافية أخرى تنتظر تأشير الحكومة للتجاوب معها.

وبخصوص تبعات شل المستشفيات بإضرابات يومية وتأثيرها على المرضى، يضيف بوعبيد: ‘‘عند عدم استفادة المرضى من الخدمات الصحية بالمراكز الاستشفائية أثناء أيام الإضراب، يتم الاستفادة منها في أسبوع العمل الموالي، وبالنسبة للحالات الصحية المستعصية، تتوجه صوب المستعجلات التي تعمل بشكل طبيعي’’.

وخلص إلى أن “تجاهل الحكومة لمطالب الممرضيين وتقنيي الصحة بالدار البيضاء واستخفافها بهم لن ينتج إلا مزيدا من تصعيد الإضرابات على المستوى الجهوي والوطني”، مشيرا إلى أن “الاعتصام الجزئي أمام المديرية الجهوية للصحة اليوم لمدة 3 ساعات سيتم تصعيده في حالة عدم الاستجابة إلى 24 ساعة الأيام المقبلة”.

من جانبه، أكد أيوب الزين، عضو بالمكتب الجهوي للنقابة المستقلة للممرضين وتقنيي الصحة، في تصريح للجريدة أن احتجاجات الممرضين والتقنيين تأتي ردا على المماطلة في التجاوب مع النقاط الخلافية التي لازالت عالقة بانتظار الحكومة، مضيفا: ‘‘مازلنا نعيب على عدم الاستجابة للمحضر الموقع بين الوزارة والنقابات’’.

وأضاف من جانب آخر، أن النقابة مازالت لم تفهم “الاستهتار الجهوي الصادر من طرف المديرية الجهوية للصحة بجهة الدار البيضاء سطات”، مشيرا إلى المشاكل الجهوية التي مازالت لم تحل مع المديرية والتي تواجه بالخصوص أطر التمريض وتقنيي الصحة.

وجدد المتحدث ذاته، مطالبه للوزارة بشأن إخراج مصنف الأعمال وهيئة وطنية للمهن باعتبارها مطالب من شأنها تجويد الخدمات الصحية، وتقنين المهنة بشكل يساهم في حماية المواطن أولا والممرض المهني ثانيا.

بدوره، طالب خالد العكال، العضو بالمجلس الجهوي للنقابة المستقلة للممرضين وتقنيي الصحة لجهة الدار البيضاء سطات، بضرورة التدخل للحفاظ على صفة الموظف العمومي وإخراج قانون الوظيفة الصحية.

وتابع في تصريح لجريدة “مدار21” أن الهدف من إخراج الوزارة الوصية لبعض مراسيم ومشاريع القوانين “أسقط هذه الصفة عن الممرض”، مطالبا في الوقت ذاته بإعادة النظر في مخرجات الحوار الاجتماعي وإنصاف الممرضين، متسائلا: ‘‘متى ستفي الوزارة الوصية بوعودها؟’’.

وتجدر الإشارة إلى أن النقابة المستقلة للممرضين وتقنيي الصحة لجهة الدار البيضاء قررت خوض “إضراب وطني لمدة 3 أيام، 26 و27 و28 مارس 2024 بكل المرافق الصحية باستثناء مصالح المستعجلات والإنعاش والعناية المركزة”، مصحوبا بـ”أشكال احتجاجية جهوية أو إقليمية موازية لأيام الإضراب من وقفات، مسيرات، اعتصامات، إفطارات جماعية وفقا لخصوصيات كل جهة على حدة”.