سياسة

بايتاس: “الأحرار” يسارع الزمن لتشكيل الحكومة بعيدا عن قناعاته وأقرب للواقع

بايتاس: “الأحرار” يسارع الزمن لتشكيل الحكومة بعيدا عن قناعاته وأقرب للواقع

بعد أكثر من عشرة أيام على الاستحقاقات الانتخابية الأخيرة، وعلى تعيين متصدرها رئيس التجمع الوطني للأحرار، عزيز أخنوش، من طرف عاهل البلاد بمهمة رئاسة وتشكيل الحكومة المقبلة، التي يعول عليها المغرب لإخراجه من عمق الظرفية القاسية التي يكابدها اجتماعيا اقتصاديا وصحيا، تسارعت التحركات والاتصالات واللقاءات بصفة متواترة لنظم الخريطة السياسية المرتقبة والتي ستكشف ملامحها بداية الأسبوع المقبل، كما وعد بذلك رئيس الحكومة المعين، عزيز أخنوش.

وتزامنا مع إعلان كل من حزبي الأصالة والمعاصرة والاستقلال موافقتهما المبدئية على الانضمام إلى التشكيلة الحكومية المقبلة التي يقودها رئيس الحكومة المعين عزيز أخنوش، كشف عضو المكتب السياسي لحزب التجمع الوطني للأحرار، مصطفى بايتاس، “الوصفة السحرية” التي مكنت حزبه من تحقيق التآلف المبدئي بين أحزاب الأغلبية المقبلة في ظرفية وجيزة لا تتجاوز الأسبوع الواحد بعدما انطلقت المشاورات الحكومية بشكل سابق لأوانه الاعتيادي.

وبهذا الخصوص يقول القيادي التجمعي، أن ما دفع رئيس الحكومة المعيّن إلى مسابقة الزمن وتسريع خطواته فور تعيينه رئيس للحكومة ومكلفا بتشكيلها من طرف عاهل البلاد الملك محمد السادس، هو سياق الظرفية الاقتصادية والاجتماعية الذي تعيشه البلاد جراء تداعيات جائحة “كورونا”، فضلا عن رغبة المواطن وسعيه المستميت للتغير والنهوض بوضعه الاجتماعي والاقتصادي.

وشدد بايتاس، خلال استضافته في برنامج “نقطة إلى السطر” الذي يبث على القناة الأولى، على أن حزبه الذي تصدر الاستحقاقات الانتخابية للثامن من شتنبر، مطالب بتشكيل حكومة ليس وفق قناعاته الشخصية، “لكن الأهم وفق برنامج حكومي يحترم سياق الظرفية الاقتصادية والاجتماعية، وبالتالي فالهدف اليوم هو تشكيل حكومة قوية منسجمة وقادرة على ترجمة مطالب المغاربة إلى الواقع”.

ولفت القيادي التجمعي في سياق تدخله، إلى أن تشكيل الحكومة المقبلة والتحالف فيما بين الأحزاب “يتم بناء على معايير عدد المقاعد”، مشيرا إلى أن “عددا من الأحزاب أبدت رغبتها المبدئية في الانضمام إلى الحكومة المقبلة، فيما مجموعة منها ستحدد مواقفها على أساس مجالس وطنية واجتماعات وغيرها، لهذا نتريث.”

وفي السياق ذاته، أبرز بايتاس أن علاقة حزبه بباقي الأحزاب والهيئات السياسية جميعها “طيبة ومحترمة”، مشيرا إلى أن “ما يهم اليوم هو المستقبل وهناك انشغالات لننطلق بسرعة لبرمجة البرامج التي سنشتغل عليها في الخمس سنوات المقبلة، كما أننا نضع صوب أعيينا ضرورة إعطاء الفاعل السياسي قيمته ونحقق المصالحة بين المواطن والفاعل السياسي التي فقدت في السنوات الأخيرة”.

وعن الخلاصات الأولية التي خرج بها الحزب من الجولة الأولى للمشاورات كشف بايتاس، أن “الأحزاب تجمع على أنه وجب إخراج الحكومة بشكل سريع، ونتوق لإخراج برنامج حكومي، يكون موضوع تعاقد سياسي مع المواطن”.

وتابع المتحدث بالقول: “الحياة السياسية والدستورية أصبحت على مستوى من النضج، ولدينا نصوص دستورية وأعراف دستورية ما يسهل المأمورية على الحكومة المقبلة، وكذلك حسن النية والثقة الكبيرة للمواطن هو رهان ربحناه، وبلدنا استطاع أن ينظم ثلاثة انتخابات في يوم واحد بحضور مراقبين دوليين ومحليين وحظي بإشادة كبيرة، لقد كانت ملحمة ديمقراطية”، مضيفا: “الانتخابات الأخيرة كانت الأكثر عقلانية في تاريخ الوعود، ولم يكن هناك إسهاب في الوعود، فلأول مرة في تاريخ الحياة السياسية المغربية نتحدث عن مصادر التمويل، وبالتالي البرنامج الحكومي سيكون برنامجا واقعيا قابلا للتطبيق، ونكون أهلا لثقة المواطن”.

وبخصوص إمكانية أن تسير حكومة أخنوش نحو تقليص عدد الوزراء، قال بايتاس: “تقليص الوزراء مهم جدا، ويجب في قراءتنا أن نفكر في مؤسسات شبه وزارية تكون موجودة غير محسوبة على الحكومة ولكن تقوم بمهامها لتخفيف الضغط على الوزير على غرار إسبانيا مثلا” مشيرا إلى أن “تجربة كتاب الدولة في المملكة لم تجري كما يجب وكان كتاب الدولة يعانون التضييق وقتها”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News