جالية | حوارات

اليزمي: دول عرضت علي جنسيتها ومصانع البطاريات ستكلف المغرب أقل

اليزمي: دول عرضت علي جنسيتها ومصانع البطاريات ستكلف المغرب أقل

قال المخترع المغربي رشيد اليزمي إن “تمغربيت” هويته ولا يمكنه التخلي عنها رغم أنه حاصل على الجنسية الفرنسية، ولا على لهجته المغربية الفاسية، مؤكدا أن دولا عربية عرضت عليه جنسيتها في الآونة الأخيرة.

وأوضح اليزمي أنه يعتبر “تمغربيت لاصقة فيا، ولذلك أنا مصر على التشبث بلهجتي الفاسية، لأن ذلك يمثل هويتي.. ورغم أنني أملك الجنسية الفرنسية، لكن أصدقائي الفرنسيين يعرفون أنني مغربي قبل أن أحمل جنسية بلادهم، وأفتخر بذلك وفي أي مناسبة علمية عالمية، يعرفون أن رشيد اليزمي مغربي”.

وتحدث المخترع المغربي، في حوار عن بعد من منزله من سنغافورة مع جريدة “مدار21” الإلكترونية، عن طفولته وصباه في مسقط رأسه فاس، مؤكدا أنه كان مثل باقي الأطفال “كنت أحب اللعب لكن كنت أمزجه بشغف الابتكار، وإيجاد حلول لإشكاليات، وبالفعل كنت دائما أنجح في ذلك”.

وأشار اليزمي إلى أن تشجيع والده ووالدته كان حافزا رئيسا في طفولته لبلوغ طموحاته :”كانا يعتبران أنني مميز وأختلف عن أقراني وإخوتي السبعة، ولذلك وفرا لي مختبرا صغيرا بغرفتي، امتزح فيه الفيزياء والكيمياء والجيولوجيا.. وكنت وقتها أحلم أن أكون مثل البروفيسور تورنيسول، وهو شخصية كرتونية بمسلسل مغامرات تانتان”.

وأبرز أن هذه الشخصية كان لها أثر كبير على شغفعه بالعلم والمعرفة، “كنت وقتها معجبا بشخصية البروفيسور وأفكاره، وجعلتني هذه الشخصية الكرتونية أؤمن أن العالم يجب أن لا يهتم بالمال، وأن تكون غايته الرئيسية إيجاد الحلول، فالمال عدو العلم ولولا الفقراء لضاع هذا الأخير”.

واستدرك قائلا: “هذا لا يعني أن الأغنياء لا يمكنهم أن يكونوا علماء، لكن المخترعين والعلماء يجب أن يكون لديهم حافز وهم يشغل بالهم ويبحثون ليل نهار عن طريقة للتخلص منه وذلك لا يتم إلا بالعثور على حل من خلال تكرار التجارب، والتي أغلبها ما تكون فاشلة، إلى حين بلوغ الهدف”.

ولفت اليزمي إلى أنه تم تسجيل أزيد من 188 براءة اختراع بـWIPO ( World Intellectual Property Organization)، موضحا أن اختراعا واحدا يمكن أن يمنح صاحبه 3 براءات اختراع أو أكثر من دول متعددة، كما حصل مع اختراعه الأخير حول البطاريات الكهربائية الذي تم منحه 3 براءات في 5 دول.

ولم يستبعد المخترع المغربي فكرة الاستقرار بالمغرب، مؤكدا أنه يعمل حاليا بالمغرب على مشاريع متعددة، وهو ما يجعله يزوره مرات متعددة في السنة: “أملك مشاريع عدة بالمملكة، أبرزها مشروع معهد البطاريات الذي تم تدشينه في 2019 بمدينة فاس، وكنت بداية مارس بالعاصمة العلمية، وأيضا هناك مشاريع صناعية أخرى سيتم الكشف عن تفاصيلها لاحقا”.

وعبر اليزمي عن أمله في تكوين مهندسين مغاربة لديهم كفاءات عالية في مجال صناعة البطاريات، وتوفير فرص عمل للطلبة المتخرجين من المعاهد في مجال التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي والإلكترونيك “هذا كله أشتغل عليه ولكنني لا أحدث ضجيجا، أحب العمل بهدوء”.

واعتبر أن صناع القرار فيما يتعلق بصناعة البطاريات في المغرب والمشاريع الكبرى “لا يملكون أي معرفة بالبطاريات، لا يمكنك أن أتعرف بهم أو تلتقي بهم في مؤتمر عالمي، اهتمامهم وهمهم الوحيد هو “الفلوس والربح المادي”، مشيرا إلى أنه مستشار رئيس واحدة من أبرز الشركات في الهند، والتي شرعت في تشييد مصنع للبطاريات بناء على نصائح واستشارات سابقة لي وتمت دعوتي لافتتاحه بعد ستة أشهر”.

وأضاف بغضب: “كيف يعقل أن أساعد الهنود والمغاربة مايقولوش ليك أجي ساعدنا.. لا يهمني كل هذا ،أنا الحمد لله كلشي بخير، لكن ما أتأسف عليه هو المغرب والمغاربة”، موجها رسالة للمسؤولين جاء فيها “الله يهديكم الله يحل ليكم العينين لأن هناك بعض الأمور يستعصى فهمها”.

واعتبر أن المسؤولين المغاربة عن صناعة البطاريات “يبحثون عن من يبني لهم مصنعا ويمنحهم الساروت ويدخلو.. وهذا هو العكز، إذ لا يريدون المجازفة، وهو ما يجعلهم يدفعون من ثلاثة مرات إلى خمس مرات أكثر”.

ونبه المخترع المغربي رشيد اليزمي أن الملك وفي أكثر من مناسبة دعا للاستفادة من الكفاءات المغربية بالخارج “لكن للأسف تعقد بعض الاجتماعات ومن بعد والو، تتم دعوتنا ونتذاكر ولكن بعد ذلك مكاين حتى شي حاجة والوو.. هادشي مكيدخلش المخ”.

وقال إن هناك العديد من العلماء المغاربة، “مثلي أو ربما أفضل مني مستعدون لخدمة وطنهم، في المجالات التي تراهن عليها المملكة، الهيدروجين والطاقات المتجددة ، لكن للأسف المسؤولون ماياغيناش، وهو ما يجعلك تطرح عدة أسئلة، لعل أبرزها مع لماذا لا يمكننا مساعدة هذا البلد التي ورد الجميل”.

وأكد أنه اقترح على مسؤولين مغاربة، وقبل عشر سنوات، تكوين فريق مغربي يضم كفاءات مغربية بمستوى عال لتقديم آراء واستشارات لصناع القرار “لكن للأسف، بعضا من التخلف يجعل العلم بعيدا عنا، خاصة لدى المسؤولين”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News