طلبة الطب يصعِّدون ضد تهديدات ميراوي وآيت الطالب ويرفضون العودة للجامعات

احتج العشرات من طلبة الطب والصيدلة، اليوم الخميس، بالعاصمة الرباط، ردا على تصريحات مشتركة لوزير التعليم العالي والبحث العلمي، عبد اللطيف ميراوي، ووزير الصحة والحماية الاجتماعية، خالد آيت الطالب، التي توعدا فيها المقاطعين للامتحانات بالصفر، مؤكدين خلالها تشبثهما بتقليص مدة التكوين من 7 إلى 6 سنوات.

ورفع المحتجون بشارع محمد الخامس، وفق ما عاينت جريدة “مدار21” الإلكترونية، شعارات غاضبة تطالب آيت طالب وميراوي بالاستجابة لمطالب طلبة الطب بشكل مستعجل، خاصة ما يتعلق بتقليص أعداد الوافدين على كليات الطب والصيدلة والاحتفاظ بسبع سنوات في تكوين أطباء المستقبل.

سعد النخوي، رئيس مكتب طلبة الصيدلة بالدار البيضاء والمسؤول عن شعبة الصيدلة باللجنة الوطنية لطلبة الطب الأسنان والصيدلة، قال إن الوقفة الاحتجاجية اليوم جاءت للرد على “التهميش والتجاهل” الذي طال الطلبة في شتى مراحل مناقشة الملف، بما فيها الاجتماعات الوزارية والندوات الصحفية، والتي كان الغرض منها تمرير بعض المغالطات التي تشير إلى أن شعبة الصيدلة لا مطالب خاصة لها”.

وأضاف الطالب بنبرة غاضبة :”جئنا اليوم للتأكيد أننا معنيون بالملف المطلبي ولنا مطالبنا الخاصة وهي مطالب مشروعة، ونعتبر أن الزيادة في عدد الوافدين تضرنا، ربما أكثر من الشعب الأخرى، لأن ذلك يقربنا من البطالة”.

واعتبر أن احتجاج الخميس يأتي أيضا لـ”إسماع صوتنا”،والمطالبة بإيجاد حلول في القريب العاجل “لنعود للمدرجات، فهي مكان الطالب الحقيقي الأساسي”، مسجلا أن الندوة الصحفية التي نظمها ميراوي وآيت طالب، والتي تم تمرير عديد من المغالطات فيها، وتم تهديدنا فيها بالصفر، تزيد من احتقان القطاع وليست حلا”.

من جهته، أوضح شادي الملوكي، عضو اللجنة الوطنية لطلبة الطب والصيدلة وطب الأسنان، أنه بالرغم من منع مجموعة من الطلبة في وجدة ومراكش وأكادير من الوصول إلى العاصمة، شارك العشرات في الوقفة الاحتجاجية “ليقولوا بصوت واحد إنهم غير راضون على القرارات الأحادية والتي تؤزم القطاع”.

كما نفى المتحدث في تصريح لجريدة “مدار21″، وفي رد غير مباشر على تصريحات الوزيرين الأربعاء الفارط، أن تكون جهة ما تحرض الطلبة على الغضب والخروج للاحتجاج “لا أظن أن هؤلاء الطلبة الحاضرون اليوم محرّضون، بل بالعكس كلهم واعون بما يقع ونعتبر أن سنة بيضاء أفضل لمستقبلنا، ولن يرعبنا الصفر”.

وحضرت الاحتجاجات مجموعة من أمهات طلبة الطب والصيدلة، اللواتي رددن شعارات غاضبة بدورهن، مؤكدات مساندتهن لأبنائهن في وجه قرارات وزارية “عشوائية تضر بمستقبل أبنائنا. ومساندتنا لهم غير مشروطة ومستمرة”.

وقالت أم طالبة طب في تصريح للجريدة بحرقة “حنا مستعدين نمشيو مع وليداتنا فينما بغاو، لأنهم ليسوا قاصرين ويدركون مصلحتهم.. وأقول للوزير أن وليداتنا ليسوا منتوجا، بل موارد بشرية تعتمد عليها البلاد وأمانة في رقبتك إلى يوم الدين وستحاسب عليها أمام الله، إذا ضبعتي وليداتنا راه كضبع نفسك أمام الله”.

وفي تعليقه على أزمة احتجاجات طلبة الطب، أبدى الناطق الرسمي باسم الحكومة، مصطفى بايتاس، اليوم الخميس، دعم الحكومة لكل من خالد آيت الطالب، وزير الصحة والحماية الاجتماعية، وعبد اللطيف ميراوي، وزير التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار، دون أن يصدر عنه ما يؤكد نهاية الحوار مع الطلبة المحتجين.

وقال الناطق الرسمي باسم الحكومة مصطفى بايتاس، عقب المجلس الحكومي عشية اليوم الخميس، إن الندوة الصحفية التي عقدها كل من الوزيرين عبد اللطيف ميراوي وخالد آيت الطالب الأسبوع السابق “أجابت عن مختلف العناصر المتعلقة بهذا الموضوع”.

وكان الوزيران قد هاجما الطلبة المحتجين، معتبرين أنه لا يحق لهم الجدال في التوجهات الاستراتيجية للدولة، وأن هناك جهات تقف خلف الاحتجاجات المذكورة، مشيرين إلى انتهاء الحوار معهم وأن من لم يجتز الامتحانات سينال نقطة الصفر على أن يكون بإمكانه الاستدراك نهاية السنة.

ولم يغلق بايتاس باب الحوار، مؤكدا أن “الحوار الاجتماعي، سواء كان في طابعه العمومي أو القطاعي، فالحكومة أبانت على أنها من أكثر الحكومات انخراطا في الحوارات، وقد رأينا الاتفاق الشهير الذي تم التوقيع عليه مع النقابات وأيضا ما تم التوصل إليه بمجموعة من القطاعات”.

وشدد الناطق الرسمي على أن الحكومة “ستواصل العمل وفق هذا المسار، وهذا النفس من التعاطي الإيجابي والنقاش ومحاولة معالجة الإشكالات التي نعلم جميعا أنها طالت”.