سياسة

حامي الدين يدعو لاستبعاد قيادة البيجيدي التاريخية لتجاوز نكسة الانتخابات

حامي الدين يدعو لاستبعاد قيادة البيجيدي التاريخية لتجاوز نكسة الانتخابات

عقب نكسة الانتخابات التي تعرض فيها حزب العدالة والتنمية إلى خسارة مدوية بعد أكد القيادي بحزب “المصباح” عبد العلي حامي الدين، أن “المرحلة التي يمر بها حزب العدالة والتنمية تحتاج إلى إعمال النظر بروية عميقة ومنهجية نقدية صارمة تتحرر من هول الصدمة وتستشرف المستقبل عن طريق وضع بعض المداخل المساعدة في بناء أطروحة نظرية جديدة”.

ومُني “البيجيدي” بهزيمة قاسية بعدما حل في المركز الثامن برسم الاستحقاقات البرلمانية لسنة 2021، حيث لم يتمكن الحزب من تجاوز 13 مقعدا برلمانيا بعدما حصل في آخر استحقاقات على 125 مقعدا،  ليتأكد بالملموس تراجع شعبية الحزب الإسلامي الذي قاد الحكومية في الولايتين الماضيتين (2011-2021).وتلقى الأمين العام لحزب “المصباح” ورئيس الحكومة السابقة، سعد الدين العثماني، ضربة موجعة عقب فشله في حجز مقعد برلماني عن دائرة الرباط المحيط، بعدما حل حزبه خامسا بـ4014.

وفي سياق الجدل الدائر حاليا داخل دواليب الحزب الإسلامي للتعاطي مع نكسة الانتخابات، قال حامي الدين،  في مقال له توصل “مدار 21” بنسخة منه، إنه “بغض النظر عن جميع زوايا النظر الموجودة في تفسير نتائج الانتخابات الأخيرة فإن ما حصل يوم 8 شتنبر يوفر فرصة تاريخية للقيام بوقفة تأملية في مسار هذه التجربة، إذا استشعرت الحاجة الملحة للإنصات العميق لنبض الشارع واستمعت بتواضع لملاحظاته وانتقاداته”.

ودعا نائب رئيس المجلس الوطني لحزب العدالة والتنمية، حزبه إلى إطلاق دورة جديدة من التفكير والاجتهاد والتجديد والنقد العقلاني بكل حرية، واعتماد الحكمة في استيعاب الذكاء الجماعي والحفاظ على وحدة الصف، أما محاولة تعليق الفشل على جهات أخرى، معتبرا أن النتائج التي حصل عليها حزب العدالة والتنمية لا تعكس الوزن السياسي والانتخابي له، لكنها مع ذلك تبقى من المنظور الواقعي نتيجة حتمية لأسباب ذاتية بالدرجة الأولى وأخرى موضوعية لا يمكن إنكارها.

وشدد على ضرورة التحلي بفضيلة النقد الذاتي وبقليل من الوضوح والصراحة والجرأة في التعبير ، دون التورط في القراءة التآمرية للشروط التي أحاطت بانتخابات يوم الثامن من شتنبر، داعيا إلى تجاوز المنطق التبريري والنزوع الآلي لتبرير الفشل عن طريق اللجوء المسطري عندما يعجز العقل السياسي الحزبي عن استيعاب بعض الإشكاليات التي تراكمت داخل التنظيم الحزبي التي لا تكون لها القدرة على الإقناع، أو غير كافية لتفسير بعض المواقف والاختيارات التي تمس بمصالح فئات اجتماعية معينة.

وأكد القيادي بحزب “البيجدي”ضرورة الخروج من نمطية التفكير التي أبدعها الجيل المؤسس، “ذلك أن جيل القيادات التاريخية في سياقات فكرية وثقافية وسياسية معينة، تحمل مسؤولية بناء عمل سياسي متميز انطلاقا من المرجعية الإسلامية ونجح في القيام بالمراجعات الضرورية سواء فيما يتعلق بالموقف من النظام السياسي أو في اعتماد منهج المشاركة السياسية وهو ما سمح للحزب بتبوأ مكانة محترمة في الساحة السياسية بطريقة انسيابية ناجحة:.

واعتبر حامي الدين، أن الانخراط في التدبير الحكومي لولايتين متتاليتين كشفتا أن نوعية الإدماج السياسي لهذا المكون لازال محكوما بتوجسات حقيقية لم تنجح عشر سنوات من التدبير الحكومي في تجاوزها، وهو ما ينبغي تسليط الضوء على أسبابه العميقة إذا تم تجاوز نمطية التفكير التي وضعها الجيل المؤسس والتي تجعله أسير النشأة التاريخية للحركة الإسلامية الغير القادر على تجاوز تداعياتها النفسية ومقارناتها الدائمة مع حركات إسلامية أخرى.

وسجل المستشار البرلماني السابق عن فريق “البيجيدي”، أن عقدة الانتماء التاريخي للحركة الإسلامية لم يسمح للجيل المؤسس بتجاوز مجموعة من المفاهيم والمقولات النظرية وأيضا بعض الاختيارات السلوكية التي خلقت حواجز ثقافية ونفسية مع فئات سياسية واجتماعية معينة لها اختيارات أخرى مختلفة في نمط الحياة والمعيش اليومي.

واعتبر حامي الدين، أن  التناوب من داخل جيل التأسيس ليس جوابا مناسبا، ذلك أن الخروج من مرحلة ما يسميه البعض بـ”الإسلام السياسي” إلى مرحلة “ما بعد الإسلام السياسي” تبقى ضرورة حتمية لتحقيق الاندماج الضروري والاعتراف الموضوعي لهذه المدرسة السياسية الموجودة في البيئة المغربية، وهو ما لا يمكن تحقيقه عن طريق التناوب من داخل جيل التأسيس.

وشدد المتحدث ذاته، على أن “استدعاء شخصية من الجيل المؤسس قصد الجواب على نكسة 8 شتنبر هو جواب عاطفي محكوم بذكريات انتصارات 2015 و2016، وهو جواب قاصر عن فهم السياق السياسي الداخلي والخارجي الذي وفّر البيئة المناسبة لنكسة 8 شتنبر ، دون الأخذ بعين الاعتبار ما عشناه خلال الولاية الأخيرة من خلافات حادة بين رموز الجيل المؤسس خصوصا حينما تصبح نوعية المواقف المتخذة في بعض الأحيان محكومة بخلافات ذات طبيعية نفسية معقدة”.

وخلص حامي الدين إلى أن تداعيات هذه الخلافات، “كانت سببا في اهتزاز ثقة المناضلين في قياداتهم التاريخية، وانعكست بشكل مباشر على الروح النضالية للأعضاء وتجلت بشكل ملموس في الحملة الانتخابية الأخيرة، كما تجلى أيضا في الانخراط البارد لأعضاء حركة التوحيد والإصلاح في المعركة الانتخابية، مضيفا “وهو ما يستدعي الحديث عن مدخل ضروري للانتقال المطلوب، وهو الخروج من الارتهان بالعلاقة مع جمعيات ذات طبيعة دعوية ومدنية صرف”..

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News