بنموسى يتعهد بتطوير أساليب التدريس ويعول على جنجار لتجديد المناهج

أكد وزير التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة شكيب بنموسى، أن الوزارة تسعى من خلال خارطة الطريق 2022-2026 إلى تحقيق التحول من قلب الفصول الدراسية من خلال تقديم حلول وتدابير عملية لتحسين جودة التعلمات وفق نموذج تعليمي قوامه مركزية المتعلم في المنظومة التربوية.

وأوضح بنموسى اليوم الثلاثاء، بمناسبة تنصيب أعضاء اللجنة الدائمة لتجديد وملاءمة المناهج والبرامج، أن إرساء اللجنة الدائمة بشكل متزامن مع مجموعة من الأوراش المهيكلة ذات الصلة بتنزيل الإصلاح التربوي، التي تتقاطع مع مهامها واختصاصاتها، والتي يمكنها أن تشكل محاور أساسية ضمن برنامج عملها، وضمنها تنزيل مشروع مؤسسات الريادة بسلكي التعليم الابتدائي والإعدادي.

ويرتكز هذا المشروع، حسب الوزير، على توفير الظروف المناسبة للتعلم وتبني طرائق ناجعة للرفع من جودة التعلمات الأساس ومستويات التحكم فيها، إضافة إلى كونه يتأسس على تدابير بيداغوجية تخص مراجعة الأطر المرجعية للتعلمات وعلى تجديد أساليب تدريس المواد الأساسية، خاصة اللغة العربية واللغة الفرنسية والرياضيات.

ويرى وزير التربية الوطنية، أن الإطار الناظم والموجه لعمل اللجنة الدائمة هو على قدر كبير من الوضوح، إذ يستمد موجهاته من المرجعيات الأساسية المؤطرة للإصلاح، مبرزا أن التوجيهات الملكية الداعية إلى إصلاح المدرسة وتأهيلها وتجديدها، من أجل توفير تعليم جيد لجميع المغاربة، تشكل “منظومة متكاملة تنير مسار إصلاح المنظومة”.

وشدد بنموسى على أن الحكومة عازمة على دعم وإنجاح إصلاح المدرسة العمومية، انسجاما مع التزامها بتوطيد أسس الدولة الاجتماعية، وهو ما يتجلى في الزيادة التي عرفها مشروع الميزانية والمناصب المالية الإضافية للتوظيف وذلك من أجل تحسين العرض التربوي في شموليته.

وتعهد المسؤول الحكومي بمراجعة وتطوير المناهج الدراسية بسلك التعليم الإعدادي، وإعداد إطار مرجعي للكفايات بهذا السلك حسب المستويات الدراسية، وكذا تطوير أساليب التدريس ارتباطا بمراجعة المناهج الدراسية بهذا السلك، مع مراجعة الهيكلة البيداغوجية لسلك التعليم الثانوي التأهيلي وإصلاح نظام البكالوريا، أخذا بعين الاعتبار أوجه القصور التي يعرفها التنظيم والهندسة البيداغوجية الحاليين.

وتحدث الوزير عن مواكبة برنامج تعميم وتعزيز تدريس وتعلم اللغات وفق هندسة لغوية منسجمة مع مقتضيات القانون الإطار وتؤطرها اختيارات التعددية اللغوية والوظيفية والتدرج والتوازن والتحكم اللغوي، مشيرا إلى أن الوزارة عملت خلال هذه السنة على إطلاق برنامج تعميم اللغة الأمازيغية بشكل تدريجي بسلك التعليم الابتدائي واللغة الإنجليزية بسلك التعليم الإعدادي.

وكشف أنه تم إعداد إطار منهاجي مرجعي عام لتدريس اللغة الإنجليزية بالسلك الإعدادي، مع تحديد مدة التدريس الأسبوعية لأطر التدريس، بعد استطلاع رأي اللجنة الدائمة، فيما يتعلق بتخفيف البرامج والمناهج الدراسية وأثرها على تخفيف الزمن الدراسي والإيقاعات الزمنية، وذلك طبقا لمخرجات اتفاق 26 دجنبر 2023 مع النقابات التعليمية الأكثر تمثيلية.  ويكتسي هذا الورش صبغة بالغة الأهمية.

وأوضح بنموسى أن أحكام القانون-الإطار المتعلق بمنظومة التربية والتكوين، تضمنت تحديدا صريحا لمهام اللجنة الدائمة، حيث أناط بها مهـام إعـداد إطار مرجعي للمنهاج ودلائل مرجعية للبـرامــج والتكويــنات، والسـهر علـى تحييــنها وملاءمتها مـع التطـورات البيداغوجــية الحديثـة بكيفية مستمرة، وفـق مجموعة من المبادئ والقواعـد والآليات والتوجهات.

وشدد الوزير على أن اللجنة مطالبة بالعمل على صياغة برنامج عمل متكامل ومندمج على المدى القريب والمتوسط والبعيد، من أجل تفعيل أدوارها، أخذا بعين الاعتبار الأوراش الإصلاحية ذات الأولوية التي يعرفها المشهد الإصلاحي ميدانيا، ومواكبة ودعم النموذج الاجتماعي والتنموي، مع ضرورة التنسيق مع المجلس الأعلى للتربية والتكوين والبحث العلمي بخصوص القضايا التي تتطلب إبداء رأي هذه المؤسسة بشأنها.

وأشار إلى أن مجالات تدخل اللجنة الدائمة التي تشمل كل مكونات منظومة التربية والتكوين والبحث العلمي، تتطلب اعتماد منهجية تشاورية مع مختلف القطاعات والهيئات والمنظمات المعنية بمجالات اختصاص اللجنة الدائمة، فضلا عن استشراف المستجدات التربوية، واستلهام التجارب الناجحة، والانفتاح على آفاق تطور المجتمع/

وسجل بنموسى أن وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، ستتخذ إلى جانب القطاعات الحكومية الأخرى المعنية، كل ما يلزم من تدابير من أجل مواكبة أشغال اللجنة، وتقديم الدعم اللازم لها، وتزويدها بالمعلومات والمعطيات الضرورية، حتى تتمكن من تحقيق النتائج المرجوة منها، لافتا إلى أنه تم وضع وتجهيز مقر اللجنة وكتابتها الدائمة التي ستواكب أشغال اللجنة ومجموعات عملها فضلا عن تحضير وتنسيق اجتماعاتها.

واعتبارا لما تتطلبه المناهج والبرامج من خبرة أكاديمية وميدانية واسعة في مختلف الحقول المعرفية، أكد بنموسى أنه تم الحرص على أن تضم اللجنة الدائمة، في عضويتها، جانبيات متنوعة، مشهود لها بالكفاءة في مجالات اختصاصها، مشددا أنه على يقين بأن الكفاءة العلمية لرئيس اللجنة، محمد الصغير جنجار، علاوة على مساره الأكاديمي المتميز وعلى قدراته التدبيرية، سيكون لها الأثر القوي في إعطاء دفعة قوية لعمل اللجنة وفي تحفيز أعضاءها على العطاء والابتكار.

إلى ذلك، دعا وزير التعليم أعضاء اللجنة الدائمة إلى تظافر الجهود، واستثمار كل خبراتهم وكفاءاتهم، حتى تتمكن اللجنة من تقديم مساهمة وازنة في تمكين المنظومة من القيام بوظائفها التربوية والتنموية بكل ما يتطلبه ذلك من جدية، ومسؤولية، وموضوعية، وحكمة، وذلك خدمة للمواطنات والمواطنين في الحصول على تعليم جيد يرقى إلى مستوى تطلعاتهم.