سياسة

البرلمان المغربي: الحرب ضد غزة تزيد من تخصيب تربة التعصب والتشدد

البرلمان المغربي: الحرب ضد غزة تزيد من تخصيب تربة التعصب والتشدد

أكد راشيد الطالبي العلمي رئيس مجلس النواب، أن السلام في الشرق الأوسط “يبدو أبعدَ اليومَ عما كان عليه في أي وقت مضى ” مشيرا إلى أن الدماء التي تسيل في قطاع غزة والدمار الهائل الذي يتعرض له، ومصادرة حق الأطفال في الحياة وفي التمتع بالحقوق الإنسانية، كلها عوامل، تزيد من منسوب الحقد، كما تزيد من تخصيب التربة للتعصب والتشدد.

وشدد الطالبي العلمي افتتاح قمة رؤساء البرلمانات الأعضاء في الجمعية البرلمانية للاتحاد من أجل المتوسط،على ضرورة التوجه إلى “جذور الصراع وأصل القضية، أي إنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية كما تقضي بذلك الشرعية الدولية وقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة”.

وذكر بأن المملكة المغربية، سواء في عهد الملك الراحل الحسن الثاني ، أو في عهد الملك محمد السادس رئيس لجنة القدس، كانت دائما استباقية وداعمة للحق الفلسطيني الأصيل مؤسسة مبادراتها على الدعوة إلى السلام المبني على العدل والتضامن والتعايش بين شعوب المنطقة.

وسجل  رئيس الجمعية البرلمانية للاتحاد من أجل المتوسط، أن معطيات الواقع الجيو سياسي، والوضع الأمني، في المنطقة الأرومتوسطية يدعو إلى القلق، بل وإلى الحسرة، أكثر من أي وقت مضى.

عبر رئيس مجلس المستشارين النعم ميارة، بالمناسبة، عن الأسف الشديد للأحداث الدامية التي عرفها قطاع غزة وما واكبها من عنف منقطع النظير، مما يؤشر على أن المنطقة أمام وضع غير مسبوق، قد يدخل الصراع في مرحلة لا يمكن التكهن بتداعياتها.

ودعا، في هذا الإطار، إلى التحرك الفعلي والجماعي لوقف التصعيد في الأراضي الفلسطينية ووقف استهداف المدنيين، مؤكدا، في هذا الصدد، أن المملكة، تحت قيادة الملك محمد السادس، “على استعداد تام ودائم للانخراط في أي جهد يروم تحقيق تطلعات الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية على حدود الرابع من يونيو 1967، وفق حل الدولتين المتوافق عليه دولي”.

وأعرب في هذا الإطار، عن أسفه لاستمرار العديد من العوائق السياسية والاقتصادية التي تشكل عقبة فعلية أمام تعاون حقيقي وملموس بين بلدان المنطقة بشكل يستجيب لتطلعات شعوبها التي يمثلها البرلمانيون، وفي مقدمتهم الشباب والنساء.

وسجل ميارة أن حجم المخاطر والتحديات التي تهدد منطقتنا الأورومتوسطية عديدة ولا حصر لها، وخصوصا ما يتعلق بالتغيرات المناخية والأمن الصحي وقضايا الهجرة والاتجار بالبشر والجريمة المنظمة والإرهاب وكافة المخاطر الأمنية، مما يقتضي تضافر جهود الجميع من أجل بناء اتحاد من أجل المتوسط قوي وقادر على مواجهة كل هذه الأخطار والتحديات. كما شدد على ضرورة إعطاء مفهوم التضامن الجهوي مدلوله الحقيقي والكامل والملموس،

وشدد ميارة على  أن النجاح المشترك ومصداقية العمل الجماعي ينبغي أن يجدا تجسيدهما الفعلي في ترسيخ الشراكة والتعاون، وتسهيل التعارف والتقارب بين الشعوب، داعيا إلى بذل قصارى الجهود لتحقيق ذلك بغية بناء فضاء أورومتوسطي للسلم والأمن، والتنمية والازدهار، والتبادل والحوار بين شعوب الضفتين.

وقال الطالبي العلمي في إن هناك عدة عوامل مقوضة للعيش المشترك والتعاون والتفاهم تنذر بتبديد كل الآمال التي انبعثت من إطلاق مسلسل برشلونة واتفاقية أوسلو ومؤتمر مدريد للسلام في الشرق الأوسط، حيث تفاقمت التحديات التي تواجه المنطقة، وتناسلت عنها معضلات جديدة مما يكبح التفاهم ويُلَغِّم العلاقات الثنائية ومتعددة الأطراف بين بلدان المنطقة والمجموعات الإقليمية.

وأضاف أن المنطقة الأورومتوسطية تواجه تحديات أخرى قديمة/جديدة، منها انعكاسات الاختلالات المناخية والتلوث، مسجلا أن البحر الأبيض المتوسط يعتبر البحر الأكثر تعرضا للإجهاد، حيث تقذف فيه أطنان من الملوثات مما يلحق أضرارَا جسيمة بالموراد والأحياء البحرية.كما يتراجع المجال الغابوي بشكل مُهْوِل، يضيف رئيس مجلس النواب، جراء الجفاف والحرائق والاستغلال المفرط للتربة وتعريضها للإجهاد.

وإلى جانب التداعيات على الحياة البشرية وما تتسبب فيه من نزوح، وعلى التنوع النباتي والحيواني، حذر رئيس مجلس النواب من أن تفقد البشرية، بفعل هذه التحديات ، واحدا من مصادر التغذية الأكثر غنى، وتنوعا وفائدة في العالم، وفضاءات سياحية من الأجمل على الكرة الأرضية، وجزء هاما من الإرث الطبيعي الإنساني، الذي تأسست عليه أعرق الحضارات وأثراها.

ويرى رئيس الجمعية البرلمانية للاتحاد من أجل المتوسط،  أن هذه التحديات والعواملُ، وغيرها من خارج الفضاء الأرومتوسطي ومن خلفه تساهم في تزايد مُلفت لظاهرة الهجرة غير النظامية واللجوء والنزوح، مع ما يلازم ذلك من مآسي إنسانية، مبرزا في السياق ذاته، النماذج الناجحة للإدماج وللتدبير المشترك لظاهرة الهجرة غير النظامية بين الشمال والجنوب، على غرار التعاون المتعدد الأوجه بين المملكتين المغربية والإسبانية،

و دعا رئيس مجلس النواب كافة الديموقراطيين من أحزاب وقوى ومن ومثقفين ومؤسسات في الشمال إلى قلب معادلة ربط مشاكل المجتمعات الأوروبية بظاهرة الهجرة والتصدي لخطاب كراهية الأجانب، والتذكير بالأدوار التاريخية للمهاجرين في اقتصادات عدد من بلدان أوروبا، وإسهام العديد منهم وأبنائهم في الإشعاع العلمي والثقافي والرياضي لهذه البلدان.

وسجل أنه  على الرغم من تعاظم التحديات والعوامل غير الميسرة لتحقيق الأهداف النبيلة التي أطلق من أجلها مسلسل برشلونة والذراع البرلمانية للتعاون الأرومتوسطي، فإن الشراكة الاقتصادية بين بلدان المنطقة حققت الكثير من المكاسب بفضل حيوية وانخراط القطاع الخاص في الضفتين، والاتفاقيات المتقدمة الثنائية ومتعددة الأطراف.

ولفت الطالبي العلمي إلى أن المبادلات بين هذه البلدان ، ما تزال تحتاج إل مزيد من الأمن القانوني والإلتزام السياسي من جانب مختلف الأطراف لتحصينها من نزوات لوبيات المصالح الضيقة والنزعات الإيديولوجية المتطرفة التي توظفها أطراف لها مصلحة في الإضرار بحرية التجارة والمبادلات وإبقاء المنطقة حبيسة منطق الحرب الباردة وإيديولوجيتها.

وحث رئيس الجمعية البرلمانية للاتحاد من أجل المتوسط، البرلمانات الوطنية، والبرلمان الأوروبي على ” تحصين الاتفاقيات التي تبرمها دولنا” حتى “نكفل لها الأمن القانوني الذي ييسر تنفيذها دون عراقيل، وعدم تركها رهينة لأمزجة البعض ”

ونبه رئيس الجمعية البرلمانية للاتحاد من أجل المتوسط الانتباه إلى أن “واقع الانشطار الذي يميز النظام العالمي، والتهديدات التي تواجهنا معا ودخول فاعلين دوليين جدد إلى معادلات الصراع الدولي ومنهم المنظمات الإرهابية، يدعونا أكثر من أي وقت مضى إلى المضي في شراكاتنا على أساس تجديدها، وخاصة من خلال احترام أطرافها جميعِها.

وشدد رئيس مجلس النواب على دعم حق كل دولة في وحدتها الترابية وسيادتها والتصدي لنزعات الانفصال التي تستفيد من التضليل السياسي و الإعلامي لتحصل على الدعم ولتزرع الرعب والعنف وتغذي دوامة العنف خاصة عندما تكون مصالحها تلتقي موضوعيا مع المجموعات الإرهابي، مسجلا أن أن المغرب، الوفي لتقاليد التعايش، والعيش المشترك، والاعتدال، والحرية، “لن يتوانى في مواصلة انخراطه الإيجابي الفاعل في تجديد الشراكة الأرومتوسطية

تعليقات الزوار ( 1 )

  1. ما يجب ان تعرفه أمريكا وإبنتها إسرائيل؛ ان الأطفال الناجين من الإبادة لن ينسوه لهم ،وسوف يلقلونه لإبناء أبناءهم. ؟

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News