سياسة

هل يمهد “عقاب الصناديق” لعودة بنكيران لزعامة حزب العدالة والتنمية؟

هل يمهد “عقاب الصناديق” لعودة بنكيران لزعامة حزب العدالة والتنمية؟

لا شك أن انتخابات الثامن من شتنبر 2021 تعد حدثا مفصليا في مسار حزب العدالة والتنمية، خاصة عقب الاستقالة الجماعية للأمانة العامة، الخميس الفارط، وفي مقدمتها سعد الدين العثماني، الأمين العام للحزب، وتحملها “كامل المسؤولية السياسية عن تدبيرها لهذه المرحلة”.

استقالة الأمانة العامة والتي وصفها المتابعون للحزب ب”الزلزال”، كانت بعد أصوات داخلية من الحزب تطالب بذلك، لعل أبرزها القيادية أمينة ماء العينين و”زعيمهم” السابق عبد الإله بنكيران، فهل يمهد “عقاب الصناديق” لعودة الأخير للواجهة ؟

وقال رضوان اعميمي، أستاذ القانون الإداري بجامعة محمد الخامس بالرباط إن نتائج الانتخابات الأخيرة ستعقد إمكانية عودة بنكيران لزعامة البيجيدي، في حال رغبته بذلك، مشيرا أن زعيم البيجيدي السابق، كان من بين الأسباب التي أدت إلى انشقاق حزب المصباح لفريقين وما واكب ذلك من تصدع البيت الداخلي للحزب.

وأضاف أعميمي في تصريح لجريدة “مدار 21″، أن “الخرجة” الأخيرة لعبد الإله بنكيران قبل أيام من الاستحقاقات الانتخابية، لم تكن موفقة، كما لم تكن في صالح الحزب “وجرت عليه غضب فئات عريضة من الشارع المغربي، ومن قيادات العدالة والتنمية، حيث كانت تتضمن مجموعة من المصطلحات والمفاهيم والأفكار، التي فهم منها البعض، أنها ابتزاز للدولة وللمجتمع والناخب.

كما اعتبر المتحدث ذاته أن “أوراق بنكيران أضحت مفضوحة أمام قيادة الحزب (خاصة ما بات يعرف بتيار الاستوزار)، وبالتالي إذا كانت نيته العودة للمشهد السياسي داخل العدالة والتنمية، فذلك سيحتاج حتما لمجهود كبير للم البيت الداخلي وإعادة الاعتبار للعلاقات التي كانت سائدة داخل “المصباح”، على أسس سياسية جديدة، على اعتبار أن خطاب بنكيران والحزب يحتاج لإعادة نظر جدرية، بعيدا عن الميول الإديولوجي والأفكار والمبادئ التي أصبحت متجاوزة وغير مقبولة”.

وتابع اعميمي “كل ما ذكرته سابقا، يؤكد حاجة العدالة والتنمية لظهور زعامة جديدة، لتجميل صورته والبحث عن أطر جديدة وإقامة تحالفات جديدة، ليست لها طبيعة إيديولوجية، ولكن ذات طبيعة برغماتية، وبما أن بنكيران جاء من مدرسة لها ارتباط بما هو دعوي، يصعب عليه أن يتخلى عن هذه الخلفية”.

وبخصوص جدل المعاش الاستثنائي و”خطره” على صورة بنكيران وحزب العدالة والتنمية، أوضح أعميمي أن “المعاش الاستثنائي جر عليهما ( بنكيران والحزب) غضب الشارع والفاعلين السياسيين، باعتبار أنه أتبث زدواجية في الخطاب، خطاب موجه للمواطنيين على اعتبار أن الحزب يدفع في اتجاه التقشف وتغليب المصلحة العامة وتوفير العيش الكريم للطبقة الهشة، لكن في المقابل نال “زعيمه” معاشا استثنائيا لم يساهم فيه لا بشكل مباشر ولا غير مباشر”.

وختم حديثه :”المعاش الاستثنائي يشكل ريعا سياسيا، وجاء حزب العدالة والتنمية بالأساس لمحاربته وللحد منه، وكان سببا من بين أسباب أخرى في التصويت العقابي في استحقاقات 8 شتنبر 2021.. لكن ما يميز الحزب من تنظيم قادر على انتاج زعامة جديدة قادرة على تجاوز العثرات السابقة”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News