أمازيغية

تدريس الأمازيغية يُغطي 1803 مدارس والحكومة تكشف خطة تعميمها

تدريس الأمازيغية يُغطي 1803 مدارس والحكومة تكشف خطة تعميمها

كشف وزير التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، شكيب بنموسى، عن اتخاذ مجموعة من الإجراءات، في تجاوب مع الإرادة الملكية وتماشيا مع المحددات المنصوص عليها في الدستور، وتفعيلا لمضامين القانون الإطار، وتنزيلا للمخطط الحكومي المندمج لتفعيل الطابع الرسمي للأمازيغية.

وأعلن بنموسى، خلال يومي دراسي بمجلس المستشارين نظمه فريق التجمع الوطني للأحرار، عن تحسين مؤشرات تدريس الأمازيغية، حيث بلغ عدد مؤسسات التعليم الابتدائي التي تدرس بها الأمازيغية جزئيا أو كليا برسم الموسم الدراسي 2023/2024، 1803 مؤسسات (930 حضري/873 قروي)، أي بنسبة 31 في المئة من مؤسسات التعليم الابتدائي.

وحسب المعطيات التي قدمها وزير التعليم حول تفعيل الطابع الرسمي للأمازيغية، فقد بلغ عدد المدرسين 1860 مدرسا متخصصاً، وبلغ عدد التلاميذ المستفيدين حوالي 746 ألف تلميذ وتلميذة، وهو ما يمثل 19.5 في المئة من مجموع عدد تلاميذ السلك الابتدائي برسم نفس الفترة، في حين بلغ عدد الأقسام 16529 قسما .

وأكد بنموسى أن الوزارة تعمل على تعزيز هذه الدينامية في أفق تحقيق نسبة تغطية تصل إلى 50 في المئة خلال السنة الدراسية 2025/2026، وذلك تنفيذا لالتزامات خارطة الطريق من أجل مدرسة عمومية ذات جودة للجميع، لافتا إلى اتخاذ وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، مجموعة من التدابير والخطوات الإجرائية، التي من شأنها الارتقاء باللغة الأمازيغية والنهوض بها في المنظومة التعليمية.

وبخصوص خطة الوزارة لاستكمال تعميم تدريس اللغة الأمازيغية في جميع مؤسسات التعليم الابتدائي، التزم بنموسى بالتعميم التدريجي للأمازيغية على جميع مؤسسات التعليم الابتدائي، بما في ذلك الفرعيات، ابتداء من السنة الدراسية 2023/2024، على أن يتم تحقيق نسبة تغطية تصل إلى 50 بالمئة خلال السنة الدراسية 2025/2026، في أفق بلوغ التعميم التام خلال السنة الدراسية 2029/2030.

وكشف وزير التربية الوطنية عن إعداد خريطة تربوية جهوية خاصة بتدريس اللغة الأمازيغية بالمؤسسات التعليمية الابتدائية برسم المواسم الدراسية 2023/2024 و2024/2025 و2025/2026، وذلك لضبط شبكة المؤسسات التي تدرس بها الأمازيغية وفق منهجية تراعي مبادئ الاستمرارية والتوسيع التدريجي في أفق التعميم.

وعلى مستوى الموارد البشرية وتكوين الأطر التربوية، وفي إطار تنفيذ استراتيجية الوزارة الرامية إلى تسريع وتيرة تعميم تدريس الأمازيغية عبر تقوية واستكمال حلقات التكوين الأساس بالمراكز الجهوية لمهن التربية والتكوين وفروعها، أشار المسؤول الحكومي إلى الرفع من عدد التوظيفات الخاصة بمدرسي اللغة الأمازيغية بنسبة 50 بالمئة هذه السنة، حيث تم تخصيص 600 مقعد برسم الموسم التكويني الحالي (دورة دجنبر 2023)، أي بزيادة 200 مقعد عن دورة 2022.

وحسب المعطيات التي قدمها بنموسى أمام البرلمان،  فقد بلغ عدد الناجحين في مباريات التوظيف، تخصص أمازيغية، 478 من المترشحين وسيتم استدراك 122 منصباً المتبقية في المباريات التي ستجرى يوم 10 فبراير المقبل، مبرزا أنه تم لأول مرة تخصيص 12 مقعدا لتكوين مفتشي التعليم الابتدائي “تخصص اللغة الأمازيغية” ضمن مباراة ولوج مسلك تكوين المفتشين التربويين للتعليم الابتدائي (دورة 2023).

وأضاف وزير التعليم أنه تم تخصيص 10 مناصب للأمازيغية ضمن المباراة التي تم تنظيمها في 29 أبريل 2023 لتوظيف المتصرفين من الدرجة الثانية بالوزارة، مشيرا إلى أنه سيتم إدراج الأمازيغية ضمن التكوين الأساس والمستمر لأساتذة المزدوج، مما سيساهم في تسريع وتيرة التعميم.

وكشف بنموسى عن مراجعة المنهاج الدراسي للغة الأمازيغية بالسلك الابتدائي، بتعاون وثيق مع المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية، وتوفير الدلائل البيداغوجية والمعينات والموارد الرقمية التي تغطي منهاج هذا السلك، مع إدراج المضامين الثقافية والتاريخية الأمازيغية في المناهج التربوية للمواد الدراسية، إضافة إلى إصدار كتب مدرسية جديدة للغة الأمازيغية للتعليم الابتدائي مُحيّنة ومصادق عليها في الفترة ما بين 2020 و2023.

وتحدث المسؤول الحكومي عن إدراج اللغة الأمازيغية ضمن المسابقات الوطنية والجهوية والإقليمية، وخاصة تلك المتعلقة بالتشبيك الموضوعاتي في مجالات فن الخطابة والموسيقى والمسرح والفيلم التربوي والمسابقات الثقافية والأولمبياد اللغوية والشعر والربورتاج الوثائقي والإعلام المدرسي، وغيرها من الأنشطة.

وسجل بنموسى حرص الوزارة على استعمال الأمازيغية بالتعليم الأولي في الجهات الناطقة بها، وذلك من خلال التواصل بين المربي والطفل في هذه المرحلة باللغة الأم، مع إعمال سياسة القرب من خلال إعطاء الأولوية، خلال عملية الانتقاء التي تشرف عليها الجمعيات لتشغيل المربيات المنتميات للدواوير والمجالات الترابية المحلية.

وعلى مستوى تعزيز استعمال اللغة الأمازيغية وتيسير استفادة الناطقين بها من خدمات القطاع، كشف الوزير عن وضع مسطحة لتعلم اللغة الأمازيغية عن بعد لفائدة التلميذات والتلاميذ والتي ستساعد بشكل كبير على تسريع وتيرة تعلم الأمازيغية، ودعم الجهود الرامية إلى التعميم المتدرج للغة الأمازيغية على مختلف المستويات‎ ‎التعليمية، مسجلا أن هذا المشروع يتلاءم مع خارطة الطريق 2022-2026 من أجل مدرسة عمومية ذات جودة‎ للجميع، التي تعتبر الحلول الرقمية رافعة لإحداث التغيير في المنظومة التربوية.

وخلص بنموسى إلى أن الوزارة منخرطة بشكل ملتزم من أجل تنزيل المضامين التربوية المرتبطة بهذا الورش الوطني الهام، انسجاما مع التوجيهات الملكية، معتبرا أن تفعيل الطابع الرسمي للأمازيغية يتطلب مقاربة عرضانية، أساسها الالتقائية والتنسيق والواقعية، وأن تحقيق الأهداف المنشودة يستدعي تظافر جهود جميع المتدخلين والفاعلين وكل القوى الحية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News