أمن وعدالة

تمويلات بالملايين.. الفن يختلط بالسياسة في ملف “إسكوبار الصحراء”

تمويلات بالملايين.. الفن يختلط بالسياسة في ملف “إسكوبار الصحراء”

ما تزال القضية المعروفة بـ”إسكوبار الصحراء” التي تفجرت قبل أشهر، بعد أن أصدر القضاء المغربي قرارا بإيقاف البرلماني سعيد الناصري، ورئيس جهة الشرق، عبد النبي بعيوي، المنتميان لحزب الأصالة والمعاصرة، للتحقيق معهما بتهم عدة بينها “ترويج مخدرات” و”تبييض أموال”، تشغل اهتمام الرأي العام الذي يتابع عن كثب مستجداتها.

ولم تختلط السياسة فقط بالعمليات المشبوهة التي كان يتزعمها المواطن المالي “الحاج بنبراهيم” الذي يقبع حاليا في السجن، إنما مولت أنشطة فنية، لمصالح مختلفة.

ففي سنة 2013، قام المالي بتمويل مهرجان بمبلغ 150 مليون سنتيم في زاكورة، وتمويل حملة انتخابية سابقة لأوانها بالمنطقة لفائدة الناصري عن طريق تقديم هبات وهدايا لبعض الأشخاص، وتزويد المهرجان بسيارات رباعية الدفع من فئة رونج روفر، بحسب معطيات توصلت إليها جريدة “مدار21″، وتم مواجهة رئيس نادي الوداد بها.

ويبدو أن تصريحات الشهود تُورط الناصيري أكثر في ملف المالي، بينما يحاول الاستمرار في الإنكار ونفي المعطيات التي يقدمها المصرحون ضده في الملف.

وتقدم الناصيري أمام النيابة العامة بعد الانتهاء من البحث التمهيدي، الذي استغرق عدة أشهر، بسبب التدقيقات والافتحاصات المالية، والمواجهات والانتدابات التقنية، في قضية متشابكة تتعلق بالتزوير في محررات رسمية وعرفية، والمشاركة في الاتجار في المخدرات، ومنح وقبول رشاوي في إطار ممارسة الوظيفة.

وقد فُتحت هذه القضية بناء على اتهامات وجهها إليه بارون المخدرات المالي أحمد بنبراهيم، مدان في قضية اتجار دولي في المخدرات للناصيري وبعيوي.

ويشمل التحقيق في هذه القضية 25 متهما، 21 منهم رهن الاعتقال، بينهم رئيس مجلس جهة الشرق عبد النبي بعيوي، ومسؤولون بارزون آخرون.

ويتابع سعيد الناصيري، ورئيس جهة الشرق، عبد النبي بعيوي، إضافة إلى 19 متهما آخر في الملف، بتهم التزوير في محرر رسمي والمشاركة في تزوير سجل ومباشرة عمل تحكمي، والإرشاء وتسهيل خروج أشخاص من التراب المغربي في إطار عصابة واتفاق، والمشاركة في مسك المخدرات، ونقلها وتصديرها، وإخفاء أشياء متحصل عليها من جنحة، والتزوير في محررات رسمية وعرفية، واستخدام مركبات ذات محرك، وهي الأفعال التي طالبت النيابة العامة قاضي التحقيق في ملتمس فتح التحقيق الإعدادي على أساسها.

الناصري وبعيوي هما قياديان في حزب الأصالة والمعاصرة المشارك في الائتلاف الحكومي، حيث سيمثل الناصري أمام قاضي التحقيق من أجل استجواب تفصيلي في 25 يناير المقبل.

وتقول مجلة “جون أفريك”، إن تاجر المخدرات المنحدر من دولة مالي الذي جر شخصيات مغربية مرموقة في عالم الرياضة والسياسة إلى سجن عكاشة بالدار البيضاء، في ملف ثقيل بدأ قبل 13 سنة، وفجره بارون المخدرات في الأشهر القليلة الماضية، بعدما أمضى أربع سنوات من التفكير في زنزانة سجنه بالجديدة، حيث يمضي عقوبته منذ عام 2019.

وتأتي هذه القضية في سياق قضايا مماثلة، عرفت تقديم واعتقال عدد من الشخصيات السياسية وأعضاء المنظمات الحزبية والموظفين في مؤسسات عمومية وأجهزة أمنية ورجال أعمال، في تأكيد أن القانونيطبق على الجميع، ولا أحد فوق القانون، بصرف النظر عن انتماءاتهم السياسية أو طبيعة وظيفتهم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News