اقتصاد

الضربات الأمريكية باليمن تُحفز توقعات بارتفاع أسعار المحروقات بالمغرب

الضربات الأمريكية باليمن تُحفز توقعات بارتفاع أسعار المحروقات بالمغرب

حفزت الضربات التي وجتها الولايات المتحدة وبريطانيا للحوثيين في اليمن، فجر الجمعة، بعد تشكيل تحالف “الازدهار” بقيادة واشنطن لحماية السفن التجارية أثناء عبور ممر مضيق باب المندب والبحر الأحمر من هجمات الجماعة المتضامنة مع قطاع غزة، (حفزت) توقعات بارتفاع سعر البرميل عالميا، وبالتالي ارتفاع أسعار المحروقات بالمغرب ووصولها إلى عتبة 15 درهما من جديد.

وفي هذا السياق أفاد الحسين اليماني، الكاتب العام للنقابة الوطنية لصناعات البترول والغاز الطبيعي، أنه بعد الحرب الروسية الأوكرانية فإن “مسارات تدفق الطاقة الأحفورية بشكل عام أعيد فيها النظر، حيث كانت أوروبا تزَود من روسيا، في حين كان الشرق الأوسط يُزود إفريقيا وآسيا، لكن بعد الحرب تغيرت هذه المسارات”.

وأضاف اليماني، في تصريح لجريدة “مدار21″، أن “عددا من تدفقات المغرب تأتي عبر البحر الأبيض المتوسط، ما يعني أن التأثيرات بقناة باب المندب تصل إلى قناة السويس وبالتالي نتأثر أيضا، خاصة أنه هذه الضربات الأخيرة تجاوز سعر برميل النفط 81 دولار بعدما كان في حدود 75 دولار”.

وبخصوص تأثر أسعار المحروقات بالمغرب، أشار اليماني إلى أنه “انطلاقا من يناير وفبراير تشرع الشركات في الشراء، وبالتالي فالطلب الذي منكمشا في شهر دجنبر لن يستمر خلال الشهرين الحاليين، وإذا انضافت التأثيرات الجيوساسية للحرب فمن الممكن الوصول إلى مستوى 90 دولار للبرميل، وفي هذه الحالة يجب استحضار ما سيقع بسوق المواد الصافية، إذ يمكن أن تذهب في اتجاه الارتفاع هي الأخرى، ما يعني أن المغرب يمكن أن تشهد أسعار المحروقات ارتفاعا يصل بها إلى 15 درهما بالنسبة للغازوال”.

وبنى اليماني توقعاته على أن “نهاية السنة تعرف بأن الشركات لا تشتري خلالها لتكوين احتياطات لأن احتياطات رأس السنة ناقص احتياطي أول السنة زائد المبيعات ناقص المصاريف يعطي أرباح الشركة، بمعنى أنه إذا كان لدى الشركة مخزون كبير في رأس السنة وحدث مشكل في الاحتياطي فذلك يمكن أن يؤثر على الأرباح”.

وأورد الكاتب العام للنقابة الوطنية لصناعات البترول والغاز الطبيعي، أن هذه المستجدات “تعيد النقاش حول إغلاق شركة “لاسامير” التي تم إنشاؤها في ظروف الأزمة البترولية التي كانت حينها”، مضيفا أنه “لهذا السبب كنا ننادي باستقلال المغرب نسبيا ويوفر عبر هذه الشركة على مستوى التكرير والتخزين”، مشددا أن “الأمر يعيد ملحاحية إنقاذ الشركة، لأن الدول اليوم جميعها أصبحت تدافع عن مصالحها”.

وأبرز اليماني أن “هناك حديث اليوم بعد هذه الهجمات عن “حرب المضايق” وتهديد التجارة الدولية”. مشيرا إلى ما يحدث بمضيق باب المندب إضافة إلى حديث عن مضيق هرمز ومضيق جبل طارق وبحر الصين، مفيدا أن “ما يقع بخليج اليمن يؤثر على الأسعار لأن شركات الشحن رفعت من قيمة تأميناتها وهناك شركات علقت رحلاته، إضافة إلى أن شركات دخلت بالملاحة البحرية خارج الضوابط المعمول بها، مثل إطفاء أجهزة التموقع والإضاءة وغيرها”.

ولفت إلى أن “جائحة كورونا أثرت على التجارة البحرية، ثم جاءت الحرب الروسية الأوكرانية التي غيرت مسار التجارة الدولية، خاصة تجارة النفط والغاز”، مضيفا أن “ضربات الحوثيين اليوم إذا استمرت فإنها ستسبب مزيدا من الإضرابات في التجارة البحرية”.

وحول تهديدات الحوثيين بقصف أرامكو ومواقع نفطية، أكد اليماني احتمالية حدوث ذلك، لافتا إلى أن السفن الحاملة للمواد النفطية أيضا يمكن أن تكون مستهدفة بشكل أكبر، خاصة أن سريعة الانفجار والاشتعال.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News